الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

طائر النهضة ومشروع القناة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استفزنى حوار على قناة الجزيرة بعنوان «مباشر من إسطنبول» اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب المنحل تتكلم عن مشروع قناة السويس الجديدة، وهو كلام غث لا يرتقى إلي مستوى عقول الهبل والمعتوهين حيث إنهم قالوا إن مشروع قناة السويس الجديد يكلف المصريين مبلغًا وقدره ١٠٠ مليار جنيه ٦٤ مليار + الأرباح، وفى النهاية قام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى بحفر ترعة موازية لقناة السويس وأخذوا فى الحط من شأن القناة الجديدة وبأنها ليس لها أى ميزة اقتصادية وكلام كثير ثم انتقلوا إلى مشروع القناة من منظور «طائر النهضة»، الذى كان يقوده المعزول «محمد مرسى» وأخذوا فى تعديد الميزات وكلها أكاذيب كما هو المعتاد، إذ كيف يصدق هؤلاء امرأة مثل عزة الجرف التى تقسم على صفحات التسول الاجتماعى «الفيس بوك» بأن «مرسى المنتظر» سوف يعود يوم ٦-٨ هو الذى سوف يفتتح قناة السويس وهذا ما أخبر به ١٦ ملاكا ٨ على اليمين و٨ على الشمال.
إن سبب الاستمرار فى الكتابة عن جرائم جماعة الإخوان هو إحداث نوع من التوعية لأعداد كبيرة من الشباب المخدوعين بهذا الزيف والحمد لله أفاقت أعداد منهم وسوف نستمر لإنقاذ باقى الأعداد المخدوعة، أما القيادات على جمع المستويات فهو جميعا مرتزقة وخونة ويقبضون ثمن ذلك وهم على علم، ويكفى أن المعزول مرسى باع أسرار الجيش المصرى لـ«محمد بن جاسم» وزير خارجية قطر بمبلغ مليون دولار ودفع حمد بن عطية مدير مخابرات قطر ثمنًا مثله لشراء أرشيف الجيش الليبى.
إننى أول مرة أسمع أن ترعة تمر بها سفينة من سنغافورة تحمل على متنها ١٨ ألف كونتر بضائع وأن الولايات المتحدة الأمريكية ترسل سفينة بضاعة حمولتها ١٣٤ ألف طن تمر فى قناة السويس الجديدة فى التشغيل التجريبى للقناة وقد مر يوم الاحتفال العظيم بحضور ٦٥ دولة عربية وأجنبية لافتتاح ترعة عمقها ٣ أمتار أو لافتتاح طشت أم وجدى، وصدق من قال «وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى» وسوف أذكر كلمة كانت مكتوبة فوق الهرم الأكبر قبل ما يتدهور حاله، فبعد الانتهاء من بناء الهرم كتب المهندس العبقرى كلمة يقول فيها «ها أنا قد بنيت فأرونى كيف تهدمون ما بنيت» إنه لا يطلب من أحد أن يبنى مثله، لأنه كان يعلم أن ذلك من المستحيل ولكنه تحدى أعداء الحضارة أن يهدموا بناءه وعلى مرار آلاف الأعوام عجزوا عن البناء وعجزوا عن الهدم، هذا المهندس العبقرى أراد أن يقول للأجيال القادمة هنا مهد الحضارة ومن هنا يبدأ التاريخ لو أراد المصريون ذلك وهو دور القيادات فى المرحلة المقبلة، ألا وهو خلق الإرادة عند المصريين ويكفى أن أوباما بعد ثورة ٢٥ يناير انحنى إجلالًا لهذا الشعب وتمنى أن يكون الشعب الأمريكى لديه نفس الهمة والإرادة التى عند الشباب المصرى و لم يفق العالم من الانبهار بثورة ٢٥ يناير حتى انبهر مرة أخرى بأعظم ثورة فى تاريخ البشر منذ خلق آدم عليه السلام ألا وهى ثورة ٣٠ يونية التى خرج فيها إلى الشوارع ٣٠ مليون مصرى على أقل تقدير، فهذا شعب الإرادة التى لا تقهر «أنا الشعب لا أعرف المستحيل ولا أرتضى للخلود بديلا»، أما مشروع قناة السويس فلم يكن فى يوم من الأيام من برامج الإخوان ورئيسهم المعزول «محمد مرسى» وفجأة خرج علينا بمشروع استعمارى أشد خطرًا من مشروع الخديو سعيد، فلم يكن الخديو سعيد أو إسماعيل أو حتى محمد على باشا خونة أبدا، بل لهم كل التعظيم لبناء مصر الحديثة ولكنها سوء الإدارة والأزمات الدولية أسقطت مشروع القناة وتحدى إنجلترا لفرنسا، أما مشروع طائر الشؤم فهو مشروع استعمارى بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسوف أدلل على ذلك بمقولة للسيد المستشار طارق البشرى وهو من المتعاطفين مع جماعة الإخوان حيث قال «إن نصوص القانون تتعارض مع الدستور وإن أهالى إقليم القناة وفقا للاتفاق بين قطر والإخوان ووفقا لهذا القانون سوف يصبحون شعبا آخر وإن هذا القانون عبارة عن اعلان لاستقلال إقليم القناة عن مصر».
