الرئيس المفجوع أقل وصف يوصف به هذا المرسى، ولا أفهم أبدا علاقة البط والحمام المحشى بالفريك بحكم مصر. شراهة ونهم يصلان إلى حد المرض ولا يوجد لديه فصل على الإطلاق ما بين جرائمه وحالته النفسية والطعام.
أتفهم أن الحكم من الممكن أن يجعله شرهًا، ولكن أبدا فعندما أستعيد بعض الأحداث أتأكد أنه (مفجوع حقا) فأثناء احتجازه فى القاعدة البحرية بالإسكندرية طلب طعاما بحريا من مطعم شهير وطوال مدة احتجازه كل طلباته تتعلق بالطعام، ومن الواضح أن الغرب لديه دراسة جيدة لشخصيته فأول شيء فعلته كاترين أشتون عند زيارته للاطمئنان عليه فتحت الثلاجة والحبس لم يجعله يُضرب عن الطعام أو يفقد شهيته، بل ازداد وزنه وتحسنت صحته بصورة استفزتنى وجعلتنى أتقصى المعلومات، وتوصلت إلي أنه لا يطلب شيئا سوى الطعام، وأعتقد أن هناك علاقة بين شراهته للطعام والغباء والخيانة والبرود إلي حد التبلد (الجلد التخين) فكلها شهوات ترتبط ببعضها مثل الكذب، فالكاذب يفعل كل شيء يخون، يزنى.. إلخ فإذا نظرنا بتركيز لتلك العشيرة ودرسنا تصرفاتهم سنجدها متطابقة لدرجة مخيفة: (حب السلطة-المال-شراهة الطعام-الطمع- عشق النساء- يتنفسون الكذب – الخيانة والغدر- التبلد- النفاق-المداهنة- الغرور الكِبْر- لا توجد محرمات أو قدسية لشيء).
وإذا استمعنا لشهادة طباخ المرسى فى تلك السنة (السوداء) الذى قال (كان أول لقائى به قبل حلف اليمين جاء ليتناول الغداء فى قصر الاتحادية ومعه ١٥ فردا ولم يتوفر سوى السندوتشات، لأن إدارة التموين بالقصر لم تكن جاهزة لاستقباله وحضوره المفاجئ، وقمنا بإعداد ٧٠ (سندوتش) فراخ بانيه ولحم بارد، ووقتها أدركنا أن الأيام القادمة ستكون كابوسا فلم نعتد على مدار ٣٠ عاما أن تكون العزومات بدون ترتيب مسبق.
وعقب أدائه اليمين مباشرة حضر للقصر وطلب تجهيز غداء فاخر جدا وطلب مأكولات بحرية لـ ١٢ فردا واضطررنا لشرائها من أحد الفنادق الكبرى وتم سداد مبلغ ١٢ ألف جنيه بشيك صادر من الرئاسة، وكانت الواقعة الأولى من نوعها فلم يدخل للرئاسة طعام من الخارج أبدا، وفور الانتهاء من الغداء أمر مسئول الشئون المالية بالقصر الذى عينه بنفسه أن ميزانية طعام الرئيس وضيوفه مفتوحة لاسقف لها.
وكان الشك لديه بصورة كبيرة جدا لدرجة أنه طلب من مدير أمن القصر مراقبة ما يتم تقديمه من أطعمة ومشروبات، ووصلت تكلفة طعام مؤسسة الرئاسة خلال حكمه بزيادة ١٧ مليون جنيه علي الميزانية فى عهد مبارك بسبب تعيينه عددا كبيرا من المستشارين وأطقم حراسة له ولأسرته وكنا نقوم بإعداد ١٨٠٠ وجبة يوميا لـ٦٠٠ موظف ونرسل ٦٠ وجبة ثلاث مرات يوميا لـ٢٠ مستشارا له بأرض الحرس الجمهورى منهم باسم عودة قبل أن يصبح وزير التموين و١٢٠ وجبة لـ٤٠ مستشارا تابعين لرئاسة الجمهورية متواجدين بدار الهيئة الهندسية، ويوميا يطلب مكتب باكينام الشرقاوى (مستشارته)٧وجبات فى كل وجبة ودستة جاتوه وتشكيلة حلويات شرقية رغم ان به ٣ سكرتارية فقط، والأغرب دخول البصل الأخضر قصر الرئاسة وما أدراكم بالبصل وروائحه فى المكان ولا يأكل بدونه ويفطر معه يوميا رفاعة الطهطاوى رئيس ديوانه، فيأكل هو٣ سندوتشات حلاوة وجبنة وفول مع البصل ورفاعة فول وطعمية وبصل، وترك المرسى مهامه وتفرغ ليضع جدول الوجبات الأسبوعية (بط بلدى- حمام- فراخ بلدى –سمك) ووجبته المفضلة (طاجن أرز محشي-حمام مخلى) يلتهمها بكميات مضاعفة وكانت دهشة الطباخين أنه يطلب معها سندوتش حلاوة وجبنة بيضاء ويأكلها جميعها وحدد يوما للسمك يقوم مدير تموين الرئاسة بشراء ١٢٥ كيلو سمك من مطعم شهير بمدينة نصر ويتم تجهيز (جمبري- كاليمارى- سبيط) بمطبخ القصر تلك وجبة يوم واحد.
