تؤكد من جديد دراما تليفزيون ٢٠١٥، أن فن الأداء التمثيلى هو من أكثر الفنون نضجًا وتقدمًا في مصر، هكذا كان عبر عقود وكذلك لا يزال، وفى مختلف الوسائط من العرض المسرحى إلى الفيلم السينمائى ومن تمثيلية الراديو إلى تمثيلية التليفزيون.
وتؤكد الأجيال الجديدة من الممثلين، والمواهب الصاعدة باستمرار، هذه الحقيقة، إلى جانب كل المواهب الراسخة في فن التمثيل لدينا.. ويكفى لنعتز بهذه الحقيقة ولنعتد بهؤلاء وأولئك، أن ننظر إلى مجمل فريق عمل المسلسلات الثلاثة على سبيل المثال: «العهد»، و«بين السرايات»، و«تحت السيطرة».. وإلى العديد من ممثلى معظم المسلسلات الأخرى.
نرى في «العهد» مثلًا، نضج أداء وتفوق وتناغم الإحساس الداخلى والنفاذ إلى جوهر هذا العمل الإبداعى الدقيق الصعب (إنه عمل عن مسار البشرية فما أعظم الموضوع وأيضًا ما أرهف المعالجة وأبرع التنفيذ).. نرى ذلك بين الأبطال جميعًا وما أكثرهم، فهو مسلسل بطولة جماعية بامتياز.. (الممثلات: شيرين رضا في أحسن أدوارها، كندة علوش، صبا مبارك، غادة عادل، سلوى خطاب، صفوة، أروى جودة، آيتن عامر.. والممثلون: صبرى فواز في أحسن أدواره وعندنا هو أحسن ممثل في دراما رمضان، وآسر ياسين، خالد كمال، ياسر المصري، والموهوبون القادمون باقتدار وتميز وليد فواز، وأحمد مجدى).
ونرى في «بين السرايات» مثلًا أحسن أدوار سيمون، وسامى العدل رحمه الله، وسيد رجب، وأحسن حالات باسم سمرة، روجينا، صبرى فواز، محمد محمود، سلوى عثمان، نجلاء بدر، آيتن عامر، نسرين أمين، خالد طلعت، والشاب الذي يتقدم بثقة عمرو عابد، والموهوبين الجديدين تارا عماد، ومحمد الشرنوبي، اللذين كان حضورهما وخطهما الدرامى يشع ضوءًا وأملًا في خضم أحداث المسلسل الواقعية ثقيلة الوطأة أحيانًا في الحى الشعبي، وفى ظل استعراض جوانب من مأساة التعليم خاصة الجامعى في مصر، وتتأكد موهبة الشرنوبى بوضوح بدور نقيض في «العهد».
ونرى في «تحت السيطرة» مثلًا نيللى كريم، التي تزداد تألقًا ورسوخًا وقيمة حينًا بعد آخر، وأحسن حالات أحمد وفيق وهانى عادل، وميلاد موهبة كبيرة شدت أنظار الجميع بقوة من أول لحظة إلى آخر لقطة، هي جميلة عوض، وبقدر ما أدهشت الجميع برقى ودقة أدائها أدهشت بأنها تؤدى أمام الكاميرا للمرة الأولى، وهى ابنة الممثلة اللبنانية المتميزة راندا والمخرج المصرى المقتدر عادل عوض، وحفيدة الممثل والنجم الكوميدى الكبير محمد عوض، والطريف أننا نلاحظ أنها جمعت في نبرتها ونطقها بين أجمل ما في اللهجة المصرية واللهجة اللبنانية.
من الراسخين أيضًا، في «حارة اليهود»: منة شلبى وأحمد كمال، وجميل راتب وريهام عبدالغفور وسامى مغاورى وماهر سليم وصفاء الطوخي، وفى «مريم»: خالد النبوي، وفى «أستاذ ورئيس قسم»: أحمد بدير وأحمد راتب وأحمد حلاوة، أضف طارق لطفى في أول بطولة بمسلسل «بعد البداية» وقد نجح ولمع فيه بوضوح، وداليا البحيرى في أول عمل كوميدى لها «يوميات زوجة مفروسة أوي» وقد نجحت ولمعت بوضوح أيضًا رغم التسرع أو الاستسهال في المسلسل، وهو نفس ما اتسمت به المسلسلات الكوميدية الأخرى، على الرغم من وجود موهوبة كبيرة في أحدها هي دنيا سمير غانم في «لهفة»، وموهوب كبير هو أحمد مكى في «الكبير قوى الجزء الخامس».
أما القادمون، فهم كثيرون بدورهم.. وإلى جانب من ذكرنا منهم في «العهد» و«بين السرايات» و«تحت السيطرة»، فهناك من الشباب المتمتعين بحضور ويستحقون باستمرار أدوارًا مميزة لإبراز قدراتهم التي لم يكتشف أهمها بعد، الممثلات سهر الصايغ (رأيناها في حالة عشق، يا أنا يانتي)، مى عمر (حالة عشق)، أميرة هانى (مولد وصاحبه غايب)، ندا موسى (الكابوس)، نهى عابدين (المسلسل نفسه)، شيرين الطحان (مريم)، وغيرهن إلى جانب الممثلين القادمين المميزين: كريم قاسم (الكابوس)، أحمد حاتم (حارة اليهود)، رمزى لينر (مريم)، محمد ممدوح (ظرف أسود)، فضلًا عن المميز منذ بداية ظهوره بيومى فؤاد (الكبير قوي)، ومن مسلسل «الصعلوك» إسلام عبدالشفيع (صديق البطل «وزة»)، ومن مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» محمد عادل (المجند الشهيد)، محمد عبد الرحمن (شحاتة السواق)، أحمد فتحى (أخفى بطل المسلسل في شقته)، إلى الطفلين (هالة ملك عصام، وأحمد بركات).
وفيما يخص «أهل المغنى» عندما يمثلون، فقد أكدت كل من نيكول سابا (ألف ليلة وليلة)، ومى سليم (حوارى بوخاريست) حضورهما وقدرات التمثيل الحقيقية لديهما، وقدمت هيفاء وهبى أنضج أدوارها حتى الآن في (مريم) مؤكدة المثابرة والجدية لشق الطريق وصقل الموهبة باستمرار في التمثيل، وبدا واضحًا حضور شيرين في (طريقي) واستعدادها للتطور واكتساب المزيد من المهارات إذا استمرت وثابرت، ونفس القول ينطبق على أمينة في (مولد وصاحبه غايب) على قصر الدور.
لقد وفق ممثلون أو لفتوا الأنظار حتى في أعمال أخفقت فيها عناصر فنية عدة غير التمثيل!