الجميع يعرف النكتة المصرية الرائعة التى تقول: إن إحدي عجلات سيارة انفجرت فنزل السائق لتبديلها ولما خلع الأربعة مسامير التى تربط العجلة ووضعها فى طاسة العجلة ولف ليحضر العجلة الإضافية (الإستبن) مرق لورى كبير بسرعة كبيرة وأطاح بالمسامير فى كل اتجاه، ولما بحث عنها قائد السيارة دون جدوى جلس على الرصيف محبطًا واضعًا يده على خده وأخذ يفكر فيما سيفعله، ثم سمع صوتًا ينادى عليه من شباك المبنى المجاور قائلًا «فك مسمار من كل عجلة، واربط العجلة الإضافية بثلاثة مسامير حتى تصل إلى أقرب مكان يبيع قطع غيار»، فنظر له سائق السيارة بامتنان ولكن عندما أشاح بوجهه ليفعل بالنصيحة وجد لافتة على المبنى مكتوبًا عليها «مستشفى الأمراض العقلية»، فنظر إلى الرجل مرة أخرى وعلامات الدهشة على وجهه، فقال له نزيل المستشفى «مجنون، مش حمار».
ولأن الحكمة المصرية تقول «خذوا الحكمة من أفواه المجانين»، فقد قررت أن أجرى بعض الحوارات مع صديقى المجنون الذى دخل المستشفى نزيلًا حديثًا بعدما قرر أن هذا المستشفى هو دار العقلاء، ودخلت عليه وبعد السلام قال «من أين جئت؟»، قلت «كنت أساعد صديقًا للاتصال بمسئول فى شأن يخصه، وقد أمضى حوالى العام يحاول مقابلة المسئول ولا نتيجة، ولأننى أعرف المسئول فقد ذهبت معه لمقابلته قبل أن أحضر إليك»، قال «ما هذه الأخطاء التى ترتكبها»، فبان علىّ الاندهاش وقلت «ماذا ارتكبت؟»، فقال «لقد قلت شأنًا يخصه، ولا يوجد شأن يخص أى مصرى إلا وخاصة باقى المصريين»، فتأملت كلامه مفكرًا فبادرنى قائلًا «ثانيًا، من المسئول الذى لا يريد مقابلة الناس والاستماع إليهم وتسهيل مهمتهم»، قلت ضاحكًا «كتير»، فقال «أى مسئول يقابل شخصًا ويقضى حاجته يخدم نفسه فى نفس الوقت»، فقلت «يخدم نفسه؟»، قال «نعم، لأن هذا الشخص يكون بوقًا لهذا المسئول حتى يعاد انتخابه، يمدح فيه وفى طريقته فى استقبال المواطنين وحتى لو لم تنقض حاجته فيظل شاكرًا للمسئول عن حسن الاستقبال وإعطائه الفرصة لتوضيح الأمر»، فقلت «ولكننا لا ننتخب المسئولين بل يعينون أو بالأقدمية أو بالمحسوبية أو.... ما أذهب عقلك »، فقاطعنى بحدة قائلًا «حتى الآن لا تنتخبوا المسئولين؟!!!»، فقلت بتوتر خوفًا منه «نعم»، فقال «معقولة، وكل الأنظمة السابقة التى تشدقت بالديمقراطية لم تغير من طريقة التعيين وجعلها بالانتخاب؟»، فهززت كتفى إذ لم أعرف ماذا أقول، وقال «لا يستطيع جراح مهما كانت براعته أن يغلق الجرح قبل تنظيفه تمامًا وإلا سيفتح ثانية، وقد حان الوقت لتعديل هذا الأمر قبل الشروع فى بناء مصر الحديثة، فكيف يكون الموظف وهو خادم الشعب يفكر أنه سلطة فوق الشعب وليس خادما له»، ولما بان على الاقتناع نظر إلىّ النظرة التى أنظرها إلى شارعنا الذى يتم رصفه ثم تأتى المجارى أو التليفونات أو الكهرباء وتحفره ويتكرر الأمر مرارًا وتكرارًا»، فقلت «ولكن الموظف يتربى منذ أن يلتحق بالوظيفة على أنه سيد الشعب وعبد لرئيسه فقط، ثم يترقى إلى أن يصبح الرئيس فيأمر باقى الموظفين بإطاعته طاعة عمياء ولكن لا تحمل العبء ياعزيزى، فقانون الوظيفة الجديد يحدد أن التقارير الدورية لا تزيد نسبة الممتاز فيها على ١٠٪»، ولم أكمل فقد ثار صديقى فى وجهى قائلًا «إيه الترقيع ده؟، مش كان فيه ثورة؟، والثورة تعنى قوانين جديدة؟»، قلت «ولكن عدد الموظفين فى مصر كبير جدًا ولا يجب المساس بهم»، فقال «أغنية لا مساس سمعتها طول عمرى وحان الوقت لتغييرها». فنظرت إليه كما نظر سائق السيارة إلى المجنون فبادلنى النظرات وقال «مجنون، مش حمار».
