ريحانة.. قُطفتِ في ربيع عمرك، بعد أن عصفت رياح الغدر ببراءتك واغتالت أحلامك الطفولية العذبة.. بيت صغير.. أطفال.. سلام.. نجاح عملي، إلا أن جلادك لم يمهلكِ الوقت لتكملي الحلم، فحوله بكلمة "إعدام" إلى كابوس أفقنا منه على فجيعتنا فيكِ.
كيف استطعت يا "زهرة" أن تواجهي قاضيًّا فاقدًا للشرف، فلم يعترف بدفاعك عن شرفك؟ كيف استطعتِ أن تُخفِي الخوف والجزع وتراقبي من حولك بعينين جامدتين؟ أين لأنثى برقتك وجمالك، عذراء أن تتحول لفارس، في ميدان خيانة تواجهين فيه أبطالًا غادرين؟
والحق أقول لك يا جميلتي الحزينة، إنك حظيت بما لم نحظ به نحن من لم نمر بعذابات التجربة، فرغم أسفي وحزني لما عانيتي، إلا أنني أغبطك، فقد وقفتي أمام جلادك، ودافعت عن قضيتك، لم تطلبي الرحمة، ولكنك طلبت العدل، حظيت بوقت بعد معرفة مصيرك المحتوم لتكتبي لـ"شعلة" رسالتك الأخيرة، حظيت بوقت لتنطقي الشهادتين، بينما نحن من تطالنا يد الإرهاب والغدر، عندما تقع أقدارنا، لا نحظى بوقت مماثل لكتابة رسالة لذوينا، ولا يترك لنا جلادنا وقتًا للتوبة وفق نظرته لنا كـ"كفار".
اليوم يا صاحبة الوجه الشاحب المخضب بالأسى، حكم الإرهاب الغادر على بعض من بني وطني بمثل ما لقيتي، غير أنه لم يمهل من رحل، لينطق الشهادتين، لم يمهله ليعانق زوجته ويلثم على رأسها قبلة الوداع الأخير، لم ينذره، ليحظى بعناق أخير لأطفاله الصغار، كان موتك وفقًا لقانون بلادك في ساحة عدل، بينما يقتل الناس في بلادي كل يوم في ساحات الغدر.. دافعتي يا صغيرتي عن عفتكِ وشرفكِ فكان مصيرك الموت، ونحن ندافع عن شرفنا وأرضنا، ونلقى أيضًا نفس المصير، والفارق هنا أننا نلقاه دون محاكمة، دون سابق إنذار، دون وجود قاضٍ قاسٍ كالذي قطف زهرة عمرك، ليخبرنا بموعد الرحيل.
لا تزال رسالتك الأخيرة نصب عيني، كلما قرأتها اقشعر لها بدني وفاضت دموعي، وأنت تقولين: "عزيزتي شعلة، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص.. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي، ألا تظنين أنه كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم أنا خجولة من حزنك.. لماذا لم تعطني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟".
يا ريحانة لك أن ترقدي في سلام، فعالمنا الآثم كما هو، قد يموت قاضٍ متطرفٍ حكم عليك بالموت، ولكن، كل يوم يولد متطرف جديد، يزهق أرواحنا في الميادين والشوارع والطرقات، دون ذنب اقترفناه إلا حب الوطن، حب الحياة، حب السلام، وأقول لكِ في ختام رسالتي "لنر ما يريده الله".
كيف استطعت يا "زهرة" أن تواجهي قاضيًّا فاقدًا للشرف، فلم يعترف بدفاعك عن شرفك؟ كيف استطعتِ أن تُخفِي الخوف والجزع وتراقبي من حولك بعينين جامدتين؟ أين لأنثى برقتك وجمالك، عذراء أن تتحول لفارس، في ميدان خيانة تواجهين فيه أبطالًا غادرين؟
والحق أقول لك يا جميلتي الحزينة، إنك حظيت بما لم نحظ به نحن من لم نمر بعذابات التجربة، فرغم أسفي وحزني لما عانيتي، إلا أنني أغبطك، فقد وقفتي أمام جلادك، ودافعت عن قضيتك، لم تطلبي الرحمة، ولكنك طلبت العدل، حظيت بوقت بعد معرفة مصيرك المحتوم لتكتبي لـ"شعلة" رسالتك الأخيرة، حظيت بوقت لتنطقي الشهادتين، بينما نحن من تطالنا يد الإرهاب والغدر، عندما تقع أقدارنا، لا نحظى بوقت مماثل لكتابة رسالة لذوينا، ولا يترك لنا جلادنا وقتًا للتوبة وفق نظرته لنا كـ"كفار".
اليوم يا صاحبة الوجه الشاحب المخضب بالأسى، حكم الإرهاب الغادر على بعض من بني وطني بمثل ما لقيتي، غير أنه لم يمهل من رحل، لينطق الشهادتين، لم يمهله ليعانق زوجته ويلثم على رأسها قبلة الوداع الأخير، لم ينذره، ليحظى بعناق أخير لأطفاله الصغار، كان موتك وفقًا لقانون بلادك في ساحة عدل، بينما يقتل الناس في بلادي كل يوم في ساحات الغدر.. دافعتي يا صغيرتي عن عفتكِ وشرفكِ فكان مصيرك الموت، ونحن ندافع عن شرفنا وأرضنا، ونلقى أيضًا نفس المصير، والفارق هنا أننا نلقاه دون محاكمة، دون سابق إنذار، دون وجود قاضٍ قاسٍ كالذي قطف زهرة عمرك، ليخبرنا بموعد الرحيل.
لا تزال رسالتك الأخيرة نصب عيني، كلما قرأتها اقشعر لها بدني وفاضت دموعي، وأنت تقولين: "عزيزتي شعلة، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص.. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي، ألا تظنين أنه كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم أنا خجولة من حزنك.. لماذا لم تعطني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟".
يا ريحانة لك أن ترقدي في سلام، فعالمنا الآثم كما هو، قد يموت قاضٍ متطرفٍ حكم عليك بالموت، ولكن، كل يوم يولد متطرف جديد، يزهق أرواحنا في الميادين والشوارع والطرقات، دون ذنب اقترفناه إلا حب الوطن، حب الحياة، حب السلام، وأقول لكِ في ختام رسالتي "لنر ما يريده الله".