أما باقى الخبراء القانونيين اتفقوا على أن هذا القانون يرفع أيدي السلطات المصرية عن إقليم القناة وأنه يعطى الرئيس حرية مطلقة لتوقيع اتفاقيات لتسمح بتعديل الحدود فإن الاتفاق بين الإخوان وقطر لم يكن لإنشاء مشروع قومى مصرى ولكنه كان تنازلا من الإخوان عن إقليم القناة لصالح إسرائيل التى ترتدى جلبابا وعقالا قطريا، هذه هى الحقيقة المكتوبة والمتفق عليها إسرائيل فى صورة «تميم بن حمد» وجماعة الإخوان وهذا ما دفع الأستاذ طارق الحريرى القيادى بحزب التحالف الاشتراكى أن يقول «إن هذا القانون هو طبخة مسمومة تعد للإجهاز على الوطن وهو عبارة عن تنازل الدولة عن سلطاتها فى هذا الإقليم ـ لأنه من حق إدارة الإقليم أن تنشئ محاكم خاصة بها ولها حق الاستعانة بغير المصريين فى إدارة المشروع ولا يوجد نصوص للرقابة على إدارة المشروع أو محاسبتها على أى شىء ترتكبه هذه الهيئة ولا رقابة على ميزانية المشروع وأن من حق الهيئة المشرفة على إدارة المشروع تحديد الأراضى حول القناة التى تريد أن تتملكها وأن الهيئة سوف تكلف شركات متعددة الجنسيات «صهيونية بالطبع» فى الاستثمار وتمتلك الأراضى ولها حق إنشاء محاكم خاصة بها ولا يجوز محاكمة أى مسئول فى هذه الهيئة أمام المحاكم المصرية.
وقال السيد فودة أستاذ فلسفة القانون إن مسودة القانون تعطى رئيس الجمهورية سلطات واسعة لتحديد الإقليم بأبعاده وضم أى أراض له وفقا لنصوص المادة ٥١ ومنها مدينة السويس لدولة قطر لإنشاء مدينة قطر الصناعية، تؤول للهيئة ملكية جميع الأراضى الواقعة فى الإقليم، عدم سريان القوانين المصرية على الإقليم، مجلس إدارة الهيئة له حق وضع سياسات التنمية داخل الإقليم ووضع الخطط والبرامج مستقلا عن أى جهة فى الدولة.
هذا أقل ما نقلناه عن المعترضين على مشروع طائر النهضة الإخوانى وما هو إلا مشروع استعمارى عجل بصدام الإخوان مع الجيش الوطنى المصرى الذى رأى أن الاحتلال الأجنبى قادم فى صورة اتفاقيات خيانة بين إسرائيل المتخفية فى ثوب قطر وبين الجماعة التى تحكم مصر وهكذا تعدد عوامل الخيانة بين الخيانة والوطنية وقد عرضنا المشروع الإخوانى من وجهة نظر القانون ومنهم المتعاطفون مع هذه الجماعة.
والحمد لله القائل «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».