الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

سيد درويش.. فنان من الزمن الجميل


سيد درويش
سيد درويش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اسمه الحقيقي السيد درويش البحر، مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي.
ولد سيد درويش في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923 .
بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري ، التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.
“,” “,”
تزوج الشيخ سيد وهو في السادسة عشرة من العمر، وصار مسئولا عن عائلة، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفق، فاضطر أن يشتغل “,”عامل بناء“,”، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرًا إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908 .
“,” “,”
سافر إلى الشام عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية ، بدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره “,” يا فؤادي ليه بتعشق “,”، في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرًا، قام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في شارع عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني ، جورج أبيض و علي الكسار ، حتى قامت ثورة 1919 فغنى أشهر أغانيه “,” قوم يا مصري “,”.
“,” “,”
أدخل سيد درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء “,”البولي فوني“,” في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة .
بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحًا ومائة طقطوقة و 30 رواية مسرحية وأوبريت.
في الفترة التي عمل فيها الشيخ سيد درويش على المسارح الرخيصة عرف أمرين لم يكن بهما سابق معرفة النساء وصياغة الألحان، التعارف الأول طبيعي والثاني، كان بحكم الموهبة المتأصلة في نفسه وروحه وكلاهما فطري بالنسبة لهذا الفنان الكبير كما أن ألمه الكمين في نفسه كان السبب في أن يخرج إلى الوجود بلغته الفلسفية النغمية فيسحر بجمالها الألباب ويرقص النفوس إنه ما كان يلحن أغنية حتى يرددها أفراد الشعب والعوالم اللواتي يقمن الأفراح والمسارح الغنائية.
إن السر في انتشار الشيخ سيد بين أفراد الشعب هو ان لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق في نفس الشيخ درويش المرهفة الحساسة فأول أغنية لحنها كانت “,”زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة“,” وكانت مناسبة تأليفها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة ابقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة، ولحن آخر كان وحيه امرأة بدينة الجسم اسمها جليلة أحبها حبا عظيما وغدت إلهامه في النظم والتلحين والغناء، هجرته هذه المرأة وأخذت تتردد على صائغ في الإسكندرية وعمل لها الصائغ خلخالا فغضب الشيخ سيد وفكر بالانتقام من حبيبته وعزوله وكان أول انتقام من نوعه على الطريقة الموسيقية الغنائية.
“,” “,”
اشتهر اسم سيد درويش وذاعت أغانيه حتى وصل إلى سمع رائد المسرح الغنائى المصري سلامة حجازي الذي حرص على زيارته في الإسكندرية والاستماع إليه شخصيا غام 1914، وأبدى إعجابه بأسلوب سيد درويش في التلحين وتنبأ له بمستقبل كبير ثم عرض عليه الانتقال إلى العاصمة القاهرة للعمل معه، وفعلا ترك الإسكندرية واستمع جمهور القاهرة إليه لأول مرة مطربا بين الفصول المسرحية، لكن الجمهور الذي تعود على صوت سلامة حجازى كان استقباله فاترا للمطرب الجديد مما جعل الشيخ سلامة يخاطب الجمهور دفاعا عنه قائلا: “,” هذا الفنان هو عبقرى المستقبل “,” لكن الشيخ سيد يقرر أن ينهى المهمة ويعود إلى مدينته في اليوم التالى، في عام 1917 يعود سلامة حجازي إلى سيد درويش بعرض أقوى وطلب منه تلحين رواية كاملة لفرقة جورج أبيض هي فيروز شاه، وعنها انتبه الجمهور، وكذلك الفرق الأخرى إلى أن فنا جديدا قد أتى وأن الألحان أثمن من الرواية نفسها، وحرصت معظم الفرق على اجتذاب سيد درويش لتلحين رواياتها ثم أصبح في سنوات معدودة الملحن الأول في مصر متفوقا بذلك على الملحنين المخضرمين مثل كامل الخلعي و داود حسني وغيرهم.
“,” “,”
وأما عن علاقته بالاوبرا والاغانى الوطنية فقد اقتبس من أقوال الزعيم مصطفى كامل بعض عباراته وجعل منها مطلعا للنشيد الوطني “,” بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى“,”.
عالج الشيخ سيد في أغانيه الموضوع الاجتماعي في غلاء المعيشة والسوق السوداء، فيما لم يكن أثر الشيخ سيد في ميدان التمثيل والأوبرا العربية بأقل من أثره في ميدان الموسيقى والموشح والدور والطقطوقة والمونولوج الشعبي والأناشيد الوطنية وغيره من ألوان الغناء العربي في شتى مواضيعه فقد أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي التلحين البارع خلال الأوبريتات ومنها أوبريت شهرزاد، ظهر هذا الأوبريت للمرة الأولى أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921 وكان انقلابا جديدا في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية كما لحن أوبريت العشرة الطيبة.
واقع الامر أن سيد درويش وضع ألحانا للأوبريتات التي بلغ عددها العشرين منها تلك التي لحنها لفرقة نجيب
“,” “,”
الريحاني وهي ولو و إش و رن و قولوا له و فشر ولحن لفرقة علي الكسار راحت عليك و لسه و أم أربعة وأربعين و البربري في الجيش و الهلال وجزء من أوبريت الانتخابات ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين والفصل الأول من أوبريت كليوباترا وأنطونيو ولحن لأولاد عكاشة الدرة اليتيمة وهدى وعبد الرحمن الناصر وإذا اعتبرنا أن في كل أوبريت عشرة ألحان فتكون مجموع ألحان الشيخ سيد في أوبراته العشرين مائتا لحن هذا بالإضافة إلى الأدوار والموشحات والأناشيد الوطنية والمونولوجات وغيرها من الألحان والأهازيج التي قدمها الشيخ سيد للموسيقى العربية.
لقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل سيد درويش الطرب فقط ولكنه جعل منها رسالة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي
انتهت حياة هذا الفنان الخالد يوم 15 (سبتمبر) من عام 1923 (ويقال أن سبب الوفاة هو تسمم مدبر من الإنجليز أو الملك فؤاد ) ويبقي درويش الغائب الحاضر بفنه وصاحب اللقب الاشهر : فنان الشعب.