الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب بريطاني: قصْف الأكراد يجرد "الأتراك" من ثقة "الحلفاء الغربيين"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال محرر الدفاع بـ"التلغراف"، كون كوغلين، إن خيوط الصراع السوري لم تكن بحاجة إلى مزيد من التشابك والتعقيد حتى تفتح تركيا جبهة جديدة ضد الأكراد الذي يمثلون حلفاء حيويين للغرب في هذا الصراع.
وأشار كوغلين - في مقال نشرته الصحيفة - إلى وجود نظام بشار الأسد مستميت في التشبث بالسلطة بعون حلفائه في طهران وذراعها في جنوب لبنان المتمثلة في جماعة "حزب الله"، على جانب، وعلى الجانب الآخر ثمة خليط من نحو 200 .1 جماعة سورية معارضة تحاول الزحف إلى دمشق، وفي مقدمتها "داعش" بين عدد آخر من جماعات أقل تطرفا.
وفي ظل هذه الفوضى، نهض الأكراد بين عدد قليل من الجماعات المقاتلة التي أثبتت بطولتها كحلفاء للغرب، وقد تجلت بسالتهم القتالية في استعادة السيطرة على مدينة كوباني من أيدي الدواعش.
وعليه، فإن قصف المقاتلات التركية لمواقع الأكراد في سوريا جنبا إلى جنب مع مواقع داعش، لا يمكن أن يصب في صالح جهود الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا ضد التنظيم.
وفي معرض دفاعهم يقول الأتراك إنهم إنما يهاجمون مواقع يتحصن بها حزب العمال الكردستاني صاحب التاريخ الطويل من الأعمال الإرهابية ضد الشعب التركي، والذي بموجبه تمّ وصْمه بأنه منظمة إرهابية على لسان عدد من الدول والمنظمات منها أمريكا وحلف الناتو.
وعاد كوغلين بالأذهان إلى ما قبل أربع سنوات، قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، عندما كان حزب العمال الكردستاني ينعم بدعم من نظام الأسد على نحو ترك سوريا وتركيا على حافة العداوة.
وكانت هذه الضغينة باعثا على أن يأخذ إردوغان جانب المعارضة في وجه نظام الأسد، في تحالف أثار الشكوك حول تواطؤ أنقرة مع مقاتلي داعش في العراق.
وقد وقف تردد العلاقة بين الأتراك وداعش، إضافة إلى إصرار الأتراك على أن يُركز الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا جهوده على الإطاحة بالأسد - وقف حجر عثرة في طريق التعاون الوثيق بين أنقرة وأمريكا في تلك الحرب.
ويقول كوغلين: "الآن يدفع الأتراك ثمنا باهظا على ازدواج معاييرهم، وبعد هجوم مدينة السروج الحدودية الذي راح ضحيته 32 قتيلا ونحو 100 جريح، استشعرت حكومة إردوغان خطورة داعش على تركيا على النحو الذي تشعر به حكومات بقية دول المنطقة من التنظيم على دولها".
ويستدرك الكاتب قائلا "ولكن إذا كان تفجير مدينة السروج وغيره من الهجمات الحدودية ضد الجيش التركي، كانت الدافع وراء تغيير إردوغان موقفه من داعش وسماحه باستخدام الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا لقاعدة "إنجرليك" الجوية، فإن وسواس الأتراك تجاه الأكراد يعني أنهم لا يزالون بعيدين جدا عن أن يكونوا حلفاء محل ثقة".
وقد تعمق تصميم أردوغان على مواجهة الأكراد بعد العرض القوي الذي ظهر به حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد في الانتخابات البرلمانية الشهر المنصرم، والتي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات.
ويبدو أردوغان عازما على استعادة الأرض من تحت أقدام الأكراد، عبر محاولة تصوير الأكراد - سواء أكانوا أتراك أم سوريين أم عراقيين - بأنهم متعاطفون مع الأجندة الإرهابية لحزب العمال الكردستاني.
ويرى كوغلين إمكانية في أن تسفر تكتيكات أردوغان عن استعادة أغلبيته البرلمانية، لكن ذلك لن يصب في صالح جهود الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا في الحرب على داعش.
واختتم قائلًا: "ما يحتاج أردوغان فهمه هو أنه حتى لو تبرأ الأتراك من داعش، فإنهم لا يستطيعون أن يظلوا محسوبين ضمن الحلفاء محل الثقة بينما يقصفون الأكراد".