لا يمر يوم دون أن نسمع ونشاهد انفجارات ومحاولات اغتيالات واعتداء على رجال الشرطة، ورغم أن هناك ردود فعل من أجهزة الدولة للتصدى للإرهابيين وسقط منهم البعض إلا أن الرأى العام نفد صبره وهو يرى الإرهابيين يلعبون كل يوم بالنار ويدفع كثير من أبنائنا من أرواحهم ثمنا غاليا.
ويتساءل الكثيرون ما هو السبيل وإلى أين النهاية، نعم هناك رجال الشرطة والجيش والأمن القومى يتابعون كل يوم بأعين الأمن الساهرة مناورات من يلعبون بالنار ليسقط ضحايا وشهداء من أشرف رجالنا، ونتابع بعدها الزوجات والأبناء والأمهات ينهارون بكاء على روح الشباب والرجال الذين دفعوا من حياتهم ثمن تضحيات تصديهم للدفاع عن أبناء هذا الوطن.
إذن حينما نقول كفى لعبًا بالنار يكون التساؤل بعدها ما هو الحل؟ من الأكيد أن الحل ليس فقط بدور الشرطة والجيش رغم أهميته القصوى على أرض الواقع، ولكن هناك دورا رئيسيا مطلوبا من هذا الشعب؛ هو أن يتصدى بقوة وجرأة لمخالب الإرهاب. إن الرجال الذين يريدون الانتصار للحياة وقهر الإرهاب لديهم من الإرادة ما يساعدهم على كسب المعركة.
وحتى لو دفع أفراد من الشعب من حياتهم ثمنا غاليا لتحدى لعب الإرهاب بالنار فسيكون شعبنا هو الغالب الأكبر فى معركته. إن أى معركة ضد عدو خطير فى احتياج لجهد وعمل مشترك بين الجيش والشرطة من ناحية وبين أفراد الشعب من ناحية أخرى، وبطبيعة الحال يجب أن يسمح بوعى أن يكون بيد الشعب سلاح يملك به الدفاع عن النفس وأن يكون فى علم الجميع أن السلاح فى يد الشعب ليس أداة للعدوان ولكن هو أسلوب عملى للدفاع عن النفس.
ونقطة أخرى؛ أن تدريب الشباب والرجال على مقاومة العدوان هو جزء لا يتجزأ من القدرة على مواجهة الإرهاب، وأن يكونوا على قدر كبير من الشجاعة التى تطمئن الرأى العام أن الشعب ككل قادر على المقاومة بجانب رجال الشرطة والقوات المسلحة، وحينئذ يكون شعار «الشعب والجيش والشرطة.. يد واحدة»، أكثر من أن يكون شعارا سيكون واقعا على الأرض يراعى شرف شعب وكرامة أمة.
إذن عودة إلى بيت القصيد لنقول لن تكفى الشرطة والجيش وحدهما لضرب التطرف والعنف والإرهاب، ولكن لا بد من أن تتحالف معهما القوى الشعبية فى الشارع بنظام يدفع الجميع لعمل مشترك هائل يعطى نموذجا للعالم أجمع لشعب يدافع عن وطنه.
وللعلم فى تاريخ المعارك والصراعات فى العالم الخارجى هناك حركات شعبية تعد نفسها للتصدى لقوى الإرهاب.
وهناك عدة أمثلة فى التاريخ المعاصر منها الحرب التى وقعت فيها صراعات وصدامات فى فرنسا وقت حرب الجزائر تحت رئاسة الجنرال ديجول فى الستينيات بين المنظمة العسكرية السرية O.A.S وقوات الجيش والشرطة الفرنسية وبعض القوى الشعبية التى قاومت المنظمة العسكرية السرية، وظلت هذه المعارك مستمرة أكثر من عام تخللها انفجارات وقنابل واغتيالات واعتداء على بعض رجال القضاء. وكان وراء الصراع رفض المنظمة العسكرية السرية لمبدأ استقلال الجزائر. وفى نهاية المطاف انتصرت الشرعية الجمهورية برئاسة الجنرال ديجول على فوضى القتل والاغتيالات تماما، كما انتصر المارشال السيسى على قوى الإرهاب وانضم الشعب وراء القائد مؤكدا تأييده للنظام والشرعية.
وهناك نموذج آخر للصدام بين الإرهابيين من مجموعة ETA والقوى الإسبانية.
وقد قامت قوى الإرهاب من ETA بقتل ٨٢٩ شخصا والاعتداء على مئات من الجرحى. واعتبر كثير من الدول مثل كندا وأمريكا وفرنسا وإنجلترا ETA كمنظمة إجرامية وإرهابية. ولم تتوقف هذه الحرب إلا فى ٥ سبتمبر ٢٠١٠- حينما أعلنت المنظمة المستقلة الـ Basque الإرهابية انهزامها ووقف إطلاق النار.
ونضيف نموذجا آخر للإرهاب بين إنجلترا وأيرلندا حينما أرادت أيرلندا الشمالية أن تكون مستقلة عن إنجلترا، ووقعت أحداث دامية حينما انفجرت عربة مفخخة فى ١٢ إبريل ٢٠١٠ بالقرب من جهاز المخابرات البريطانية.انتهى هذا الصراع بين البروتستانت البريطانيين والكاثوليك الأيرلنديين.
لن يطول عمر الإرهاب فى مصر عن عمره فى فرنسا وإسبانيا وأيرلندا، فمصر لديها القدرة والقوة لقهر الإرهاب. اقتباس: تدريب الشباب والرجال على مقاومة العدوان هو جزء لا يتجزأ من القدرة على مواجهة الإرهاب.
وأن يكونوا على قدر كبير من الشجاعة التى تطمئن الرأى العام أن الشعب ككل قادر على المقاومة بجانب رجال الشرطة والقوات المسلحة. وحينئذ يكون شعار «الشعب والجيش والشرطة.. يد واحدة» واقعًا على الأرض يراعى شرف شعب وكرامة أمة.