يظل التاريخ يُدهشنا ويفاجئنا ببطولات الجيش المصرى العظيم التى تكشفها لنا الأيام باستمرار والمفاجأة الأخطر أن تجيء الحقيقة على لسان جندى إسرائيلى ـ العدو ذاته ـ وإليكم الواقعة بالتفصيل:
بدأت الأحداث فى برلين عام ١٩٩٦ أثناء حفل للسفارة المصرية هناك دخل دبلوماسى إسرائيلى الحفل، وبعد قليل توجه مباشرة إلى السفير المصرى، ووضع فى يده محفظة جلد قديمة ممزقة فتعجب السفير قائلا ما هذا؟ فرد الإسرائيلي: افتحها بنفسك فنظر السفير إلى المحفظة وتفحصها جيدا فوجدها قديمة مهترئة تغطيها دماء جافة ففتحها وكان بها الآتى:
بطاقة عسكرية الاسم: سيد زكريا خليل جندى صاعقة مظلات
العنوان الأقصر أبو حجاج ـ نجع الخضرات.
حوالة بريدية بمبلغ ١٨ جنيهًا و٥٠ مليمًا مرسلة إلى أهله.
ورقة مالية فئة ١٠٠ قرش (جنيه) وعملات معدنية صغيرة.
خطاب مرسل إلى أخيه محمود ـ المجند أيضا ـ يقول فيه (إزيك يا محمود واحشنى، يا رب تكون بخير خلِّى بالك على نفسك وإخواتك البنات لو جرالى حاجة هما فى رقبتك أنت عارف القلق وممكن فى أى لحظة ندخل عملية أو حرب وإياك حد يصرخ ولا يبكى عليّ أنت عارف أن الشهيد حى عند ربنا ومنزلة الشهيد عظيمة، وأنا طالبها من ربنا سلم لى على كل اللى عندك، وقول لهم وحشتونى وبحبكم وأدعوا لى ومع الجواب يا محمود حوالة متخليش إخواتك البنات نفسهم فى حاجة، وكل ما ربنا يقدرنى هبعت.. سلامى للجميع) أخوك سيد.
زادت دهشة السفير المصرى، فذلك الخطاب بتاريخ سابق بحوالى ٢٣ عاما وبالطبع لم يصل للمرسل إليه أبدا.
فسأل الدبلوماسى الإسرائيلى قائلا: أريد تفسيرا؟
فرد الدبلوماسى: صاحب تلك المحفظة جندى مصرى وأنا من قتله واحتفظت بتلك المحفظة تذكارا لما رأيته من شجاعة وقوة وبطولة من ذلك الجندى لم أرها فى حياتى قط.
كنت جنديا فى الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر وفى اليوم الثانى تم إنزال سريَّة تابعة للقوات المصرية (حوالى ٣٠ جنديا) عند المضايق خلف الخطوط الإسرائيلية كانت مهمتها تعطيل حركة الدبابات الإسرائيلية مهما تكلَّف الأمر، كى تتمكن القوات المصرية من مواصلة الاستحواذ على الأرض والانتصار، وقد أصابتنا المفاجأة بالشلل والذهول فقد واجهت تلك السريَّة بمفردها كتيبة دبابات كاملة دمرت نصفها ولاذ الباقى بالفرار، فطلبنا تعزيزات من السلاح الجوى فجاءت عدة طائرات هليكوبتر ليقاتلوا السريَّة المصرية، والتى كانت تقاتل بإصرار مخيف واستبسال حتى الموت كى لا تمر دبابة واحدة من الممر الضيق إلى عمق سيناء، وفجأة رأيت مشهدا محفورا فى ذاكرتى وكأننى أراه الآن، انطلق شخص كالوحش من قوات الصاعقة المصرية، يجرى بسرعة السهم وأطلق قذيفة مضادة للدبابات على الطائرة، فأصابها وأسقطها فقفز منها عدة جنود محاولين الفرار، فانطلق ذلك الوحش فى صورة إنسان خلفهم بمفرده يرمى القنابل ويطلق الرصاص ويطعن من يقع تحت يديه بسونكى (خنجر) السلاح وسادت حالة من الهلع فى كتيبة جيشنا الإسرائيلى، وكنت واحدا منهم ففررت هاربا أبحث عن أى مكان أختبئ فيه، وأنا على يقين أنه سوف يقتلنى لا محالة ووجدت حفرة فقفزت بداخلها، وكنت أنتفض رعبا وخوفا وفجأة نظرت فوجدت ذلك المارد ـ هكذا وصفه ـ يبحث عن المزيد وما إن أعطانى ظهره قفزت وأطلقت عليه الخزانة كاملة ٣٠ طلقة فى ظهره فسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، ورغم أننى رأيته يسقط أمامى كان لدىّ شك أن يموت مثل ذلك الوحش أبدا، ونظرت حولى فوجدت المكان كله جثثا وأشلاء ودماء.. مجزرة حقيقية ٢٢ من زملائى ممزقون ومقتولون بالرصاص، وكأن أسدا قد افترسهم وتحسست نبض ذلك المقاتل الشرس، وتأكدت أنه قد فارق الحياة ووجدت طلقتين فى سلاحة وذخيرته نفدت وفى جيبه تلك المحفظة، فاحتفظت بها حوالى ٢٣ عاما تذكارا يذكرنى دوما بذلك البطل ولكن من حقه الآن أن يعلم الجميع بطولته.
