الإثنين 01 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"فاو": إهدار مليار طن غذاء سنويًا و870 مليون شخص يتضورون جوعًا


المدير العام للمنظمة
المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “,”FAO“,” من خلال تقرير “,”بصمة الفاقد الغذائي.. الآثار على الموارد الطبيعية“,” الذي أصدرته اليوم أن إهدار كميات مذهلة من الغذاء مقدارها 1.3 مليار طن سنويًا ليس سببًا فحسب لخسائر اقتصادية هائلة بل يلحق أيضًا ضررًا جسيمًا بالموارد الطبيعية التي تعتمد البشرية عليها لسد احتياجاتها الغذائية .
وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إ ن المتعين علينا جميعًا من مزارعين وصيادي أسماك وجهات معالجة الغذاء وأسواق السوبر ماركت والحكومات والمستهلكين الأفراد، أن نطبق التغييرات اللازمة في كل حلقة ربط علي امتداد السلسلة الغذائية البشرية للحيلولة دون وقوع خسارات غذائية في المقام الأول، وإعادة استخدام الغذاء متى أمكن ذلك أو إعادة تدويره .
وأكد أنه لا يمكن ببساطة السماح لثلث مجموع الغذاء في العالم أن يؤول إلى الهدر بسبب الممارسات غير الملائمة، بينما يبقى هنالك 870 مليون شخص يتضورون جوعًا كل يوم.
وقال أخيم شتاينر، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن كلًا من برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة وقفا على أن فاقد الغذاء إنما يتيح فرصة رئيسية للبلدان في كل مكان من أجل الانتقال إلى اقتصاد أخضر متكامل أقل اعتمادًا على الوقود الأحفوري، وأعلى كفاءة في استخدام الموارد.
وأبرز التقرير ما يمكن تحقيقه من فوائد متعددة، وفي حالات كثيرة بفضل تدابير بسيطة من جانب الأسر، وباعة المفرد، والمطاعم، والمدارس، والأعمال التجارية، على نحو يمكن أن يساهم في الاستدامة البيئية، والتحسينات الاقتصادية، والأمن الغذائي، بل وتحقيق مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة المعروفة باسم (تحدي صفر جوعا)، وينبغي لنا أن نستحث الجميع على تبني شعارنا المشترك (فكر، كُل، اقتصد، من أجل تقليص أثر بصمتك الغذائية).
ووفقًا لدراسة “,”فاو“,” يقع أربع وخمسون بالمئة من الفاقد الغذائي العالمي “,”في المنبع“,” خلال مراحل الإنتاج والمعالجة والخزن أثناء مرحلة ما بعد الحصاد، بينما يقع ست وأربعون بالمئة من الخسائر في “,”اتجاه التيار“,”، خلال مراحل التجهيز والتوزيع والاستهلاك .
وأكد أن البلدان النامية تعاني من فاقد غذائي أعلى خلال الإنتاج الزراعي، بينما تميل الخسائر إلى الارتفاع في مراحل الاستهلاك والبيع بالمفرد لدى أقاليم الدخل الوسيط والأعلى، بما يتراوح بين 31 - 39 بالمئة من الخسارة الكليّة، أكثر من المناطق المحدودة الدخل (4 - 16 بالمائة)، فاقد الحبوب في آسيا مشكلة كبرى ذات تأثيرات خطيرة علي انبعاثات العوادم الكربونية وموارد المياه واستخدام الأراضي، وتبرز محاصيل الأرز بوجه خاص في المقدمة نظرًا إلى ناتجها المرتفع من انبعاثات غاز الميثين والمستويات العالية من فاقد الإنتاج فيها .
وأوضح إن كان الفاقد من اللحوم في جميع مناطق العالم منخفضًا نسبيًا، إلا أن إنتاج اللحوم يخلف آثارًا قوية على البيئة بمقياس الرقعة المستخدمة من الأراضي ومقدار العوادم الكربونية المنبعثة من القطاع الحيواني، لا سيما في بلدان الدخل المرتفع وأمريكا اللاتينية التي تخلّف مجتمعة مما يصل إلى 80% من الخسائر الكلية لفاقد اللحوم.
ويساهم فاقد الفاكهة بمعدلات مرتفعة في فاقد المياه على صعيد آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا، على الأكثر نتيجة لمستويات الخسائر البالغة الارتفاع من ثمار الفاكهة.
وقال التقرير إنه على صعيد البلدان النامية تقع خسائر كبرى في مرحلة ما بعد حصاد خلال الجزء المبكّر لسلسلة التجهيز مما يشكل مشكلة رئيسيّة، تُعزي إلى القيود المالية والهيكلية التي تعاني منها أساليب الحصاد والتخزين، ومرافق البنية التحتية للنقل، وعادة ما يندمج مع ذلك عوامل الظروف المناخية المواتية لتلف المواد الغذائية .
وعدد وسائل لمواجهة المشكلة ومنها منح أولوية عالية للعمل على تقليص فاقد الغذاء في المقام الأول، فيما يتجاوز مجرد خفض خسائر المحاصيل في المزرعة بسبب الممارسات الرديئة، حيث يعني بذل مزيد من الجهود لموازنة الإنتاج على نحو أفضل إزاء الطلب عدم استخدام الموارد الطبيعية لإنتاج غذاء غير مطلوب أو لا حاجة آنية له كمبدأ عام .
وفي حالة الفوائض الغذائية، فإن إعادة الاستخدام في إطار سلاسل الاستهلاك البشري، كاستهداف أسواق ثانوية أو التبرع بالغذاء الإضافي إلى المجموعات الاجتماعية الأضعف، يمثّل أفضل خيار متاح، وإن لم يكن الغذاء ملائمًا للاستهلاك الآدمي، يتمثل الخيار الثاني في تحويل الغذاء للاستخدام كعلف للماشية، مما سيصون الموارد الأخرى المخصصة لإنتاج مواد علفية تجارية، وفي الإمكان طَرق إمكانية إعادة التدوير، إذ تشكل النفايات الغذائية المتعفنة في مواقع الدفن مصدرًا كبيرًا لغاز الميثين الذي يُعد من أسوأ عوامل الاحتباس الحراري .