العذراء مريم فى البشارة استقبلت «يسوع» فى أحشائها، وهو اليوم الذى أصعد بالنفس والجسد إلى السماء، فالجسد هو «اختباء الأبدى فى المادى»، فـ«يسوع» أصبح فى جسد الإنسان الله كامل الإنسانية، يعرف الفرح والحزن والتعب والأكل والشرب والنوم... إلى آخره.
«الذى كان من البدء، الذى سمعناه ورأيناه بعيوننا، الذى تأملناه ولمسته أيدينا من كلمة الحياة» (١ يو ١ / ١) فقيامة الرب يسوع المسيح هو شيء طبيعي لأنه هو الأبدى، وبالتجسد لم يستعر الإله جسدا ثم ألقاه بعد الانتهاء منه، ولكن هذا الجسد أصبح جسده الإلهى، فلا يستطيع أن يفسد، ولذا صعد الرب يسوع المسيح، وبالتالى جسد مريم الذى ذاق ألوهية يسوع فيها، لا يمكن أن يعود إلى الفساد أو التراب، يقول القديس يوحنا الدمشقى: «أنت، ينبوع دائم للنور الحقيقى، كنز لا ينفذ لمن هو الحياة بالذات، فكيف تكونين للفساد».
بعد إصعاد العذراء مريم إلى السماء بالنفس والجسد، جسد مريم تجلى فى الله ويسبق تجلينا نحن.. أفراداً وجماعة.. فالكنيسة جسد يسوع المسيح المنظور تبنى مسيرة «إصعادها» نحو الملكوت، من الآن جميع الأعضاء يعملون معاً للوصول إلى هذا الهدف الأسمى والأوحد، وكل عام والعذراء مريم وأنتم طيبون.