السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مشروع قناة السويس الجديدة والدروس المستفادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غدا سنحتفل جميعا بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.. هدية الشعب المصرى للعالم، وتهل بشائر الخير على شعبنا العظيم، ويجنى ثمرة جهده، وكفاحه، ومثابرته تحت قيادته الوطنية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزملائه من قادة عظام.
ولنعلن للعالم هزيمة الإرهاب، ومخططاته الدنيئة.. وأن أعمال التخريب، والتدمير، والحرق، واغتيال الأبرياء من أبناء الشعب المصري، وقواته المسلحة، وجهاز الشرطة لم تنل من إرادته، وأن ما ارتكبته جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والتنظيمات الإرهابية التى خرجت من عباءتها، ورعاية أمريكا، وتركيا، وقطر، وحماس لم تؤثر فينا أو تنال من عزيمتنا، وإصرارنا على التنمية وبناء دولتنا الديمقراطية الحديثة.
فيد تبني، وتزرع، وتحفر، ويد على السلاح تدك بؤر ومستنقعات الإرهاب الأسود على مستوى الوطن من أسوان حتى الشيخ زويد بسيناء.
إنها حقا ملحمة وطنية جديرة أن تحكي، وتسجل للأجيال القادمة. نفذنا المشروع العملاق بعقول، وسواعد، وأموال الشعب المصرى لنقدمه هدية للعالم كله سواء هيئة قناة السويس أو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، و٨٤ شركة مدنية ملك الشعب المصري، وخلت تمامًا من أى أجنبي، ولم نمد يدنا للاقتراض، وبمجرد الإعلان عن بدء الاكتتاب هب عامة الشعب المصري، وبادر بالاكتتاب بما يملكه من تحويشة العمر فى صفوف طويلة أزهلت العالم وجمعنا ٦٤ مليار جنيه فى ثمانية أيام.. إنه بحق شعب الجبارين مع الاعتذار للشهيد ياسر عرفات.
وللأسف الشديد وجدنا بعض رجال الأعمال الذين كونوا ثروات طائلة من دم، وعرق الشعب المصرى يبخلون بالتبرع ببعض ما جمعوه لصندوق دعم وتنمية مصر، ناكرين، وجاحدين رد الجميل لهذا الشعب مع أنهم ينفقون الأموال الطائلة على أغراضهم الخاصة ببذخ، وقد تضر الأمن القومى فى بعض الأحيان. إن الاهتمام بعامة الشعب، وتخفيف أحوالهم المعيشية، ومعاناتهم مطلب أساسي، وملح، ولا يحتمل التأخير، وعجبًا من وزير الكهرباء، وتصريحه حول تحملهم أعباء زيادة رسوم الكهرباء، ويختار هذا التوقيت، وفرحة الشعب؟! وكذلك وزير النقل؟!
إن شعبنا العظيم لن يقبل لأى قوى أيا كانت أن تفرض قيودا على إرادته من الآن.وأصبحت قيادتنا الوطنية مطالبة بالمواظبة على دعوة عامة الشعب للاكتتاب فى المشاريع القومية الجديدة حتى لا تتركهم فريسة، وضحية لشركات توظيف الأموال أو المستريحين الجدد، وهذا أهم درس يجب أن نتعلمه من هذا المشروع العظيم خاصة أن المشاريع المرتبطة به لا تقل حجما عنه ومن المتوقع أن يتم إطلاق مشاريع لتنمية منطقة القناة، وسيناء بجوار الشبكة القومية للطرق، ومشروع المليون فدان، وإنشاء مدن جديدة، وتحديث، وتطوير الموانئ، والنقل البحري، وإنشاء مطارات دولية جديدة، ومراكز سياحية، ومجمعات للصناعات التعدينية، واستكمال مشروعات الطاقة الجديدة، والمتجددة لإنتاج الكهرباء، ومعالجة الصرف الصحي.
والحمد لله نجحت تجربة التشغيل الأولي، حيث مرت ثلاث سفن حاويات عملاقة من المجرى الجديد، وكان بمثابة عبور جديد بعد عبور قواتنا المسلحة فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وتحرير سيناء.
ويعزز هذا أن مشروع قناة السويس الجديدة قد قضى للأبد على التهديد الإسرائيلى لنا بإنشاء قناة جديدة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط من خلال قناة تربط ما بين ميناء إيلات، وحيفا، وأشدود، أو خط السكك الحديدية الذى كان يعتزمون إقامته. إن مشروع قناة السويس الجديدة، والمشاريع المرتبطة به التى ستعلن عنها غدا ستجعل مصر مركزا أساسيا للتجارة العالمية مما سيدر علينا دخلا كبيرا سيساهم فى خطة التنمية الشاملة، والمستقلة. حيث يقدر الخبراء الإيرادات القادمة لهذه المشاريع بـ١٠٠ مليار دولار سنويا على الأقل بدلا من ٥ مليارات دولار سنويا هى دخل القناة تقريبا، وهذا سينقل مصرنا الغالية إلى مصاف الدول المتقدمة، وسيسهم فى تنمية سيناء حتى لا تضيع منا أبدا، ويقضى على الإرهاب قضاءً مبرمًا.
نفذنا هذا المشروع، ونحن فى حاجة شديدة للاعتماد على مواردنا الذاتية، وعلى أنفسنا.
وإذا كنا نستغل هذا الإنجاز، والانتصار الكبير، إلا أنه لا يفوتنا أن نتقدم بالشكر، والعرفان لأشقائنا العرب سواء المملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية أو الكويت أو البحرين أو عمان على تقديمهم لنا المساعدات المالية، والاقتصادية للتصدى للإرهاب الذى فرض علينا..
إلا أن مساعدتهم لنا لا يمكن الاعتماد عليها أبد الدهر، خاصة أن الظروف والتغيرات الدولية لا تضمن استمرارها كما أننا فى مرمى المخططات الأمريكية، والصهيونية فلن يتركونا فى حالنا، ولن يغفروا لنا أننا بفضل ثورة الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو تصحيحا لمسارة ثوره ٢٥ يناير أوقفنا، وفضحنا مخططهم المشبوه فى تفتيت، وتقسيم البلاد العربية، وتدمير جيوشها كما حدث فى سوريا، والعراق، وليبيا، وتجديد اتفاقية سايكى بيكو المشئومة اعتمادا على أسلوب الفوضى العارمة، ونقول لهم بإذن الله، وبنجاح هذا المشروع سنقضى على هذا المخطط للأبد.