منعنى مرضى وسفرى الطارئ للخارج، لتلقى العلاج من حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، لكننى كنت بقلبى وعبر زملائى فى الموقع والجريدة أتابع الاحتفال أولًا بأول. مشاهد من العظمة والجمال أعادت الثقة للمواطن المصرى، مشاهد بثتها كل القنوات التى تابعت الاحتفال وشاهدها زملاؤنا من صحفيى «البوابة» الذين «غطوا» الاحتفال من منصاته الرئيسية رأى العين، مشاهد تبعث فى القلب الثقة واليقين فى أن بلادنا ستتخطى أوجاعها وآلامها وستعبر إلى المستقبل بثقة.
المشهد الأول:
الرئيس عبد الفتاح السيسى مرتديا زيه العسكرى، يعطى الإشارة بافتتاح القناة الجديدة راكبًا يخت المحروسة وبجواره طفل مصرى ارتدى هو الآخر الزى العسكرى، صحيح أن الطفل حالة خاصة لبى الرئيس نداءها بروح الإنسان المصرى النبيل لكنها عكست ـ حتى بدون وعى من خططوا بذلك ـ صورة للحاضر والمستقبل مرتديًا زيه العسكرى تعبيرًا عن الدفاع عن هذا الوطن فى كل الميادين جيلًا بعد جيل.
لن تترك القوات المسلحة مصر نهبًا لأى مغامر فى الداخل أو فى الخارج، ستظل وفية لعهد حماية وفداء الشعب والوطن بالروح والدم. تلك الرسالة النبيلة وصلت للكثيرين، خاصة أنها جاءت من على يخت المحروسة، أول آلة بحرية مصرية وآخر يخت لملك مصرى ورثته ثورة يوليو المجيدة، التى يعتبر النظام الحالى امتدادها الطبيعى.
دلالات واضحة ومعانٍ لا تحتاج إلى تدقيق لكنها تعكس الثقة بالنفس والثقة بالقوات المسلحة المصرية والثقة بهذا الشعب العظيم.
المشهد الثانى:
حضور ضيفى الشرف السعودية والإمارات، فى تعبير واضح عن مساندة عربية وخليجية كبرى لمصر ولهذا المشروع العملاق، مصير واحد للمنطقة ترسمه مصر ودول الخليج مجتمعين شاء من شاء وأبى من أبى، وقيادات واعية بعمق العلاقة والخطر المحيق والمحيط بالأمة، ودور مصر الرائد فى مواجهته بالتحالف مع أضلاع الأمة الرئيسية فى السعودية والخليج.
المشهد الثالث:
الحضور التكريمى للسيدة جيهان السادات، ليس فقط بشخصها الكبير ولكن كممثلة عن عائلة أهدت لمصر قائد أكتوبر الكبير المرحوم الرئيس أنور السادات. إن إصرار الرئيس السيسى على تكريم السيدة جيهان السادات فى أكثر من مناسبة، لهو دليل على انتماء هذا النظام إلى جيل أكتوبر ومعانى أكتوبر العظيمة، حيث حفرت القوات المسلحة المصرية اسمها بحروف من ذهب فى سجل الانتصارات العالمية، فلا يعقل وقد فتح القائد العظيم أنور السادات القناة بعد النصر ألا يكون هناك ممثلون له فى الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة.
المشهد الرابع:
التغطية الحقيرة التى قامت بها قناة الجزيرة، حيث نشرت كاريكاتيرا يفضح ضراوة المعركة التى تخوضها الدوحة ضد مصر والمصريين، رسم الكاريكاتير مشروع القناة الجديدة كحقيبة يحاول شخص أن يغلقها على آلاف الجماجم التى رسم عليها شعار رابعة، فى إشارة إلى أن المشروع ليس إلا تغطية على ما يعتقدون أنه مجازر حدثت للإخوان فى رابعة.
نفوس تقطر غلًا وحقدًا على كل إنجاز مصرى يقربنا من الحقيقة، حقيقة أننا بصدد بناء بلدنا مصر لتعود كما كانت وأفضل. منارة للشرق الأوسط وقائدة للأمة العربية بلا منازع.