وأنشأ مصنعا صغيرا داخل القصر لتعبئة العصائر الطازجة وقام مدير الشئون المالية بشراء٤ آلاف زجاجة سعة لتر و٣ أنواع فاكهة (مانجو- فراولة- برتقال) وماكينة تعبئة ويشرف مدير أمن القصر على التجهيز والتعبئة وكان المرسى يفتح الثلاجة بنفسه لشرب العصير. أما أسرته عمر نجله الأصغر يقيم وأصدقاؤه بصورة دائمة فى الاتحادية ويصطحبهم كل أسبوع يومى الخميس والجمعة لاستراحة المنتزة ورأس التين والقناطر ويخرج باللنش للصيد وأكثر من مرة قام الحرس بتقديم تقرير بسوء سلوكه، فقد وصل به الأمر أن يقود سيارات الرئاسة وأخذ سيارة من داخل جراج القصر، وتسبب فى تحطيمها فى حادث ورغم ذلك كانت الأوامر تنفيذ طلباته وفى إحدى رحلاته حدثت واقعة الجمبرى فلم يعجبه الحجم فثار وألقى به وأبلغ والده الذى نقل الشكوى إلى مدير أمن القصر وعنف الجميع. أما بالنسبة لأم أحمد (السيدة الأولى ) أول دخول لها القصر كان معها عدد كبير من النساء وقالت (هاتولى العربية اللى كان بيركبها جمال مبارك) واصطحبت يوما شقيقاتها لاستراحة المنتزة ٤ ليالٍ انتقل معها الطباخون والعمال ومعهم كميات كبيرة من اللحوم والأسماك، وطلبت بيتزا ومشروبات غازية بـ١٥ ألف جنيه، وكانت أسرته تقيم فى دار الحرس الجمهورى، وبلغت المشتريات الخارجية شهريا ٤٠ ألف جنيه، بالإضافة لما يتم إرساله من القصر، وكان أسامة وزوجته وأولاده يقيمون بقصر القبة. واليوم يخرج علينا ذلك المفجوع يقفز فى قفصه ويصرخ بكلماته المعتوهة الأقرب للهلوسة قائلا لهيئة المحكمة (هناك أشياء حدثت لو تمت كانت هتحصل كارثة الطعام الذى يقدمونه لى لو كنت تناولته كانت هناك كارثة ستقع، أريد طعاما من خارج السجن وأريد الانتقال للمستشفى العسكرى) وأنا سأرد نيابة عن الغالبية العظمى من شعب مصر:
أتستبيحوننا وتهددوننا وتروعوننا، وتقتلون وتحرقون وتغتالون وتفجرون وتغرسون أنياب الغدر والخسة فى ظهورنا وقلوبنا، وما إن نقف من ضربة تتبعونها بالأخرى وتطلبون أطايب الطعام والشراب. أقسم بالله العظيم إن السيسى الذى تسبونه وتلعنونه هو من يمنعنا عنكم ولو حكِّمونا وملّكونا أمركم لفرمناكم فرمًا وحرقنا ما تبقى منكم. تعيشون ملوكا داخل زنازينكم وتشاهدوننا نتجرع الحزن والألم بعد كل عملية خسيسة منكم، وتريدون لحم النعام والبط والحمام، صحيح البجاحة ليها ناسها..بط محشى نعام مشوى بالسم الهاري.