وبعد أن تمت معرفة قصة تلك البطولة منحت مصر الشهيد سيد زكريا خليل نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، وتم إخبار أهله بشجاعته وإعطاؤهم متعلقاته والخطاب الذى وصل إليهم بعد ٢٣ عاما.
ليست هذه القصة البطولية الأولى ولن تكون الأخيرة فقادة إسرائيل وضباطها وجنودها إلى الآن نستمع لرواياتهم عن الجيش المصرى وانبهارهم بالجندى المصرى وشجاعته واستقباله الموت بصدر مفتوح.
سيد هو أبانوب الذى افتدى بنفسه أكثر من ٢٢ زميلا له وقفز فى داخل سيارة الإرهابيين المفخخة ومنع وصولها كمين العريش، وتحول إلى أشلاء ولكنهم أبطال الأرض عرسان السماء أجل يا مصريين الجيش المصرى هو الضهر والسند خير أجناد الأرض حقا وصدقا خرج من أصلابكم، ولذا فعشقه هو عشق الروح والدم ومهما فعلنا لن نوفيه حقه أبدا.
انصره يارب واحمه وأيده بنصرعزيز من عندك.
عاش الجيش المصرى مصنع الأبطال والرجال.
كل جندى فى جيش مصر هو سيد، اسمًا وفعلًا ومكانة، هو سيد على أرضنا، هو سيد على رؤوسنا، هو سيد على قلوبنا، الجيش المصرى هو سيد.
بدأت الأحداث فى برلين عام ١٩٩٦ أثناء حفل للسفارة المصرية هناك دخل دبلوماسى إسرائيلى الحفل، وبعد قليل توجه مباشرة إلى السفير المصرى، ووضع فى يده محفظة جلد قديمة ممزقة فتعجب السفير قائلا ما هذا؟ فرد الإسرائيلي: افتحها بنفسك فنظر السفير إلى المحفظة وتفحصها جيدا فوجدها قديمة مهترئة تغطيها دماء جافة ففتحها وكان بها الآتى:
بطاقة عسكرية الاسم: سيد زكريا خليل جندى صاعقة مظلات
العنوان الأقصر أبو حجاج ـ نجع الخضرات.
حوالة بريدية بمبلغ ١٨ جنيهًا و٥٠ مليمًا مرسلة إلى أهله.
ورقة مالية فئة ١٠٠ قرش (جنيه) وعملات معدنية صغيرة.
خطاب مرسل إلى أخيه محمود ـ المجند أيضا ـ يقول فيه (إزيك يا محمود واحشنى، يا رب تكون بخير خلِّى بالك على نفسك وإخواتك البنات لو جرالى حاجة هما فى رقبتك أنت عارف القلق وممكن فى أى لحظة ندخل عملية أو حرب وإياك حد يصرخ ولا يبكى عليّ أنت عارف أن الشهيد حى عند ربنا ومنزلة الشهيد عظيمة، وأنا طالبها من ربنا سلم لى على كل اللى عندك، وقول لهم وحشتونى وبحبكم وأدعوا لى ومع الجواب يا محمود حوالة متخليش إخواتك البنات نفسهم فى حاجة، وكل ما ربنا يقدرنى هبعت.. سلامى للجميع) أخوك سيد.
زادت دهشة السفير المصرى، فذلك الخطاب بتاريخ سابق بحوالى ٢٣ عاما وبالطبع لم يصل للمرسل إليه أبدا.
