الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حتى لا نندم على التجربة الديمقراطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بناء الدولة لا يتم بعشوائية وإنما بتخطيط، وإدارة، وإخلاص ومحبة لهذا الوطن.. والتجربة الديمقراطية في مصر على محك خطير ما لم تتدخل الدولة والقيادة لتجنيب مصر سقطات جديدة.
لقد كانت خطيئة الرئيس السادات رحمه الله أنه استعان بالتيار الدينى لمواجهة خصومه من اليسار والقوى الليبرالية حتى وصل الأمر في النهاية إلى انقلاب السحر على الساحر حين أصابت رصاصات الغدر رأس النظام في واقعة مأساوية. 
أما الرئيس مبارك فقد سعى إلى مواجهة التيار الدينى بالتيار الدينى عندما استعان بالإخوان ضد الجماعات التكفيرية ثُم استعان بالسلفيين ضد الإخوان، وهو ما ساهم في تذبذب الحالة السياسية وأضعف الأحزاب الشرعية القائمة وأحدث حالة من الرخاوة لدى نظام الحكم. 
في التجربة الجديدة لا أستريح كثيرا لبقاء حزب دينى متأصل لا يختلف كثيرا عن جماعة الإخوان على الساحة السياسية وهو حزب النور. كلما ترقبت انتخابات البرلمان أتحسس قلبى متخوفا من تغول الحزب المتأسلم واستئثاره بالأغلبية التي تُقيد سُلطات الدولة، وهو ما يعنى إعادة تجربة الإخوان بكل مساوئها. 
لاشك لدينا أن التيار المُتأسلم لديه التنظيم والمال والقدرة على السيطرة على حاضنة التشريع الأولى. ولاشك أيضا أن الأحزاب القائمة ليس لديها التواجد الحقيقى في الشارع والتلاحم الشعبى الذي يُمكنها من تحقيق غلبة على التيار المُتاجر بالدين. من هُنا يجب أن يعى ولاة الأمور أن تدخل الدولة في إعلان هويتها المدنية يستلزم تشكيل جبهة من كل القوى المدنية لخوض الانتخابات القادمة، ليس على مستوى القوائم وحدها وإنما على مستوى الفردى أيضا.
إن الناخب الذي انتخب الرئيس السيسى ينتظر منه الكثير، لكنه يعلم تماما أن إنجاز ما ينتظره مرهون بالحكومة القادمة والتي تُمثل الأغلبية في البرلمان، وهو ما يعنى أن تلك الحكومة يجب أن تكون على وفاق مع رأس الدولة حتى يتم تحقيق إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وخطوات سريعة في طريق التنمية. 
إننى أتصور أنه ليس عيبا أن يرعى رئيس الوزراء اجتماعات للتوافق بين أحزاب وقوى التيار المدنى بكافة فصائله لترسيم برلمان مُساند للدولة المدنية قطعا للطريق على تُجار الدين. 
لكن أن تصمت الدولة على ما يجرى، ألا تُشارك في تخطيط بناء النظام، أن تتنحى عن المشهد بدعوى الحياد، أن تغسل يديها من ضبط الحياة السياسية، أن تُغمض العين عن التسلل الدينى إلى البرلمان القادم. 
أن تغفل وتُصهين وقف مكتوفة الأيدى، فكل ذلك لعب بالنار يضع التجربة الجديدة أمام مُنزلق خطير. 
اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد.