الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ننشر تفاصيل اليوم الختامي لفعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء.. محلب: ضرورة وقف الفتاوى المثيرة للجدل.. علام: نبحث إنشاء أمانة عامة لإعداد الكوادر من المفتين.. عزب: الإفتاء بغير علم خيانة للدين

ننشر تفاصيل اليوم
ننشر تفاصيل اليوم الختامي لفعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمل، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء المنعقد بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل"، حيث بدأت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر بالجلسة الثالثة التي تناولت الإفتاء والتجديد في علوم الفتوى بحضور كل من سماحة الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق.
كما ترأس الجلسة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عيسى، وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر.

افتتح الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، الجلسة الثالثة بكملته التي جاء فيها، إن إطلاق الفتوى في الدين عن جهل أو علم بقصد الجهل فيها فهو خروج عن الدين الإسلامي، مضيفا، أن الإفتاء في الدين يجب مراعاة آداب الفتوى والشرعية في الدين، منوهًا بأن المفتي الجاهل لا بد أن يمنع من عرض الفتاوى على البشر لأن ذلك سيؤدي إلى الفتنة، مشيرًا إلى أن الفتنة أشد من القتل، وتعتبر من الأعمال الخطيرة في الدين لما لها من أهمية كبرى في توجيه الناس.
وقال: إن أزمة الفتوى الفقهية العنصرية تتمثل في تلك الأسباب منها الدعاة الجدد ورجال الوعظ الذين يتعرضون للإفتاء وهم غير مؤهلين لها وليسوا من أهل الذكر والاختصاص، وأيضًا لجوء عامة الناس إلى الفتوى وهم خارج المؤسسات المتخصصة للفتوى، والخلط في المفاهيم بين الناس في الدعاية. والفقيه والواعظ والمفتي والتعصب في الإفتاء على مذهب معين، طارحًا بعض الحلول لتجنب تلك الأسباب ذكر منها: عدم الاعتماد على الفتوى من غير المؤهلين لها.. وعدم الاعتماد في طلب الفتوى على حضور درس فقيه لأن الفتوى تختلف باختلاف الأشخاص والمكان.

وأضافت الدكتورة بديعة علي أحمد، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإنسانية للبنات بجامعة الأزهر بالإسكندرية، أن الإسلام دين وسط بين الأديان في مقدماته وتشريعاته، مضيفة أن مرونة الشريعة الإسلامية الغراء وصلاحيتها تكون لكل مكان وزمان، مؤكدة، أن الأزهر ودار الإفتاء لهما دور كبير في التصدي لفوضى الفتاوى التي انتشرت في الآونة الأخيرة، موضحة، أن مجال التجديد في الفتوى يعتمد على المسائل الظنية وهذا ما ينبغي أن نؤكد عليه وكذلك الأحكام الاجتهادية التي تقبل الاجتهاد وتقبل التغير، أما أحكام الثبوت فهي لا تتغير.
وأعطت بديعة توصيات في نهاية كلمتها أن يكون التجديد في المفاهيم وآفاق المقاصد الشرعية ضرورة.. إضافة إلى أهمية دور الإعلام في إيقاف فوضى الفتاوى.. وأن تكون هناك مؤسسات للرد على تساؤلات المواطنين في الإفتاء وبالفعل دار الإفتاء تستقبل ذلك.. وأن تكون الولاية في الإفتاء لأهل الاختصاص فقط.