فسأل الدبلوماسى الإسرائيلى قائلا: أريد تفسيرا؟
فرد الدبلوماسى: صاحب تلك المحفظة جندى مصرى وأنا من قتله واحتفظت بتلك المحفظة تذكارا لما رأيته من شجاعة وقوة وبطولة من ذلك الجندى لم أرها فى حياتى قط.
كنت جنديا فى الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر وفى اليوم الثانى تم إنزال سريَّة تابعة للقوات المصرية (حوالى ٣٠ جنديا) عند المضايق خلف الخطوط الإسرائيلية كانت مهمتها تعطيل حركة الدبابات الإسرائيلية مهما تكلَّف الأمر، كى تتمكن القوات المصرية من مواصلة الاستحواذ على الأرض والانتصار، وقد أصابتنا المفاجأة بالشلل والذهول فقد واجهت تلك السريَّة بمفردها كتيبة دبابات كاملة دمرت نصفها ولاذ الباقى بالفرار، فطلبنا تعزيزات من السلاح الجوى فجاءت عدة طائرات هليكوبتر ليقاتلوا السريَّة المصرية، والتى كانت تقاتل بإصرار مخيف واستبسال حتى الموت كى لا تمر دبابة واحدة من الممر الضيق إلى عمق سيناء، وفجأة رأيت مشهدا محفورا فى ذاكرتى وكأننى أراه الآن، انطلق شخص كالوحش من قوات الصاعقة المصرية، يجرى بسرعة السهم وأطلق قذيفة مضادة للدبابات على الطائرة، فأصابها وأسقطها فقفز منها عدة جنود محاولين الفرار، فانطلق ذلك الوحش فى صورة إنسان خلفهم بمفرده يرمى القنابل ويطلق الرصاص ويطعن من يقع تحت يديه بسونكى (خنجر) السلاح وسادت حالة من الهلع فى كتيبة جيشنا الإسرائيلى، وكنت واحدا منهم ففررت هاربا أبحث عن أى مكان أختبئ فيه، وأنا على يقين أنه سوف يقتلنى لا محالة ووجدت حفرة فقفزت بداخلها، وكنت أنتفض رعبا وخوفا وفجأة نظرت فوجدت ذلك المارد ـ هكذا وصفه ـ يبحث عن المزيد وما إن أعطانى ظهره قفزت وأطلقت عليه الخزانة كاملة ٣٠ طلقة فى ظهره فسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، ورغم أننى رأيته يسقط أمامى كان لدىّ شك أن يموت مثل ذلك الوحش أبدا، ونظرت حولى فوجدت المكان كله جثثا وأشلاء ودماء.. مجزرة حقيقية ٢٢ من زملائى ممزقون ومقتولون بالرصاص، وكأن أسدا قد افترسهم وتحسست نبض ذلك المقاتل الشرس، وتأكدت أنه قد فارق الحياة ووجدت طلقتين فى سلاحة وذخيرته نفدت وفى جيبه تلك المحفظة، فاحتفظت بها حوالى ٢٣ عاما تذكارا يذكرنى دوما بذلك البطل ولكن من حقه الآن أن يعلم الجميع بطولته.
وبعد أن تمت معرفة قصة تلك البطولة منحت مصر الشهيد سيد زكريا خليل نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، وتم إخبار أهله بشجاعته وإعطاؤهم متعلقاته والخطاب الذى وصل إليهم بعد ٢٣ عاما.
ليست هذه القصة البطولية الأولى ولن تكون الأخيرة فقادة إسرائيل وضباطها وجنودها إلى الآن نستمع لرواياتهم عن الجيش المصرى وانبهارهم بالجندى المصرى وشجاعته واستقباله الموت بصدر مفتوح.
سيد هو أبانوب الذى افتدى بنفسه أكثر من ٢٢ زميلا له وقفز فى داخل سيارة الإرهابيين المفخخة ومنع وصولها كمين العريش، وتحول إلى أشلاء ولكنهم أبطال الأرض عرسان السماء أجل يا مصريين الجيش المصرى هو الضهر والسند خير أجناد الأرض حقا وصدقا خرج من أصلابكم، ولذا فعشقه هو عشق الروح والدم ومهما فعلنا لن نوفيه حقه أبدا.
انصره يارب واحمه وأيده بنصرعزيز من عندك.
عاش الجيش المصرى مصنع الأبطال والرجال.
كل جندى فى جيش مصر هو سيد، اسمًا وفعلًا ومكانة، هو سيد على أرضنا، هو سيد على رؤوسنا، هو سيد على قلوبنا، الجيش المصرى هو سيد.