ولأن الحكمة المصرية تقول «خذوا الحكمة من أفواه المجانين»، فقد قررت أن أجرى بعض الحوارات مع صديقى المجنون الذى دخل المستشفى نزيلًا حديثًا بعدما قرر أن هذا المستشفى هو دار العقلاء، ودخلت عليه وبعد السلام قال «من أين جئت؟»، قلت «كنت أساعد صديقًا للاتصال بمسئول فى شأن يخصه، وقد أمضى حوالى العام يحاول مقابلة المسئول ولا نتيجة، ولأننى أعرف المسئول فقد ذهبت معه لمقابلته قبل أن أحضر إليك»، قال «ما هذه الأخطاء التى ترتكبها»، فبان علىّ الاندهاش وقلت «ماذا ارتكبت؟»، فقال «لقد قلت شأنًا يخصه، ولا يوجد شأن يخص أى مصرى إلا وخاصة باقى المصريين»، فتأملت كلامه مفكرًا فبادرنى قائلًا «ثانيًا، من المسئول الذى لا يريد مقابلة الناس والاستماع إليهم وتسهيل مهمتهم»، قلت ضاحكًا «كتير»، فقال «أى مسئول يقابل شخصًا ويقضى حاجته يخدم نفسه فى نفس الوقت»، فقلت «يخدم نفسه؟»، قال «نعم، لأن هذا الشخص يكون بوقًا لهذا المسئول حتى يعاد انتخابه، يمدح فيه وفى طريقته فى استقبال المواطنين وحتى لو لم تنقض حاجته فيظل شاكرًا للمسئول عن حسن الاستقبال وإعطائه الفرصة لتوضيح الأمر»، فقلت «ولكننا لا ننتخب المسئولين بل يعينون أو بالأقدمية أو بالمحسوبية أو.... ما أذهب عقلك »، فقاطعنى بحدة قائلًا «حتى الآن لا تنتخبوا المسئولين؟!!!»، فقلت بتوتر خوفًا منه «نعم»، فقال «معقولة، وكل الأنظمة السابقة التى تشدقت بالديمقراطية لم تغير من طريقة التعيين وجعلها بالانتخاب؟»، فهززت كتفى إذ لم أعرف ماذا أقول، وقال «لا يستطيع جراح مهما كانت براعته أن يغلق الجرح قبل تنظيفه تمامًا وإلا سيفتح ثانية، وقد حان الوقت لتعديل هذا الأمر قبل الشروع فى بناء مصر الحديثة، فكيف يكون الموظف وهو خادم الشعب يفكر أنه سلطة فوق الشعب وليس خادما له»، ولما بان على الاقتناع نظر إلىّ النظرة التى أنظرها إلى شارعنا الذى يتم رصفه ثم تأتى المجارى أو التليفونات أو الكهرباء وتحفره ويتكرر الأمر مرارًا وتكرارًا»، فقلت «ولكن الموظف يتربى منذ أن يلتحق بالوظيفة على أنه سيد الشعب وعبد لرئيسه فقط، ثم يترقى إلى أن يصبح الرئيس فيأمر باقى الموظفين بإطاعته طاعة عمياء ولكن لا تحمل العبء ياعزيزى، فقانون الوظيفة الجديد يحدد أن التقارير الدورية لا تزيد نسبة الممتاز فيها على ١٠٪»، ولم أكمل فقد ثار صديقى فى وجهى قائلًا «إيه الترقيع ده؟، مش كان فيه ثورة؟، والثورة تعنى قوانين جديدة؟»، قلت «ولكن عدد الموظفين فى مصر كبير جدًا ولا يجب المساس بهم»، فقال «أغنية لا مساس سمعتها طول عمرى وحان الوقت لتغييرها». فنظرت إليه كما نظر سائق السيارة إلى المجنون فبادلنى النظرات وقال «مجنون، مش حمار».