السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإخوان وبرلمانهم اللقيط

محمود نفادي
محمود نفادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المتابع لجماعة الإخوان الإرهابية يدرك حقيقة مهمة وهى أن تلك الجماعة منذ نشأتها عام 1928 على يد مؤسسها الإرهابى الأكبر حسن البنا تجهل تاريخ مصر الحقيقى وخاصة تاريخها النيابى، وتعتقد أن تاريخ مصر بدأ مع ظهور وتأسيس الجماعة وما قبل ذلك لا تتذكره ولا تعترف به حتى عندما وصلت لمقاعد الأغلبية فى برلمان مصر عام 2012 بسبب أحداث 25 يناير والمؤامرة الكبرى على مصر وشعبها أشاعت أن برلمان 2012 هو أفضل برلمان فى تاريخ مصر.
فالجماعة الإرهابية تجهل أن مصر عرفت النظام النيابى فى مرحلة مبكرة من تاريخها الحديث وسبقت العديد من دول المنطقة وعمرها النيابى تجاوز ١٤٩ عاما منذ ظهور مجلس شورى النواب عام ١٨٦٦ وعرفت مصر بعد ذلك سبعة نظم نيابية مرورًا بمجلس شورى القوانين ثم مجلس الأمة وأخيرًا مجلس الشعب فى ظل دستور ١٩٧١ الذى سقط بفعل فاعل عقب ٢٥ يناير٢٠١١.
فجماعة الإخوان الإرهابية هى والسلفيون وحلفاؤهم من عتاة الإجرام والإرهاب من أحزاب البناء والتنمية والأصالة وغيرهم عندما احتلوا مقاعد البرلمان المصرى عام ٢٠١٢ ودنسوا بأقدامهم قاعة البرلمان المقدسة ولوثوا أجواء هذا البرلمان ونشروا النفايات والقاذورات فى أرجائه وداخل قاعات لجانه لا يعلمون أن العقاب الإلهى وعقاب التاريخ كان فى انتظارهم ليصبح هذا البرلمان صفحة سوداء فى التاريخ النيابى المصرى ويصبح برلمانهم هو البرلمان اللقيط من بين ٣٦ هيئة نيابية.
فلا يعرف الكثيرون أن برلمان الإخوان والسلفيين والإرهابيين والمجرمين والهاربين من العدالة لم يحظ بشرف التسجيل فى التاريخ المشرف للحياة النيابية المصرية ولم ينسب إلى فصل تشريعى طبقا للتاريخ البرلمانى لأن هذا البرلمان اللقيط مارس عمله فى ظل الإعلان الدستورى المسمى بإعلان ١٩ مارس الذى مكن الجماعة الإرهابية وحلفاءها من تدنيس القاعة المقدسة لبرلمان مصر وجلس على منصته العالية الإرهابى الإخوانى ربيب جماعة الإرهاب والإجرام سعد الكتاتنى.
فالبرلمان اللقيط لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها والسلفيين لم يكن الأسوأ فقط فى الممارسات البرلمانية المشبوهة تحت قبة هذا البرلمان وشهدت قاعته العديد من المؤامرات الإخوانية ضد مؤسسات الدولة المصرية ومحاولات تشويه تاريخ مصر ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كان الأسوأ فى الشكل والمظهر العام لهذا البرلمان اللقيط الذى كان يدعو إلى الغثيان وتحولت قاعات البرلمان إلى «بنسيون المندرة».
فجماعة الإخوان الإرهابية والسلفيون وحلفاؤهم حولوا برلمان مصر إلى وكر للتآمر ضد الجيش والشرطة وسمحوا لأرباب السوابق والمسجلين خطر بالدخول إلى القاعة والاستماع إليهم بهدف إحراج المجلس العسكرى وقتها وتربصوا بالشرفاء من رجالات مصر ووزراء الحكومة واستخدموا أسوأ قاموس سياسى وبرلمانى فى المناقشات ونهبوا الأموال للسفر إلى غزة وتونس واستخدام جزء من هذه الأموال فى عقد ندوات بتركيا لاستكمال مخطط التآمر على مصر وداسوا بأقدامهم على صور عدد من رؤساء البرلمان السابقين ومن فعل ذلك أصبح هاربا وهائما على وجهه خارج مصر وهو الإرهابى ممدوح إسماعيل.
ولعل المظاهرات التى اندلعت مؤخرا فى لبنان ورفعت شعار «ريحتكم طلعت» هى أحسن وأفضل وصف كان يمكن إطلاقه على برلمان الإخوان اللقيط بسبب التلوث الذى سيطر على أجواء البرلمان والروائح الكريهة التى كانت تنبعث من داخل قاعات اللجان والبهو الفرعونى، ودفعت بعض موظفى البرلمان للحصول على إجازة بدون مرتب لأنهم لم يعتادوا على هذه المظاهر القبيحة.
فعلى الشعب المصرى صانع ثورة ٣٠ يونيو التى أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية وقضت على أخطر بؤرة للتلوث الأخلاقى والسياسى والبرلمانى أن يتذكر مساوئ البرلمان اللقيط لجماعة الإخوان والسلفيين وحلفائهم شكلا وموضوعا وألا يسمح بعودته مرة أخرى، وأن يدقق فى اختيار نوابه فى برلمان ٣٠ يونيو، لأن هناك محاولات إخوانية بمساعدة حلفائهم السلفيين لإعادة البرلمان اللقيط من جديد.
بل إن أحد وزراء الحكومة فى عهد البرلمان اللقيط أكد لى أنه كان يشعر بضيق تنفس فور دخوله قاعة البرلمان اللقيط ويقدم الاعتذار لعدم الحضور خوفا على سلامته وصحته وأن أحد وزراء الصحة ذكر فى لقاء له أن قاعة البرلمان اللقيط بالمعايير الصحية تعد منطقة موبوءة وتحتاج لفرض حصار وحجر طبى عليها حتى يتم تطهيرها وتعقيمها، إلا أن الجماعة الإرهابية ونواب البرلمان اللقيط كانوا يشعرون بغير ذلك.
فحراسة وحماية تاريخ مصر البرلمانى وصفحاته البيضاء مسئولية كبرى يتحملها الشعب المصرى بصفة عامة والجمعية العمومية للناخبين بصفة خاصة بعد أن يتم حرق وحذف الصفحة السوداء لهذا البرلمان اللقيط، وألا يسمحوا مرة أخرى بصفحة سوداء جديدة، لأن ١٤٩ عاما من التاريخ البرلمانى أمانة فى أعناق جميع الناخبين والناخبات عند اختيارهم لنواب مجلس النواب الجديد لأن التاريخ لن يرحم المتهاونين والمتخاذلين ويلعن أيام البرلمان اللقيط فارحموا التاريخ يرحمكم الله.