السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الجماعة التى ماتت.. وثورتها التى ما زالت مستمرة..!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب الشعبُ المصرى بكلتا يديْه شهادةَ وفاةِ جماعةِ الإخوان حينما ثار ضدهم فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وانحاز جيشُ الشعب إلى الثورة ولم يسمح لأيٍ كان أن يمسَ شعرةً من مواطنٍ مصرى أو يلمسَ طرفَ ثوبٍ لمواطنةٍ مصرية خرجت للتعبير عن رأيها، وهى حريةُ التعبير التى حبسها الإخوان فى صناديق الموتى الانتخابية.. وصدقوا الصناديقَ الصامتة ولم يُنصتوا لصوتِ الشارعِ الهادر ضدهم، وتلك هى عادةُ الإخوان فى كل انتخابات، تترك للناخبين حريةَ الانتخاب، وبعد ذلك تُنحى الناخبينَ جانباً لتفعلَ ما تشاء بمنأى عن إرادتهم؛ ونظرةٌ واحدة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية بل وانتخابات النقابات والاتحادات الطلابية التى شارك فيها الإخوان توضح الفكرةَ بجلاء.
وقد كتبتُ بيديَ هاتيْن «شهادةَ وفاةِ الإخوان» فى مقالٍ مُطَول، وهو ما تلقفه نشطاءُ شبكاتِ التواصل الاجتماعى، بل ورسموا له الرسومَ التعبيرية لتجسيدِ العبارة الشهيرة التى ذكرتها للتأريخ للجماعة التى ماتت، وهى تلك العبارة التى اقترحت أن توضع على مقبرتها بعد تشييعها إلى مثواها الأخير: «ولدت عام ١٩٢٨ وماتت عام ٢٠١٣». والواضح أن موتى الجماعة يعودون إلى الحياة سواء بشكلٍ حقيقى أو بشكل أشبه ما يكون بالموتى الذين يعودون إلى الحياة فى شخصية «الزمبى» الشهيرة التى جسدتها أفلام هوليوود.
فقد عاد للحياة بعد أن سمع صفوت حجازى منه الشهادتيْن وظهرت صورَه مبتسماً وهو ميت وكأنه مستبشرٌ بما كتبه اللهُ له من نعيمٍ مقيم ذلك الإعلامى الأفاق «نور الدين عبدالحافظ» الذى كان يعمل فى قناة «مصر ٢٥» الشهير بـ «خميس»، وبعده سمعنا أن ابنة القياديْ الإخوانيْ المحرض على الدولة المصرية الداعم لإرهابيى سيناء محمد البلتاجى المسماة أسماء تعيش فى العاصمةِ السودانية الخرطوم باسمٍ مستعار.. وهكذا يعود الأفاقون المحتالون من الإخوان إلى الحياة بعد استشهادهم المزعوم فى رابعة. 
والأدهى من ذلك، أن بعضَ «الزومبى» من قياداتِ الجماعة «الميتة» يدعون فى بياناتٍ صادرة عن الجماعة أنه يجب أن يستمر الحراك الثورى فى ذكرى فض اعتصام رابعة، وأن استمرارَ الحراك الثورى هو مطلبٌ شعبى وفى القلبِ منه جماعةُ الإخوان. والمشكلة أن هؤلاء الزومبى من جماعةِ الإخوان لا يدركون أن الشعب المصرى لم يتفاعل معهم طيلة العاميْن الماضييْن، فكيف يتفاعل مع نداءاتهم الآن، ثم أين هو ذلك الحراك الثورى المزعوم، وكيف لجماعةٍ ماتت تدعو الناسَ إلى خرافات وتهيؤات لا يوجد لها ظلٌ فى الواقع المُعاش، وكيف لجماعة ماتت تعتقد أن ثورتها ما زالت مستمرة..!
ألا يخجل هؤلاء الزومبى الذين ادعوا الموت ثم عادوا للحياة.. وألا يخجل هؤلاء الزومبى من قيادات ماتت فى عين أعضاء الجماعة من الشباب عندما هربوا كالفئران المذعورة إلى قطر وتركيا والسودان والسعودية من أن يدعوا الأخوات والصبية للمشاركة فى مسيرات «توم وجيرى» التى سُرعان ما يظهرون فيها ثم يهربون عند أول ظهور لأبطال الشرطة المصرية، الذين أحياناً ما ينأون بأنفسهم عن إلقاءِ القبضِ على بعضِ السيدات أو الصبية الذين لا يعرفون ماذا يفعلون؟
ثم لماذا يشارككم المصريون هذه الخزعبلات والألاعيب الصبيانية، ألم ينتخب المصريون رئيسهم بأغلبيةٍ غيرَ مسبوقة، ألم يروْا فيه المنقذ والمُخلص لهذا الوطن من بين يديْ جماعة أنشبت أظفارها فى مقدرات الشعب وفرطت فى تراب الوطن بدولاراتٍ معدودة، ألم يسطر الرئيس الحالى فى سجل الإنجازات ما لم يستطع الإخوان تحقيق أحد هذه الإنجازات العظيمة التى يفخر بها كل مواطن مصرى.
إن الرئيس الإخوانى لا أعاده الله هو وحكومته وجماعته لم يرصف طريقاً ولم يشق ترعة ولم يحفر نفقاً ولم يقم دنيا ولم يحيى ديناً.. ورغم ذلك يريد أن يعود إلى سُدَةِ الحكم، وهو لا يعلم أن الموتى لا يعودون.. إننا لا نريد أن يحكم مصر «زومبى» إخوانى.. لأننا فى عالم الأحياء، وكما قال الرئيس السيسى فى خطابه الأخير «إننا ننتصر على الإرهاب بالحياة.. وعلى الكراهية بالحب»؛ فنحن الآن نعيش فى وطن نحبه، ومستعدون للموت دونه، ولن يستطيع الأموات أن يرهبونا بقنابلهم البدائية أو غير البدائية.
أيتها الجماعة: استمتعى بالموت لأن الحياةَ لدينا تنتصر على الموت الذين تريدون أن تنشروه فى ربوع الوطن.. أيتها الجماعة تمسكى بأهدابِ قبرِك لأن الحياةَ لا تريد من يحاول أن يهدمها بمعاولِ الهدم بدلاً من أن يبنيها بأدواتِ البناء.. إن البنائين المصريين العِظام من عهدِ الفراعنة حتى يومنا هذا لن يسمحوا بهدم وتدمير منجزات هذا الوطن. 
لقد ماتت رابعة.. وماتت جماعةُ الإخوان.. ولن يعودا للحياةِ مرةً أخرى.