تمويل الجماعات الجهادية من المسائل الغامضة، التى لا تخلو من عناصر استخباراتية، ودول متورطة فى دعم الإرهاب، ومن ثم توجد صعوبة فى تتبع مصادر التمويل، لكن يبدو أن تنظيم ما يسمى «ولاية سيناء، التابع لداعش يواجه أزمة مالية طاحنة.
فقد أطلق أعضاء التنظيم الإرهابى حملة لجمع تبرعات من أنصاره ومن كل من يعادى النظام فى مصر، والمؤكد أن هذه الأزمة جاءت نتيجة الهزيمة التى لحقت بهم على يد قوات الجيش المصرى العظيم، الذى دمر معظم معداته وأسلحته، وجفف كثيرًا من منابع تمويله.
وأسس مناصرو الجماعات الإرهابية حسابًا على «تويتر»، تحت اسم «مؤسسة الطور»، لجمع تبرعات لصالح إرهابيي ولاية سيناء، وأعلن «أبو العيناء الخراساني» مدير شبكة شموخ الإرهابية التابعة للقاعدة، أنه يزكى مؤسسة الطور، بعد أن تخوف بعض الموالين للتنظيم الإرهابى من أن يكون فى الأمر فخ لاصطيادهم، لكن الخراساني أكد أن المؤسسة تابعة فعلًا للتنظيم، الذى يسعى للتوسع فى عملياته الإرهابية، لكن يفتقد أموالًا كافية.
وذكرت «مؤسسة طور» أن «هناك عدة عمليات تحتاج إلى أموال ضخمة، لتجهيز أكثر من ٢٠ طن متفجرات، موزّعة على ثلاث عمليات ضدّ قوات الجيش والشرطة ومقرّات عسكرية وأمنية ومن الضرورى توافر مصادر تمويل قوية تسمح بالإنفاق -بشكل كبير- على هذه العمليات».
ونشرت المؤسسة الإرهابية عدة إيميلات على تويتر للتفاوض فى أمر التبرعات المالية، كما دشنت حسابًا على «تيليجرام»، وهو برنامج شهير ومعروف عنه تشفير الرسائل ومسحها ذاتيًا بعد دقيقة واحدة.
ومن خلال اسم وهمي حاولت «البوابة» التواصل مع مسئولي المؤسسة، الذين نفوا أنهم يجمعون التبرعات عبر حسابات، بحجة أن «كل أجهزة استخبارات العالم ستراقب هذا الحساب، ويمكن معرفة تفاصيل سرية عن التنظيم، أو محاولة معرفة صاحب الحساب وفى أى مكان يعمل».
وقال القائمون على المؤسسة إن التبرعات تتم عن طريق شراء بطاقات اسمها «كاش يو»، وإرسال أرقامها لهم، وهى تباع فى أماكن عديدة فى مصر، وأسعارها متفاوتة تبدأ بـ١٠ إلى ٣٠٠ دولار.
و«كاش يو» هى شركة أمريكية تأسست فى عام ٢٠٠٢ من قبل موقع «مكتوب»، ياهو حاليًا، وهى وسيلة دفع آمنة صممت لتناسب المتسوقين عبر الإنترنت فى شتى أنحاء الوطن العربى والبلاد المجاورة، بتوفير خدمات الدفع بأمان وسهولة وتوفر إمكانية الشراء عبر الإنترنت دون التمييز فى الدخل أو الجنسية أو العلاقات البنكية.
ورجح بعض الإرهابيين فى تعليقهم على الموضوع ، أن يكون حساب مؤسسة الطور لزيادة فعالية انتقال الأموال إلى التنظيم خلال الفترة المقبلة، بما يشكل فائضًا أكبر لإمكانية تنفيذ عمليات أكثر قوة، وقالوا إن الأموال الثابتة تكون من مصادر معلومة ومحددة، أما مؤسسة الطور، فهى تعتمد على تبرعات ليست ثابتة.
واستعانت مؤسسة طور ببعض الآيات القرآنية لحث الموالين على التبرع، وطالبتهم بدفع الأموال للانتقام من الجيش والنظام فى مصر.
ووفق مصادر خاصة، فإن أحد الداعمين لولاية سيناء، هو شادى المنيعى تاجر سلاح ومواد بترولية، ويمتلك أسطولًا من السيارات، وله عدد كبير من الأراضى الزراعية بمناطق المهدية وشرقها فى رفح.