أشعر بالكثير من الحب والاحترام لفضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، ولا أعلم هل السبب لعلمه الغزير وأدبه الجم وتواضعه، أم للشبه الكبير بينه وبين جدى لوالدتى فى ثقافته وسماحته، وحتى فى عباءته التى أشعرها تدثرنا داخلها بلا اقتراب ..هذا العالم الجليل يتعرض لحملة شعواء لمجرد أنه أكبر عالم حديث فى أمتنا.. ومع هوجة الهجوم على الدين والتقليل من قيمة وهيبة رجاله يحاول البعض النيل منه..فقد قرأت مقالا للأستاذ سامح عيد فى جريدة "المقال" بعنوان "الرجل الذى باع عقله للبخارى" مهاجما الدكتور عمر هاشم، ثم شاهدت برنامج "كلام جرايد" للأستاذ مجدى طنطاوى قام فيها فضيلة الدكتور بمداخلة تليفونية، ووجدته شديد التأثر بما يحمله المقال من هجوم، وفسر الفرق بين صدور الأمر الإلهى للرسول ﷺ "يقاتلهم" بأنها تعنى رد الإعتداء على من يعتدى، ولم يقل إقتلهم كما يدعى البعض أن أحاديث البخارى هى سبب الإرهاب وخروج من يسمون بالدواعش، وتحدث عن صعوبة مناقشة تلك الأمور تليفونيا، وذكر العديد من كتبه وكتب العلماء التى توضح تلك الأمور لمن يريد المعرفة وليس هدم المعتقدات الدينية والقيم الإسلامية التى نشأ عليها أجيال وأجيال راضين بدينهم ومحبين له حتى وإن قل علمهم أو كثر.. فتلك الفترة التى نعيشها من أسوأ الفترات فى التاريخ بعد أن عبث بعقولنا من يريدون هدم ديننا فأصبحنا نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا.. يعلم البعض أن ما نتعرض له هو جزء من حروب الجيل الرابع التى تمارس علينا بالقوة الناعمة والتى سبق وتناولتها فى مقالى "قوتهم الناعمة وقدراتنا الهشة"، تلك الحرب يكون ردها بالعلم والمواجهه الإعلامية القوية وأن نتيح لأئمة العصر المجال على مصرعيه للحديث وتوضيح المفاهيم بمناقشات واعية ومبسطة، وهو ما يُحدث التجديد فى لغة الخطاب الدينى، فكيف يعيش بيننا العلماء الأفاضل على جمعة وعمر هاشم والإمام الأكبر أحمد الطيب وغيرهم ويتركونا فريسة سهلة فى أيدى أعدائنا ويتركون الاعلام يلهث وراء من كانوا ينتمون للجماعات المتطرفة والهدامة، والذين مازلت وغيرى فى حلوقنا غصة وفى قلوبنا ضيق من ظهورهم الكثيف والإطمئنان لهم والسماح بالإمساك بمعاول هدم لديننا وعلمائنا.. ربما يكون لهم دور -إذا كانوا صادقين- فى إستخلاص فكرة لمعرفة دقائق الأمور فى جماعاتهم أو نقاط ضعفهم ولكن نترك لهم الحبل على الغارب ليعلمونا ديننا ويسفهون من علمائنا فهذا هو العبث الحقيقى، وأتساءل لماذا لا يستعين رجال وزارة الداخلية بالخارجين من السجون للتنظير؟! ولماذا لا تستعين وزارة الصحة بالمتعافين من الإدمان لتتعلم منهم طرق الوقاية والعلاج؟!..كفانا هزل فى مواقف الجد فالأمة العربية تنهار والشعب السورى الذى كان ينعم بالأمان والرخاء وكادت منتجاته أن تسحق المنتجات التركية أصبح اليوم بلا مأوى حتى لجثمانه!! وكنت فيما سبق عند رؤية فيلم "واإسلاماه " أتعجب من الهجوم التتارى وكيف لا تقف الدول مع بعضها لصد هذا الهجوم وإنقاذ الشعوب من الدمار والمهانة والبيع كرقيق، ولكن كتب الله علينا وبأيدينا أن نراها رؤية العين ونكتوى بنيرانها.. متى نستفيق وكيف لإعلاميين ومثقفين أو هكذا يبدون أن ينزلقوا ويقبلوا بكل أريحية أن يكونوا لسان التخريب للدين الإسلامى بالتهكم والسخرية وتصدير ما يصعب على عقل العامة لجعله مبعث الفكاهة وكأنه المنهج الإسلامى.. وهؤلاء قلة ولكنهم أصحاب صوت عالى ودائرة ملتفة حول بعضها بحيث تراهم طوال الوقت وفى كل مكان.. وإلى متى سيظل إعلام الدولة مكبل وقليل الحيلة أمام ما نحياه.. هناك محاولات ولكنها لا تكفى فقد سبق وشاهدت برنامج "الملتقى" للإعلامى المثقف "علاء بسيونى" وكان غاية فى الإبداع لأن فكرته تقوم على مناقشة موضوع مع اساتذة مختلفين الرؤى والثقافات ثم طرح الأسئلة من شباب والإجابة عليها ..ولا أعلم هل مازال البرنامج يبث أم لا ؟ لأن لا دعاية لبرامج التليفزيون المصرى!! وأناشد المسئولين فى الدولة من سيادة الرئيس إلى اصغر مسئول أن نقف صفا واحدا حتى نستطيع حماية ديننا ووطننا سواء الدين الإسلامى أو المسيحى لأنه يتعرض أيضا للعديد من محاولات التقليل من هيبة البابا تواضروس ومن قبله البابا شنودة.. وعلى الوزارات المعنية بالثقافة والتعليم والشباب أن يقومون بدورهم بشكل أكثر جاذبية وإثارة حتى يلتفت إليها الجميع.. فلا مانع من تزاوج الندوات لتصبح ثقافية فنية أو دينية رياضية وغيرها ولا بأس من خلق أجواء تنافسية وتقديم مسابقات وجوائز ليلتفت العامة إلى العلم والمعرفة بجانب الترفيه والمتعة.. نريد فى هذه المرحلة الشائكة أن ينكفئ علماء الدين والنفس وغيرهم على الدراسة والبحث عن سبل جديدة للجذب والتشجيع ..ولا نترك أنفسنا وشبابنا الصاعد للأفكار الهدامة التى جاءتنا بعد بحث ودراسة لكيفية إهلاكنا بأيدينا ..ونعود للإحترام وتوقير الكبير ومعرفة قدر وقيمة العلماء والكبار فليس الرئيس مجرد موظف! ولا علماء الأزهر كهنوت! ولا نطالب عالم جليل كالدكتور عمر هاشم أن يبيع علمه ودينه لإرضاء إعلام الفتنة أو خريجى الجماعات المتطرفة.
اقتباس: متى نستفيق وكيف لإعلاميين ومثقفين أو هكذا يبدون أن ينزلقوا ويقبلوا بكل أريحية أن يكونوا لسان التخريب للدين الإسلامى بالتهكم والسخرية وتصدير ما يصعب على عقل العامة لجعله مبعث الفكاهة وكأنه المنهج الإسلامي.