القارئة: ع. ز. م - القليوبية
أنا سيدة متزوجة من خمس سنوات، ولي طفلان، مشكلتي تتلخص في أن زوجي إنسان بخيل في ماله ووقته حتى مشاعره، لم أشعر بهذا العيب في فترة الخطوبة؛ لأنها كانت فترة قصيرة كنت أحسبه نوعا من الحرص فقط كوننا نحضر للزواج فيجب التدبير وليس التبذير، ولكن بعد الزواج تفاقم هذا الأمر حتى أنه دائما يتهمني بأنني سأكون سبب فقره، ناهيك عن مقارنة نفسه بالأقارب والزملاء والحسد والغل الذي يملأ قلبه كلما أصابت نعم الله أحدا منهم، وهو الأمر الذي أتعبني ودمر نفسيتي وجعلني أبعد أطفالي عنه، فهو يربي أطفالنا على الأنانية، وكلما حاولت مناقشته في هذا الأمر على أمل إصلاحه عاملني بقسوة ووبخني ببعض الكلمات الجارحة، فأصبحت أكره حياتي معه، ولا أطيق بخله وشحه، فأنا وأطفالي نستحق حياة أفضل من تلك فهل أتركه؟ ماذا أفعل؟
رد ريح قلبك – هدى زكي
" لو علم الرجل كيف ينتقص البخل من رجولته لما منع الخير عن أهله".
عزيزتي صاحبة الرسالة أرجو عدم التعجل باتخاذ أي قرار تكون نتيجته الندم فيما بعد، فحرمان أطفالك من والدهم هو أمر عظيم قد يزيد من مشاكلك ومعاناتك عندما تتحولين إلى أب وأم في آن واحد، ولكن عليكي اللجوء لبعض الأطراف الرشيدة في الأسرة سواء من ناحيتك أو من ناحيته للسعي في التقريب بينكما، وعليك أولًا أن تكوني صادقة في الإجابة على هذا السؤال هل هذا البخل ناتج عن ضيق ذات اليد أم لا؟ هل المتطلبات والاحتياجات التي يرفض الإنفاق عليها ضرورية أم أنها تدخل من باب الرفاهية والتبذير؟ مع الأخذ في الاعتبار أنه من حقك أن يلبي زوجك احتياجاتك أنت وأطفالك حسب استطاعته.
اطلبي من زوجك كل احتياجاتك ولكن بلطف ولا تحمليه فوق طاقته وكوني صبورة إلا أنك في نفس الوقت لا تسكتي على تقصيره في واجبات الإنفاق الأساسية حاولي الموازنة بين الأمور راهني على محبته لك ولأولاده وتجنبي الجدال معه أخبريه أنك تحترميه دائما واقتصدي من مصروف المنزل لتفاجئيه بهدية بسيطة وجميلة بين الحين والآخر، حدثيه عن أهمية الحفاظ على مكانتكم أمام المجتمع، وأهمية الإنفاق بالمعروف، وأشعريه بالسعادة عندما يلبي احتياجاتك أنت وأطفالك، وأخبريه بخطورة الحرمان على نفسية الأطفال ونتائج ذلك السيئة، وأخيرا واظبي على بث السعادة وحافظي على هدوئك أمام أطفالك.
للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" وعرض مشكلاتهم وتلقي الردود عليها، يمكنكم التواصل على البريد الإلكتروني التالي:
raya7.albaak@gmail.com
