«ليست كل وخزة أزمة قلبية أو ذبحة صدرية، فالأسباب متعددة، ومنها البسيط ومنها الخطير»، بهذه الكلمات حاول أستاذ جراحة القلب والصدر فى كلية طب بنها، الدكتور يسرى السعيد، طمأنة مئات المرضى، الذين تفزعهم أى وخزة فى الصدر، خصوصا مرضى القلب.
وأكد يسرى أن القلب ليس مسئولا عن كل آلام الصدر كما يعتقد كثير من المرضى، وإنما تلك الآلام لها أسباب مختلفة، على حد قوله، من بينها القلب، وأشهرها الذبحة الصدرية، والجلطات، ومن بينها التهاب غشاء التامور المحيط بالقلب.
وأضاف أن تسلخ جدار الشريان الأورطى أحد أبرز أسباب آلام الصدر، موضحا أنه ينتج عن تمزق جدار الشريان الأورطى أو الأبهر، ما يؤدى إلى دخول الدم داخل جداره الذى يضعف ويتمدد، متسببا فى نقص كميات الدم المغذية للأعضاء الحيوية.
ويؤدى تسلخ الجدار إلى تمدد الشريان الأورطى بصورة خطيرة، ففى أحيان كثيرة يتسبب فى آلام شديدة بالصدر، تتحرك من الأمام إلى الظهر ثم البطن، وبامتداد التسلخ، بينما تتميز آلام الذبحة الصدرية بأنها تحدث فى منتصف الصدر، وتكون مثل طعنة سكين أو تمزق أو ضغط شديد أو حرقة من الأمام، بالإضافة إلى قىء وعرق وصعوبة فى التنفس، مع آلام مصاحبة فى الكتف والذراع اليسرى أو الرقبة، وتستمر تلك الأعراض لفترة أطول إذا كان السبب جلطة فى القلب.
وأشار السعيد إلى وجود أسباب أخرى لآلام الصدر، وبعضها آلام بسيطة، يكون سببها التهابا فى العضلات أو العظام، أو التهاب الغشاء البلورى المحيط بالرئة، ولا بد فى هذه الحالة أن نستبعد احتمالية الإصابة بأورام الرئة، موضحا «يمكننا التفرقة بين الأسباب المتعددة لآلام الصدر حسب مكانها ونوعيتها، وما يزيدها وما يقللها، وهل لذلك علاقة بالمجهود أم وضع المريض؟ وهل الألم ثابت فى مكانه أو متحرك؟ ويمكن للطبيب المتخصص أن يفرق بين كل تلك الأسباب بسهولة، وأن يجرى الفحوص اللازمة لتأكيد هذا التشخيص وعلاجه».
وقال إن علاج آلام الصدر يكون حسب سبب الألم، فإذا كان بسيطا، فيمكن تخفيفه بالمسكنات، لكن الأسباب الأخرى تحتاج إلى تعامل خاص، يصل أحيانا إلى حد دخول العناية المركزة، خصوصا فى حالات الذبحة الصدرية، وجلطة القلب، وقد يحتاج الأمر إلى تدخل جراحى عاجل، مثلما يحدث مع تسلخ الشريان الأورطى، وأضاف «أؤكد أن أغلب آلام الصدر عارضة وبسيطة، لكن يجب التعامل معها بجدية، واستشارة الطبيب عن السبب، وتشخيص الحالة».
