لم ينسب برلمان الإخوان والسلفيين والإرهابيين والمجرمين والهاربين من العدالة إلى فصل تشريعى طبقا للتاريخ البرلمانى
خرجت الدراسةُ المميزة للباحثة الدكتورة/ آمال كمال طه الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان عن تجديد الخطاب الدينى فى خطاب الصحافة العربية بالتطبيق على صحيفتىْ «الأهرام» المصرية و«الحياة» اللندنية خلال عامىْ 2013 و2014 بمجموعة من النتائج المهمة التى يطيب لنا أن نعرض جانبًا منها فى هذا المقال:
ففيما يتعلق بمفهوم الخطاب الدينى، أشار بعضُ الكُتَاب بصحيفة «الأهرام» إلى أن أهم جوانب الخطاب الدينى وأخطر محاذيره تحديد ملامح العلاقة بين النص الدينى من القرآن الكريم والسُنة الصحيحة من جهة وبين الخطاب الدينى المنبثق عنهما من جهة أخرى. وأكدت بعض الطُروحات على ضرورة التفرقة بين مفهوم الخطاب الدينى ومفهوم الدين، فالدين هو الوحى الإلهى الثابت والمطلق الذى لايتغير ولايتبدل وإنما الخطاب الدينى هو الجهد البشرى الذى نبذله فى تلقى هذا الوحى والاقتراب منه وفهمه؛ فالخطابُ الدينى هو حديث البشر عن الدين، فهو خطابٌ بشرى يستمد نسبيته من قائليه الذين يمكن أن يخطئوا أو يصيبوا فى فهم نصوص الدين والاجتهاد فى استنباط معانيها.
وفسرت الصحيفةُ الخلط بين الدين والخطاب الدينى بالركود لقرون طويلة وغلق باب الاجتهاد، وأن الاستمرار فى ذلك الخلط يهدد بعودة الإخوان أو بأن يحل محلهم من لايختلفون معهم، وهذا هو الخطر الذى يجب على المستنيرين من المثقفين وعلماءِ الدين أن يتصدوا له بشجاعة.
أشارت الصحيفة إلى عدم وجود استخدام دقيق لمصطلح الخطاب الدينى وعدم توظيفه التوظيف الدقيق فى كشف التغيرات فى أنماط التدين الرسمى والشعبى والراديكالى ذى الطبيعة العنيفة والنزعة الإرهابية أو لدى بعض الجماعات الإسلامية السياسية.
وانتقد بعضُ موادِ الرأى الاستخدامَ الدينى الرسمى لتجديد أو إصلاح الخطاب الدينى حيث رأت أنه لايعدو أن يكون مجرد تغيير فى موضوعات الخُطب الدينية الرسمية لوعاظ وأئمة وزارة الأوقاف، ولم يحدث تغييرٌ فى عُمق بنية الخطاب الدينى ومرجعياته ومنطوقه وتوظيفه إلا قليلًا.
وانتقد بعضُ الكُتَابِ الخطابَ الدينى السائد فى مصر؛ حيث وُصِفَ بأنه خطابٌ سلفى تمييزى إقصائى رافضٌ لمبدأ المواطنة مؤسِسًا للتمييز ضد المرأة، وهو خطابٌ تحريضى ضد الأقباط بسبب جذوره التى تعود إلى ابن تيمية الذى لاتزال لأفكاره التدميرية آثارها المستمرة إلى اليوم، ولذلك فهو خطابٌ يستحق الكشف عن جذوره وأصولها التى لم تعد إلى الحياة إلا فى حقبة السبعينيات وكوارثها التى لانزال نعانى آثارها إلى اليوم تبدأ من نوع الخطاب المسيطر وتمتد إلى هوية الدولة.
أشارت بعض مواد الرأى بصحيفة «الحياة» إلى الإشكاليات التى تعترى مفهوم الخطاب الدينى ودعت إلى فك التشابك اللاصحيح بين مفهومى الدين والتديُن، فالدينُ هو الوحى المقدس أما التدين فهو الممارسة البشرية لفهم الدين وهى تخضع لاعتباراتٍ كثيرة. وانتقدت تعلُق المجتمعات الأكثر تدينًا بالفتاوى والتوجيه من الخطاب الدينى، وانتقدت تشابك بعض المفاهيم مثل مصطلحات الخير والدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع اعتبار نقد الخطاب الدينى معارضةً للدين وسخريةً من أهله، وأشارت أن ذلك هو ما يُكرس أخطاءَ الخطابِ الدينى داخل محيطه.
وفيما يتعلق بإشكاليةِ تجديد الخطاب الدينى، أكد خطابُ صحيفةِ «الأهرام» ضرورة ترشيد الخطاب الدينى فى مواجهة حملة شرسة تستهدف تصوير العالم الإسلامى على أنه مُعادٍ للحرية والديمقراطية، وأوضح الحاجة إلى خطابٍ دينى مستنير يوضح للكافة أن الإسلام الصحيح يبيح للإنسان أن يفكر كيفما يشاء.
وأبرز ضرورة تجديد وترشيد الخطاب الدينى وضرورة إفهام عامة المسلمين حقيقة حدود المسئولية فى الإسلام لوقف موجات الاندفاع العاطفى وراء الشعارات الزائفة والمضللة. كما أشار إلى الحاجة إلى خطاب دينى يؤكد جوهر الشريعة الإسلامية بأنه ليس لأى إنسان أن يزعُم لنفسه أن يحكم الناس لينزلهم على حكم الله، وأنه المسئول عن إقامة حدود الله. وأشارت «الأهرام» إلى أن حاجتنا ليست فقط لتجديد الخطاب الدينى ولكن لابد أن نسعى إلى تجديد الخطاب الفكرى المعاصر فى السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
وطرحت صحيفة «الحياة» إشكالية تجديد الخطاب الدينى وحساسية تلك القضية وأرجعت ذلك لعدة أسباب أبرزها التشابك غير الصحيح بين مفهومى الدين والتدين، واكتساب الخطاب الدينى لاسيما فى المجتمعات الأكثر تدينًا مكانة وقوة تنعكس على صاحب الخطاب. وأشارت طُروحات الحياة إلى أن التجديد الذى ينشده الكثيرون هو تجديد يشمل ما يتعلق ببنية الخطاب ومكوناته وما يتعلق بالمصطلحات والمفاهيم وما يتعلق بطريقة عرضه وأسلوب بيانه، ولايمكن أن يتحقق هذا التجديد إلا من خلال تعريض الخطاب الدينى التقليدى للنقد والفحص والمراجعة.