ومن جانبه، قال الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر: إن من يفتي الناس بغير علم خائنٌ لدينه ودنياه، مستحق للعقاب في الدنيا والآخرة، موضحًا أن المفتي هو العالِم بأدوات الاجتهاد وكيفية الفتوى وفنونها، لذا ينبغي ألا يتعرض لهذا الأمر إلا من كان عالمًا بتلك الأدوات، محذرًا من الفرق الضالة التي اتخذت من الدين ستارًا، بغية الوصول إلى مقاصد سياسية رخيصة يحركها أعداء الوطن، والنيل من الشعوب باسم الإسلام، مشيرًا إلى أن "الإسلام بريء من العنف والتطرف، بعيد عن كل تعنصر أو تشدد، فالوسطية صفة عظيمة اتصفت بها الشريعة فامتازت بالسماحة والسهولة واليسر".
وتابع عزب أن من أهم مهام من يفتي الناس أن يحصن فكرهم من الانزلاق وراء أصحاب الفكر المتشدد، والسير خلف أرباب التطرف والغلو، مضيفًا: أن المفتي يحمل مسئولية كبيرة أمام الله وأمام الضمير الإنساني وأمام المجتمع بأسره
وتابع أن التدريب على الفتوى يعد من قبيل حماية الوسطية، حتى لا يقع من يتصدى للفتوى في خطأ أو جهل دون قصد فيتأتى التشدد والغلو، كما يرى الأزهر أن الإفتاء في أمور الدين والدنيا من سمات الشرع الحكمي، مضيفًا أن الإفتاء هو الطريق القويم ليقوم به من تسلح بالعلم والتقوى.

وفي المقابل يرى الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية وأمين الفتوى بالدار أن التجديد في الإفتاء هو الوصول إلى معيار من التنمية الحقيقية للبشر، مضيفًا أن التجديد هو التكثير ما بين إدراك الواقع وإدراك النص بعلوم جديدة وعدم الاقتصار في التجديد على أهل فن بعينه أو سنة ماضية في حياة المسلمين.. منوها بألا يأخذ شكلًا واحدًا، فهناك التجديد التصحيحي والتجديد الابتكاري، موضحًا أن هناك مهارات للإفتاء لا بد أن يتبعها المتخصصون في ذلك، موضحًا أن بيان الأحكام الشرعية بكفاءة وفاعلية يضيف ثقة المستفتين له، مشيرًا إلى أن علم الإفتاء يأتي في عدة نقاط منها التخطيط الإفتائي والتنظيم إلى الوصول لحلول المشكلة الإفتائية، موجها عدة توصيات في نهاية كلمته تتمثل في صياغة الرؤى والرسائل والاستراتيجيات الخاصة بالمؤسسات الإفتائية وإنشاء مراكز إفتاء بحثية تهتم بأمور علم الإفتاء وإنشاء معجم للمفاهيم الإفتائية، وإنشاء المبادرات العلمية والعملية في الإفتاء.

كما قدم الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق، الشكر لدار الإفتاء على تنظيمها للمؤتمر العالمي للإفتاء، كما أشاد بجميع الأبحاث التي عرضت خلال فعاليات المؤتمر، ناصحًا بتحرير الأبحاث بإيجاز غير مخل، واصفًا أن الفتوى صنعة والصنعة لا بد لها من صانع متقن، مشددًا على أهمية الخطاب الديني والفتوى، موضحًا أن التطرف في الفكر التكفيري هو أبرز الأزمات التي يتعرض لها أبناء الأمة الواحدة، وأن الخطاب الديني القوى هو الذي يقوم على المنهج الوسطي المعتدل.
كما أشار إلى أن الفكر المتطرف يتسم بالتشدد لأنه لا يريد أن يدرك واقعًا معاصرًا، وأهم أسباب التعصب والتطرف هو التكفير، موجهًا رسالته إلى الأمة بأن علماء المسلمين بخير في علمهم وسلوكهم، لذا ينبغي على الخطاب الديني التصدي للفكر التفكيري وأن يركز على الجوانب الدينية لاستقرار الشعوب الإسلامية.
ومن هنا انتهت الجلسة الثالثة من فعاليات اليوم الثاني في المؤتمر العالمي للإفتاء بعنوان الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي والمقام بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.
وتبدأ الجلسة الرابعة من المؤتمر والتي جاءت حول الإفتاء والتنمية، وشارك فيها كل من فضيلة الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وفضيلة الشيخ عصام الدين السيد أنس مدير دار الإفتاء المصرية فرع أسيوط وأمين الفتوى بالدار، كما ترأس الجلسة الدكتور عبدالحي عزب، رئيس جامعة الأزهر.

