في كل عصر يظهر لدينا طابور خامس من المفكرين والمثقفين والسياسيين كلامهم واحد لم يتغير منذ أيام جمال عبدالناصر “,”علينا أن نفرق بين أجنحة السلطة.. ونقوى الجناح الثورى“,” وفى قول آخر “,”الجناح الإصلاحي“,” وفى قول ثالث “,”الجناح المعتدل“,” نفس الكلام قالوه أيام السادات وأيام مبارك . واليوم مع دعاويهم غير البريئة للمصالحة مع القتلة والارهابيين .. يعود الطابور الخامس الى ترديد حديث الأجنحة.. ولكن مع الفارق، أنهم يتحدثون عن اجنحة الحركة الاسلامية .. ويقولون إن هناك فروق بينها وعلينا تقوية الاجنحة المعتدلة والرموز المعتدلة بينها . من بين هذه الرموز التى يتحدثون عنها الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بأعتباره زعيم الجناح الاكثر تنويرا واعتدالا .. بل يذهب البعض الى ضرورةة التحالف مع الشيخ المذكور لمواجهة دعاة الظلام من جماعة الاخوان والجماعة الاسلامية والجماعات الجهادية وغيرها . ويؤكدون على كلامهم بأن الشيخ المذكور كان ضد جماعة الاخوان وهاجم قياداتهم وافكارهم خلال فترة مابعد ثورة 30 يونيه . صحيح ان الشيخ المذكور انتقد علانية فى مقالات وتصريحات صحفية قيادات مكتب الارشاد لجماعة الاخوان وطالب بأستقالتهم من مواقعهم . وصحيح ان الشيخ المذكور اكد ان عدة ملايين نزلت الى الشوارع فى 30 يونيو احتجاجا على حكم الاخوان والدكتور مرسى . لكن الصحيح ايضا ان الشيخ المذكور بما قاله كان يقدم نفسه وحزبه وجماعته كبديل لجماعة الاخوان .. وهو بديل لايقل فى ظلاميته ان لم يكن اشد ظلاما من جماعة الاخوان . الشيخ المذكور هو : ياسر حسين محمود برهامي حشيش المولود في محافظة البحيرة وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1982 وعلى يديه ويد الأطباء محمد إسماعيل وأحمد فريد نشأت الدعوة السلفية، وانتشرت بفضل دعم ورعاية أمن الدولة التى كانت تلاعب بهم جماعة الإخوان . تخصص الشيخ ياسر برهامي في العقيدة.. ودرس كتب محمد عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية أشد فرق الإسلام ظلاما . وتخصص فى شرح كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذى اخذ عنه سيد قطب فكرة الحاكمية لله والتى أخرجت كل جماعات التكفير. ومن أقوال الشيخ المذكور التى يتجاهلها الإخوان في الطابور الخامس: إن لجنة الخمسين المنوطة بتعديل الدستور المعطل، هي لجنة معينة وغير منتخبة، ولكننا ننتظر ما ستتمخض عنه نتائج تلك اللجنة وماذا ستخرج لنا في النهاية، موضحًا أنه في حالة إلغاء المادة 219 سيحدث حالة تدميرية للدولة“,”.. فالشيخ المذكور هو صاحب صياغة المادة 219 التى فرضوها على الشعب المصري في دستور الإخوان 2012.. تلك المادة التى كانت محل انتقاد اساتذة القانون الدستورى وطوائف المجتمع عدا الجماعة وتوابعها . وتنص المادة الملعونة التى وضعت مثل الخازوق على “,”مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل دلالتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة “,” وهو مايعنى تحول مصر من دولة مدنية، وعصرية، تسعى للتقدم إلى شيء آخر مختلف، يتولى فيه الحكم رجال الدين والمشايخ وهم فقط أصحاب الحل والعقد . اما اخر اخبار الشيخ المذكور فهو تكفيره العلنى لكل من المطرب على الحجار والسيناريست محمد العدل ودعوة كل منهما الى التوبة والعودة الى الله على اغنية “,”إحنا شعب وانتوا شعب..لينا رب وليكوا رب “,” . وقال برهامى :“,”لم أسمع تلك الأغنية القبيحة لكن نُقلتْ لي كلماتها, وهي تتضمن معاني التكفير للمخالف بدرجة فظيعة .. والاستهزاء بالهدى الظاهر “,”. وبعد .. هل يصلح الشيخ “,”اكس“,” ان يمثل اى جناح المعتدل .. مازلنا ننتظر اجابة دعاة المصالحة من الطابور الخامس المشتاق لمساندة اى جناح ولو كان حتى جناح فرخة .
