الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

عمار علي حسن في حواره لـ"البوابة": أطالب بإلغاء وزارة الثقافة الآن

دعا لتأسيس هيئة مستقلة

عمار علي حسن
عمار علي حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو روائى وباحث فى علم الاجتماع السياسى، وعضو اتحاد الكتاب ونادى القصة، صدرت له روايات: «جبل الطير» و«شجرة العابد» و«سقوط الصمت» و«السلفي» و«زهر الخريف» و«جدران المدى» و«حكاية شمردل»، ومجموعات قصصية: «حكايات الحب الأول» و«أحلام منسية» و«عرب العطيات» و«التى هى أحزن»، وله كتابان فى النقد الأدبي: «النص والسلطة والمجتمع» و«بهجة الحكاية»، إلى جانب ثمانية عشر كتابا فى التصوف والاجتماع السياسى.
نال عمار علي حسن العديد من الجوائز أبرزها: «جائزة الدولة للتفوق» وجائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة الطيب صالح فى القصة القصيرة، و«جائزة أخبار الأدب» فى القصة القصيرة أيضا.
«البوابة» أجرت معه هذا الحوار حول روايته «جبل الطير» التى صدرت مؤخرا عن مكتبة الدار العربية للكتاب، وكذلك عن القضايا الثقافية الراهنة.
■ اسم الرواية «جبل الطير» له خصوصية فلسفية.. هل الرواية تناقش موضوعًا فلسفيًا؟
ـ ليس هذا بالضبط، لكن يمكن القول إن أبطال الرواية وحتى شخصياتها الثانوية، لهم تصور لذواتهم وللعالم، وهذا فى حد ذاته يشكل فلسفة، ويتطابق مع ما نعايشه فى الحياة، إذ لا يوجد إنسان بلا وجهة نظر. المهم إن أردنا أن نلتقط هذا الفرد من الحياة ونطلقه فى ثنايا عمل أدبى أن تكون شروط الفن حاضرة، بما فيها الخيال وخلق العالم الموازي وإعادة تشكيل الشخصية دراميا، وعموما «جبل الطير» هو اسم قرية فى محافظة المنيا، تقع شرق النيل، وبها دير للعذراء مريم، ضمن الأديرة التى مر بها السيد المسيح فى رحلة العائلة المقدسة، وهى تقع على شمال قرية أخرى اسمها «طهنا الجبل» بها آثار فرعونية ورومانية، وإن عبرنا النيل فى اتجاه الشمال الغربى، سنجد البهنسا بآثارها الرومانية والإسلامية، وجنوبا سنجد مدينة المنيا، حيث المجتمع الجديد الذى تختلط فيها مظاهر حياتية متعددة. بين هذه الأمكنة يتحرك بطل روايتى، لكننى فضلت عنوان «جبل الطير» لأنه يتجاوز كونه اسم قرية، ليعبر هنا عن مضمون رواية تاريخية وصوفية وغرائبية ويتنقل أبطالها فى الأزمنة والأمكنة، ويختلط عليهم الواقع بالخيال.
■ روايتك مفعمة بالدلالات والرموز، لكن من يقرأ السطور الأولى يكتشف أن هناك إسقاطا ما على الشأن المصرى والعربى الراهن.. هل من أولويات الروائى وأهدافه الإبداعية أن يناقش ويطرح الحلول والبدائل ويكشف التفاصيل؟
- الروائى ينشغل بالفن، شكلا ومضمونا، لكن مسار الشخصيات ومصائرهم يمكن أن يستشف منها وجود هذه البدائل الحياتية، وإن شئت فلتقل إنها خيارات أبطال الرواية، وطرائق عيشهم، وتصوراتهم عن الذات والآخر. بطل الرواية يعيش فى سبعينيات القرن العشرين، لكنه يتنقل فى الزمن القديم، ويخالط شخصيات كانت تعيش فيه، وبهم ومعهم، يمكن أن تدور حوارات وتحدث مواقف تتشابه مع ما يجرى فى أيامنا، حتى لو لم أكن أقصد هذا وقت الكتابة، لكن القارئ الذى يعيش فى زماننا، بوسعه أن يقوم هو بعملية الإسقاط، والجانب التاريخى فى «جبل الطير» قابل لمثل هذا التأويل، لأن التاريخ يستعاد فى مبناه ومعناه العام وتتشابه بعض تفاصيله، لكن الاستعادة تكون فى زمان ومكان مختلفين وبواسطة شخصيات أخرى.
■ هل فن الرواية «آلة زمن» فكرية قادرة على اكتشاف المجهول بكل أضلاعه الزمكانية؟
- لا تخلو رواية من تصورات أو رؤى، حتى لو كانت رؤى أبطالها، وليست رؤى كاتبها وفهمه وانشغالاته واهتماماته، فلا يوجد شيء اسمه حدث فنى، لكن يوجد حدث اجتماعى له أبعاد نفسية ودينية وسياسية واقتصادية تؤثر فى حياة من نتخذهم أبطالًا لرواياتنا، وبهم ومعهم ومنهم يمكن أن نكتشف المجهول، سواء كان هذا قصديًا بعد اكتمال الرواية فى رأس كاتبها، أو وفق قانون تداعى المعانى والمواقف، حين تتحرر شخصيات الرواية من يد كاتبها أو قلمه، إلى حد مناسب، وتتحرك على الورق، وتكتب ذاتها، أو جزءًا لا يستهان به من هذه الذات.
■ هناك دعوات أثارها كثير من المثقفين والمبدعين حول وزارة الثقافة والدكتور عبد الواحد النبوى.. ما موقفك من تلك الدعوات؟
- أنا ضد استمرار وزارة الثقافة أصلًا، وأتمنى أن تسند الثقافة لهيئات مستقلة، ويلعب المجتمع المدنى دورًا فيها، ويرعى الموسرون فعاليات ومؤسسات ثقافية غير هادفة للربح، بشرط ألا يديرونها هم، ولا يتدخلون فيها. ويقتصر دور الدولة على هندسة القوانين التى تحمى الثقافة من العبث أو الاستغلال السياسى، وتضمن لها الحرية والتعددية.