الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في ظل غياب دور المرشد الزراعي.. المنظومة الزراعية تحتاج تطويرا.. الفلاح يخسر والرابح الوحيد التاجر.. الخبراء يطالبون بإعادة هيكلة وزارة الزراعة وضرورة عمل دورات تدريبية للمهندسين باستمرار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع الدكتور يوسف والي، وزير الزراعة الأسبق، القضاء على المنظومة الزراعية برمتها، سواء من خلال استيراد بذور ومحاصيل مسرطنة من إسرائيل، أو بإرسال المرشدين الزراعيين للحصول على دورات تدريبية هناك لزراعة هذه المحاصيل المسرطنة، التي قضت على الزراعة الجيدة في مصر، ما ترتب عليه إصابة المصريين بالعديد من الأمراض، وأبرزها السرطان على اختلاف أنواعه، لكن مع عمليات التوسع الزراعي التي بدأت تتم بعد ثورة 25 يناير، واستخدام التطور التكنولوجي بشكل واضح في الزراعة، لاحظنا غيابا واضحا للمرشد الزراعي الذي كان يلازم الفلاح أينما كان وفي كل الزراعات، وفي الوقت نفسه اختفى مسلسل "سر الأرض" التي كان ينتظره الفلاحون عقب صلاة الجمعة، والذي كان يمدهم بالمعلومات والإرشادات الزراعية اللازمة.
والسؤال ما السبب الرئيسي وراء غياب المرشد الزراعي؟
في البداية عاب د. أحمد توفيق، على وزارة الزراعة التي لم تقدم دورات تدريبية للمرشدين الزراعيين، وبالتالي المهندس لم يجدد معلوماته باستمرار في الوقت الذي أصبحنا نشاهد مزاعين شاطرين يعتمدون على النت في الحصول المعلومة الزراعية، منوها إلى أن الوزارة لم توفر لهم الأموال اللازمة التي تساعدهم على التنقل والحركة في ظل التطورات الجديدة والتوسع الزراعي.
ويتفق معه الرأى الدكتور محمد مشعل، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة: مؤكدا على أن المرشد الزراعي لم يتلق التعليم بالشكل الكافي الذي يمكنه من الظهور في سوق العمل بشكل واضح، وعاب على الجامعة التي لا تؤهلهم بالمستوي العلمي الجيد، فهم لا يحصلون على الدورات التدريبية الكافية والتي تمكنهم من توصيل المعلومة المستمدة من الأبحاث العلمية للمزارع بشكل مبسط، لافتا إلى أن جهاز الإرشاد الزراعي ليس له كيان واضح وذلك بسبب القصور الواضح في النواحي المالية والعلمية، ويري ضرورة حصول المرشد الزراعي على جرعة علمية كافية وجيدة حسب تخصصه، فهناك المتخصص في الخضر، الفاكهة، الدواجن وغيرها،واعترف د. مشعل بأن المزارع اليوم لديه قدرات ومهارات أكثر بكثير من المهندس الزراعي ما جعل الطلب عليهم يقل، واعتبر هذا قصور واضح من وزارة الزراعة التي لم تقدم الدورات التدريبية الكافية للمرشدين الزراعين، للأسف المرشد الزراعي أصبح مجرد موظف حكومي، لذلك يطالب د. مشعل، بضرورة اعادة هيكلة وزارة الزراعة،فالمفترض أن يكون هناك خطة عامة تخدم على خطة الدولة لتوجه المزارعين نحو زراعة محاصيل تهدف إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي للدولة بدلا من استيراد محاصيل من الخارج، للأسف اليوم الفلاح أصبح يزرع محاصيل معينة بهدف الربح ووفقا لمزاجه وقد تكون هذه المحاصيل لا تعود بالنفع على الدولة.
ويرى د. مشعل أن وزارعة الزراعة حتى هذه اللحظة لم يتولاها وزير ينهض بأحوال الزراعة في مصر، للأسف رئيس الوزراء يعمل في واد والوزراء في واد آخر.
منوها إلى أن القطن طويل التيلة قديما كان هو الذهب الأبيض، لكنه بدأ يتراجع في الآونة الآخيرة،وأصبحنا نعتمد على استيراد القطن قصير التيلة، ونعي د. مشعل حال الفلاح المتضرر الوحيد من العوامل المناخية والبيئية والرابح الوحيد في هذه المنظومة التاجر. ويري د. مشعل أن الفترة المقبلة لابد أن يكون لوزارة الزراعة دورا بارزا في علاج مشاكل الزراعة ولا بد أن يشعر الفلاح بقيمة المهندس الزراعي، كما لابد أن يكون هناك كوادر جديدة تناسب مع خريطة التوسع الزراعي، ولابد من وضع خطط للتطوير فكل منطقة زراعية لها سمات معينة خاصة بها. ولابد من توافر معايير الجودة في التعليم لتخريج طلاب قادرين على التكيف مع سوق العمل.
ومن ناحيته بين د. أحمد أبو دوح الأستاذ المتفرغ بمركز البحوث الزراعية، ونائب رئيس مجلس المحاصيل السكرية: أنه نظرا للتقنيات الحديثة اختفي دور المرشد الزراعي وذلك بسبب عدم توفير الوسائل الإرشادية من شاشات عرض للتوضيح عليها، عدم وجود دورات تدريبية للمرشدين لامدادهم بالمعلومات اللازمة باستمرار، ويري د. دوح أن الإعلام عليه دور مهم في الفترة المقبلة تجاه تقديم النصائح للفلاحين من خلال الإذاعة وشاشات التلفاز، أيضا لابد من توافر أماكن للارشاد الزراعي في محافظات مصر المختلفة، لافتا إلى أنه منذ نحو خمسة أعوام ماضية كان هناك دورات زراعية تقدم للفلاح باستمرار وتحدد له نوع المحصول المفترض زراعته في كل عام ومن لم يلتزم بها كان يعاقب بالسجن، اليوم لم نجد هذه الدورات وأصبح المزارع يزرع حسب رغبته،لافتا إلى غياب العمالة الكافية فقديما كان الطلبة يعملون في جمع القطن سواء بنات أو أولاد اليوم اختفي هذا الأمر، أيضا القطن طويل التيلة أصبح غير مطلوب في السوق العالمي، لذلك يطالب د.دوح بضرورة عمل دورات تدريبية للمرشدين الزراعين بشكل منتظم، مع توفير الحقول الإرشادية، وعلي الجهات البحثية الاهتمام بالزراعات الحديثة وامدادهم بالمعلومات اللازمة.