الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

محمود ياسين.. شيء من الخوف يقترب

فتى الصوت الأول

محمود ياسين
محمود ياسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوته الرخيم فتح أمامه أبواب المسرح القومى ومنه إلى السينما والتليفزيون

هو من جيل أثرى السينما المصرية بأعمالهم المتميزة، التى أُطلق عليها العصر الذهبى للسينما، وهو العصر الذى نشأت فيه السينما المصرية، وتولت ريادتها فى العالم العربى بأكمله، حتى باتت هوليوود الشرق كما قيل عنها، وربما تميز هذا الجيل الذى انتمى إليه محمود ياسين، وهو جيل حسين فهمي، ونور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، ويحيى الفخراني، وسمير صبري، وإيهاب نافع، وعادل إمام، وسعيد صالح، وغيرهم من الفنانين، نقول إن هذا الجيل كان متميزًا فى كل شيء، فى حبه للفن وإخلاصه له، فهو بالنسبة لهم حياة يحيونها بشكل حقيقي، ويمارسونها فى سلوكياتهم، وتصرفاتهم، أمام الكاميرا، وخلفها أيضًا، فى السر والعلن، ولعل أهم ما كان يميز هذا الجيل هو ثقافته ومواقفه الإيجابية المختلفة التى كان يتخذها مدافعًا عنها باقتناع تام، فكل منهم كان له موقفه السياسي، وكل منهم كانت له قضيته التى يدافع عنها، كما تميزوا بالثقافة والاطلاع والمعرفة، وهذا ما بات نادرًا فى ممثلى الأجيال الحالية فى السينما المصرية.
وُلد ياسين فى مدينة بورسعيد ١٩٤١م، وتخرج فى كلية الحقوق ١٩٦٤م، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله، خصوصًا فى المسرح القومي، لذلك تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة فى المسرح القومى وجاء ترتيبه الأول فى ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد فى هذه التصفيات المتخرج فى كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، ورغم ذلك لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومى حينما جاءه، وعاش فى انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب ١٩٦٧م، وكان بمثابة انكسار فكرى وروحي، خاصة للشباب، وفى هذا التوقيت بدأ ياسين رحلته مع المسرح فقدم مسرحية «الحلم» التى كانت من تأليف محمد سالم، وإخراج عبدالرحيم الزرقاني، وبعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة «المسرح القومي» الذى قدم عليه أكثر من ٢٠ مسرحية، وتولى خلال هذه الفترة إدارة المسرح القومى لمدة عام ثم قدم استقالته. رغم أهمية السينما وسحرها، وقدرتها على الانتشار بالنسبة لأى ممثل إلا أن محمود ياسين تأخرت علاقته بالسينما كثيرا، حيث كان يرى أن المسرح أكثر أهمية من السينما، ولذلك كان مترددًا كثيرا فى الإقبال على التمثيل السينمائي، لكنه بدأ بأدوار صغيرة جدًا فى أفلام مثل «القضية ٦٨» للمخرج صلاح أبوسيف ١٩٦٨م، كما اشترك بدور صغير وثانوى فى فيلم «شيء من الخوف» للمخرج حسين كمال ١٩٦٩م، وغيرها من الأفلام، لكنه لم يقم بدور البطولة على شاشة السينما لأول مرة إلا مع المخرج حسين كمال فى فيلمه «نحن لا نزرع الشوك» ١٩٧٠م، وهو الفيلم الذى أعطى ياسين فرصته الحقيقية، وشهادة الاعتماد الأولى له كممثل له قيمته، وقدرته على أداء العديد من الأدوار المهمة، ومن هنا انطلق ياسين إلى آفاق السينما ليقدم أكثر من ١٥٠ فيلمًا، بل ويُلقب «بفتى الشاشة الأول».
ربما كانت ثقافة هذا الجيل من الممثلين المصريين الذين حاولوا تشكيل السينما المصرية، هى السبب الرئيس فى جعلهم يتخيرون الكثير من الأعمال السينمائية التى يقدمونها، وبالتالى فلم يُقبلوا على أفلام سينمائية تجارية لا قيمة لها، بل حرصوا دائمًا على أن تكون أعمالهم ذات قيمة، سواء على المستوى الفكري، أو الأدبي، أو الفني.