«انقلب السحر على الساحر».. هذا ما حدث مع الإرهابيين الذين كانوا يمجدون فى تركيا، ويثقون فى قادتها لأنهم يسهلون لهم الانتقال والتحرك إلى الأراضى السورية عبر الحدود التركية الشرقية، لكنهم صاروا الآن فى حالة فزع شديدة، نتيجة لتسليم السلطات التركية للعديد منهم، وترحيلهم إلى بلادهم ثم اعتقالهم.
كالصاعقة نزلت على قادة التنظيمات الإرهابية، أنباء تسليم السلطات التركية لعناصر من الإرهابيين. وفيما يعتقد غالبيتهم أن ذلك وراءه خائن يدعى «أبو يوسف». طالب الإرهابى «إياد المنيعي» باقى أصدقائه الإرهابيين عبر الفضاء الإلكترونى بعدم الاستعجال فى دخول الأراضى السورية عن طريق تركيا. وقال لهم: «إذا لم يرد عليكم المنسق أو تليفونه كان مغلقا فلا تتواصلوا مع كل من «هب ودب» لأن الظروف الآن فى تركيا سيئة».
فبعد أن كانت الحكومة التركية تمنح ملاذًا آمنًا لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابى للانتقال من سوريا إلى العراق عبر حدودها، بالإضافة إلى الدعم المادى الذى يقدمه الرئيس رجب طيب أردوغان للتنظيم، خرج الأمر عن سيطرة أردوغان نهائيا. وأصبح الأمر الآن بيد الجيش التركى العلمانى الذى يتحفظ على أداء أردوغان، وتعد هذه بداية معاناة كبيرة للتنظيمات الإرهابية التى فقدت مصدرا كبيرا كانت تعتمد عليه فى الانتقال والتمويل.
ويعود الأمر إلى مقتل جندى بالجيش التركي، وإصابة عدد آخر نتيجة لإطلاق النار على الحدود التركية من داخل المناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى سوريا، ما أغضب الجيش التركى واندلعت بعدها اشتباكات كبيرة بين الجانبين تدخلت فيها الطائرات التركية والدبابات.
ووقعت هذه المشكلة نتيجة العمل الإرهابى الذى تورط فيه تنظيم داعش فى تركيا الذى أدى لمقتل ٣٢ شخصا وإصابة ١٠٤ آخرين بجروح جراء تفجير انتحارى وقع فى حديقة مركز ثقافى بمدينة «سوروج» التابعة لولاية شانلى أورفة جنوب شرق تركيا.
وتسعى تركيا الآن لإنشاء منطقة عازلة داخل الحدود السورية، وستشهد الأيام المقبِلَة ضربات موجعة بين تركيا وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وأوضح مسئول فى الجيش التركى لصحيفة «حرييت» التركية أن تنظيم الدولة الإسلامية الذى كان يسانده أردوغان فى مهب الريح، بعد بدء الحملة التركية لمواجهة هذا التنظيم، مؤكدا أن علی "داعش" أن تستبدل شعار «باقية وتتمدد» بشعار «زائلة وتتقلص».