الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإسـلاموفوبيا (4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جمع مركز «جالوب» بيانات عام ٢٠٠٨ من عينات ممثلة فى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بالتركيز على قضايا عديدة متصلة بالاندماج الاجتماعى والثقافى للمجتمعات الإسلامية فى هذه البلدان الثلاثة. وبينما يوافق غالبية المراهقين فى هذه الدول على أن مواطنى جماعات الأقلية يقومون بإثراء الحياة الثقافية لدولهم، فإن هؤلاء المبحوثين يُعربون عن خوفهم من بعض مجالات الثقافة الإسلامية.
ويوجد بالمملكة المتحدة فقط أقلية ضخمة (أكثر من ربع السكان) تقول إن المواطنين الذين لديهم ممارسات دينية مختلفة عنهم تهدد أسلوب حياة المستجيبين للمسح. والمسلمون فى فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أقل احتمالية من الجمهور العام فى هذه البلدان من حيث القلق إن أولئك الذين لديهم ممارسات دينية مختلفة تهدد أسلوبهم فى الحياة.
ويقول ما يتراوح بين ١٦٪ و٢١٪ من الفرنسيين والألمان والبريطانيين بأنهم لا يرغبون أن يكون جيرانهم من المسلمين، وهى نسب شبيهة من إجمالى عدد السكان الذين يقولون إنهم لا يرغبون فى أن يكون جيرانهم من الشواذ جنسيًا. وبصفة خاصة، فإن مواطنى هذه البلدان أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم لا يرغبون فى أن يكون المسلمون جيرانًا لهم أكثر من أن يقولوا الشيء نفسه بالنسبة لليهود والمسيحيين والسود والأسيويين. ويوجد ثمة استثناء فى المملكة المتحدة، حيث يقول ٢٢٪ من السكان إنهم لا يرغبون فى أن يكون جيرانهم من المهاجرين أو العمال الأجانب.
وتعتبر نسب ذات دلالة من المواطنين فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن الممارسات والعلاقات الإسلامية المختلفة تمثل موضع تهديد. وعلى سبيل المثال، فإن ١٦٪ من الألمان و٣٠٪ من البريطانيين و٣٩٪ من الفرنسيين يقولون إن ارتداء النساء المسلمات للحجاب يمثل تهديدًا للثقافة الأوروبية. وتربط نسبٌ شبيهة المسلمين بالإرهاب، فـ٢٣٪ من الألمان و٢٥٪ من الفرنسيين و٣٤٪ من البريطانيين يقولون إن المسلمين متعاطفون مع تنظيم القاعدة.
وعلى أى حال، إن الغالبية العظمى من الفرنسيين (٩٠٪) والبريطانيين (٩٠٪) والألمان (٩٥٪) يقولون إنهم لم يمروا بتجربة تمييز عنصرى أو دينى فى العام السابق. ومن بين المسلمين فى كلٍ من هذه البلدان الثلاثة، فإن أولئك الذين يعيشون فى فرنسا وألمانيا أكثر من يقولون إنهم مروا بتجربة تمييز فى العام السابق مقارنةً بالمجتمع الكلى للمسح.
إن نسبًا من مجتمع للدراسة فى هذه البلدان الثلاثة (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) مترددون فى أن يقبلوا بأن يكون جيرانهم من المسلمين. ويوضح هذا التردد فى قرارات الناس إذا ما كانوا يقبلون أن يعيشوا فى مجتمعات تتناقض مع ديانتهم وطبيعتهم. وعلى أى حال، فإن الأفراد الذين يعيشون فى مجتمعات مختلطة Mixed Communities قد يكونون أكثر انفتاحًا على أولئك المختلفين عنهم، وأقل احتمالية لأن يكونوا عُرضة للإسلاموفوبيا.
ويُعد مجتمع الدراسة فى فرنسا (٤٩٪) وألمانيا (٥١٪) وبريطانيا (٤٨٪) أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم يعيشون فى الجوار مع أُناسٍ يشاركونهم الخلفيات الإثنية والدينية. وعلى الرغم من ذلك، فإن نسبًا ذات دلالة من كل مجتمع تقول إن جيرتهم تتكون من خليط من الناس، بما فى ذلك أولئك الذين يشاركونهم خلفياتهم الإثنية والدينية، والآخرين الذين لا يشاركونهم هذه الخلفيات. وبالتحديد فإن ٤٠٪ من الفرنسيين و٣٨٪ من الألمان و٤٣٪ من البريطانيين المستجيبين للمسح يقولون إنهم يعيشون فى جيرة تتسم بالتنوع والتعدد. والمسلمون فى فرنسا (٧٤٪) وألمانيا (٥٣٪) والمملكة المتحدة (٥٤٪) أكثر احتمالية لأن يقولوا إنهم يعيشون فى جيرة تتسم بالتنوع أكثر من الجيرة التى تتسم بالتجانس.
وعلى الرغم من ذلك، فقد وجد مركز «جالوب» فى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة أفرادًا أكثر تسامحًا واندماجًا لدرجة أنهم يقولون إنهم يعيشون بين أُناسٍ من خلفيات دينية وإثنية شبيهة إلى حدٍ كبير. ويقول الأشخاص المندمجون (٧٠٪) والمتسامحون (٦٥٪) أكثر من الانعزاليين (٤٩٪) إنهم يعيشون فى جيرة أكثر تنوعًا.
وهكذا فإنه فى المجتمعات الغربية الرئيسية، توجد مدركات حقيقية سلبية؛ عداءات وأوجه تمييز موجهة ضد المسلمين، والنظر للمسلمين على أنهم لا يدينون بالولاء للبلاد الغربية التى يحملون جنسيتها، والجهر بالعداء ضد المسلمين، وتجنب المسلمين كجيران، كلها أعراضٌ للإسلاموفوبيا فى الغرب. إن هذه المشاعر لا تشخص الحالة فى الدول الغربية بصفة عامة، إلا أنها توصف المشاعر التى يتشاركها عينات مجتمع الدراسات والمسوح فى هذه الدول، على الرغم من أنها توجد بأعداد كافية وجوهرية تسترعى الانتباه والاهتمام.
إن الوجود الطاغى للإسلاموفوبيا فى المجتمعات الغربية يجعله أمرًا جديرًا بالدراسة والتحليل.