الإثنين 10 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإخوان ومخلفات حسن البنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كما هى العادة، فإن الذين لا يريدون الاعتراف لنظامِ ما بعد إسقاط «الإخوان المسلمين» فى مصر بأيِّ إنجاز بادروا إلى تشويه إنجاز شق قناة السويس الثانية، والقول فيها أكثر مما قاله مالك فى الخمر، وكل هذا مع أن المختصين الذين يعرفون حقائق الأمور يقولون إن هذا الذى جرى يعتبر أحد إنجازات القرن الحادى والعشرين، مثلما كان افتتاح قناة السويس الأولى عام ١٨٦٩ أحد إنجازات القرن التاسع عشر على المستوى العالمى.
هناك حملة «تبخيس» ضد هذا الإنجاز يشارك فيها الإخوان المسلمين فى مصر وفى العالم كله، ويشارك فيها بعض الإعلام العربى وإعلام بعض الدول الإقليمية، وهذا الاستهداف موجَّهٌ فى الأساس إلى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وإلى نظامه، وهنا فإن المفترض ألا يغيب عن البال أن هذه الحملة هى استكمال للحرب الإرهابية المسعورة التى تستهدف هذا البلد العربى لأنه تخلص بإرادة شعبه ورغبة أغلبيته من مرحلة ظلامية بائسة كان من الممكن أن تستمر عشرات الأعوام.
ولعل منْ الضرورى أن يقال فى هذا المجال هو أن هذه الحملة «الإخوانية»، كانت قد شنتها جماعة الإخوان المسلمين، فى مصر وفى العالم وفى العديد من الدول العربية، على الرئيس المصرى الأسبق جمال عبدالناصر بعد ذلك القرار التاريخى بتأميم قناة السويس عام ١٩٥٦.
فى ذلك الحين قال الإخوان المسلمين الذين كانوا قد ارْتدّوا على تحالفهم مع عبدالناصر وحاولوا اغتياله عام ١٩٥٤، إنه لا ضرورة لخطوة التأميم التى ترتبت عليها تلك الحرب الطاحنة على مصر، «العدوان الثلاثى»، التى شاركت فيها كل من بريطانيا وفرنسا إلى جانب إسرائيل، ما دامت ملكية قناة السويس من المفترض أن تنتقل إلى مصر بعد نحو عشرة أعوام، أى عام ١٩٦٧، وحقيقة فإن هذا كان خطأ فادحاً، وذلك لأن الخديو إسماعيل كان قد باع كل ما تملكه مصر من أسهم فى هذه القناة إلى بريطانيا بعشرين مليون جنيه إسترلينى لسداد الديون التى تحملتها الخزينة المصرية التى كانت مفلسة أساساً بسبب المبالغة فى الإنفاق على احتفالات الافتتاح المكلفة التى كان أصر عليها المالك الرئيسى فرْديناند ديليسبس.
ثم إن الإخوان المسلمين، إمعاناً فى تزييف الحقائق وفى تشويه إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد ادعوا أن صاحب فكرة «قناة السويس الثانية» هو الرئيس المعزول محمد مرسى، وذلك مع أن هذا الرجل الذى باغته المنصب الرئاسى بدون أن يكون أهلاً له كان ينشغل بأموره اليومية الخاصة أكثر من انشغاله بقضية كهذه القضية الوطنية الكبرى.
ربما أن الإخوان المسلمين، الذين تتلمذوا على ما خلّفه حسن البنا وما تركه لهم سيد قطب من أفكارٍ مشوهة شكلت القاعدة الرئيسية لكل هذا الإرهاب الذى ضرب هذه المنطقة ولا يزال يضربها، لا يعرفون أن الإنجازات الإستراتيجية الكبرى لا تتم من أجل الفترات الراهنة، وإنما للأجيال المقبلة، فقناة السويس الثانية هى مشروع مصر الإستراتيجى لهذا القرن والقرون المقبلة والهدف من «إنشائها» أساساً هو الأجيال المقبلة لا الجيل الحالى فقط.
نقلا عن الجريدة الكويتية