وقال الدكتور فياض عبدالمنعم حسانين، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، في بداية الجلسة الرابعة: إن الإسلام ينظر إلى الهدف الاقتصادي باعتباره عنصرًا مهمًا لكل فرد في المجتمع، لذا يجب أن تراعى الفتوى الوسائل التنموية الحديثة في البلاد، مضيفًا أن هناك آليات للتمويل تحتاج إلى رؤية شاملة وليست جزئية، وعلينا أن ننظر إلى هذه المسائل للارتقاء بالاقتصاد الإسلامي، وتصحيح عيوبه وأوجه قصوره.
وأشار الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء بسلطنة عمان إلى أن الفتوى تشمل أمور الدين، موضحًا أن إلزامية الفتوى ليست إلزامية في الفتاوى العامة فقط، مشيرًا إلى أن الفتاوى الاجتماعية لها أهمية واضحة وأثر مهم في المجتمع.

وتابع الدكتور عبدالحكيم الشرقاوي، عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع طنطا، أن التنمية والفتوى وجهان لعملة واحدة، مشيرًا إلى أن ما نحتاجه الآن هو التنمية الشاملة وتنقسم إلى شقين أولهما المال والآخر كيفية استغلال هذا المال، مشيرًا إلى أن أهمية الفتوى في توجيه البشر، ضاربًا المثال حينما صدرت فتوى شرعية من دار الإفتاء تخص شهادات الاستثمارات لمشروع قناة السويس الجديدة، سرعان ما استجاب المواطنون لها وخلال أربعة أيام وصلنا إلى قرابة 70 مليار جنيه، هذا يعني أن الفتوى الشرعية لها دور مهم في المجتمع.
كما أكد الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، أن مؤتمر الإفتاء جاء في وقت بالغ الأهمية، حيث تعاني الأمة الإسلامية من التطرّف الفكري الناتج عن تشوهات الفتاوى التي يصدرها غير المتخصصين، ولا شك أن العالم الإسلامي وأبناءه حريصون على تفعيل دين الله وفق إرادة المولى سبحانه وتعالى.

وفي سياق متصل، قال الشيخ أحمد ممدوح سعد، أمين الفتوى مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية: أن الإفتاء له دور مهم في المجال الاجتماعي، لما لها من أهمية في الإخبار بحكم شرعي، لكل ما يتعلق بالفرد والمجتمع، مضيفًا أن الفتوى لها آثار عامة، وتوضع تحت التصنيف الاجتماعي، باعتبارها تتعلق بالمجتمع.
إلى أن جاءت الجلسة الختامية من فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، وفضيلة الشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.

واختتم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، كلمته بأنه تمت إقامة المؤتمر لمناقشة ما طرأ من فتاوى فوضوية في الآونة الأخيرة، والتي تساعد على تشويه صورة الدولة المصرية، مضيفًا أنه لا بد من إبراز دور الإفتاء في عملية التنمية، ومعالجة تجديد الخطاب الديني والفكر المتطرف، مشيرًا إلى أنه لا بد من إنشاء أمانة عامة لإعداد الكوادر من المفتين، يكون مقرها القاهرة، لمساعدتهم في تغيير الأفكار المتطرفة.

ومن جانبه، أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ضرورة الوسطية ووقف الفتاوى التي تشيع البلبلة في المجتمع.
وطالب في كلمته خلال مؤتمر الإفتاء العالمي الأول بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، بأن يكون هناك متخصصون ورأيهم موثوق فيه، وهم أهل العلم، ويتم إعلاء مصلحة الوطن، لأن الإسلام دين الوسطية.
وأوضح أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على دعوى المفتين من مختلف دول العالم، للوصول إلى بلورة استرتيجية، لمحاربة الفتاوى التكفيرية.