حالة من الإحباط الشديد أصابت الإرهابيين فى مصر، عقب نجاح قوات الأمن فى قتل الإرهابيين «أحمد محمد أحمد» ٢٢ سنة، طالب بكلية الهندسة، وشهرته «مالك الأمير عطا»، وهو من محافظة الغربية، وصديقه «سعد على عبدالحليم »، وشهرته «أبوصهيب الأنصاري»، اللذين ذاع صيتهما فى الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، بسبب الأعمال الإجرامية التى قاما بها من خلال انتمائهما لخلية «أجناد مصر» الإرهابية.
تم التوصل لمالك وصديقه أبو صهيب عقب نشرهما بيانًا على شبكة الإنترنت، من أحد مقاهى الإنترنت بالجيزة، ينوهان فيه عن عودة «تنظيم أجناد مصر» إلى نشاطه، فتم تتبع البيان، حتى توصلت التحريات إليهما، وتحديد مكانهما، وكانا يتخذان الشقة وكرًا لتصنيع المتفجرات تمهيدًا لتنفيذ أعمال إرهابية.
ما حدث يدل على أن قوات الأمن كانت بارعة فى جمع المعلومات وتحديد الجناة اللذين خططا لتنفيذ عمل إرهابي فى سيناء، ثم الانتقال لتنفيذ باقى جرائمهما داخل القاهرة، وهذا ما أفصح عنه الإرهابى «المارشال جحا» صديق أبوبكر الأفغاني، الذى فجر قسم ثالث العريش، وقال المارشال: «مالك كان سينفذ هجمة فى ولاية سيناء ولكن قدر الله نافذ»، وأقسم المارشال أن مالك قال له حرفا سأذهب للولاية فما رأيك؟؟ فرد عليه المارشال قائلا: «استخر الله وتوكل عليه واذهب».
أكد المارشال أن الأمر الذى منع مالك من التوجه لسيناء، فى بداية الأمر، هو انشغاله بـ«الجهاد» فى القاهرة، و«كانت فكرة النفير إلى الولاية مسيطرة عليه ويصر عليها لكن الطريق كان مغلقا».
وأشار إلى أنه جلس سابقا مع مالك فى إحدى زوايا المساجد بالقاهرة وكان مالك يحدثه عن شيخه وقدوته «أحمد عشوش»، القيادى فى السلفية الجهادية ومؤسس جماعة الطليعة السلفية، والمعتقل حاليا فى السجون المصرية، وقال: إنه بعد انتهاء الجلسة خرجا سويا من المسجد ومشيا معا فى طريق طويل، تحدثا فيه عن حال الأمة العربية والدولة الإسلامية.
تحدث المارشال عن المعركة التى دارت بين مالك وأبوصهيب مع الأمن، وقال: إن «حوالى ٦٠ رجلا بعدتهم وعتادهم ودرعهم ومعهم أربع سيارات جيب قوات خاصة، وسيارتان يابانيتين، واستمرت الاشتباكات حوالى ربع ساعة، ولم يكن مع مالك سوى كلاش واحد صد به ما استطاع والأخ سعيد لم يكن معه إلا ربه».
وتحدث «ياسر معجزة» ٢١ سنة، ويسكن فى حلوان، أحد أعضاء حركة «أحرار»، وصديق لمالك، قائلا: «إنه من أسرة حالتها المادية متيسرة، وأعد نفسه فى أكثر من عملية لـ«الثأر» من النظام الحالي، وأكد أن مالك وراء قتل العديد من قوات الأمن فى مصر، ومنذ أربع سنوات كان مشغولا بالتفكير فى الجهاد بالرغم من صغر سنه، وكان هذا من قبل قيام الثورة، والتحق بالعمل مع جماعة أنصار بيت المقدس، منذ أن كان عمره ١٧ سنة، ثم عمل مع جماعة أجناد مصر فى القاهرة».
وقال «معجزة»: «إن الأمن حاول تصفيته أكثر من مرة، وقت أحداث عرب شركس، لكن مالك كان ذئبا منفردا، يستطيع تنفيذ العمليات والهروب فى نفس الوقت، ونجح فى تنفيذ عدة عمليات».
أكد «معجزة» أن مالك تزوج منذ أربعة شهور، ومع ذلك لم يعطله الزواج عن عمله فى «الجهاد»، وزوجته هى الأخرى كانت تشجعه على ذك حتى والد زوجته كان يعرف هذا، ووافق على زواجه من ابنته، رغم أنه كان يتوقع أن يموت أو يعتقل، لكنه وافق عليه.
القضية الخاصة بأجناد مصر مقيدة برقم (٣٥) لسنة ٢٠١٤، والمتهم فيها ٢٢ شخصا جميعهم من العناصر التكفيرية، وتمت إحالتهم لمحكمة جنايات أمن الدولة العليا.
وكانت تحريات قوات الأمن قد كشفت عن مكان اختباء مالك وأبوصهيب داخل شقة مستأجرة فى الدور الرابع بالعقار رقم (١) بشارع سيد زكى المتفرع من شارع العشرين بمنطقة فيصل فى بولاق الدكرور، وعلى الفور انطلقت إلى هناك قوة من قطاع الأمن الوطنى، وإدارة البحث الجنائى بالجيزة، والأمن العام ومجموعات قتالية وعمليات خاصة إلى مكان اختباء المتهمين، وعقب وصولهم تبادل المتهمان إطلاق الرصاص مع الشرطة، واستمر تبادل إطلاق الرصاص ٤٥ دقيقة، وتمكنت القوات من تصفية الإرهابيين، بعد إصابة كل منهما بـ٣ رصاصات فى الصدر والرأس، وضبط بحوزتهما بندقية آلية و٣ عبوات ناسفة ومبلغ ١٨ ألف جنيه.
وكشفت التحقيقات والتحريات الأمنية، التى أشرف عليها اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، أن المتهمين اشتركا مع باقى المتهمين المحبوسين فى عدة وقائع إرهابية، كان أبرزها استهداف التمركز الأمنى الكائن بمحيط دار القضاء العالى يوم ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ بعبوة ناسفة، وتم تفجيرها بمعرفة مالك، والتى أسفرت عن مقتل محام تصادف وجوده فى مكان الانفجار.
وأيضًا واقعة استهداف التمركز الأمنى المكلف بتأمين محيط جامعة القاهرة بتاريخ ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤ بعبوة ناسفة التى أسفر عنه العديد من الإصابات، كما أن القتيلين هما اللذان زرعا وفجرا العبوة التى استهدفت محيط قسم شرطة الطالبية يوم ٦ يناير الماضي، وما أن حاول المقدم ضياء فتوح، ضابط المفرقعات، إبطال مفعولها حتى انفجرت ونتج عن الانفجار وفاته والعديد من الإصابات.