الثنائيات السياسية والرياضية والفنية والغنائية فى مصر دائمًا تحدد أشكال الصراعات المختلفة، ولكنها تتم على أرضية وطنية مصرية خاصة بعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، وظهرت ثنائيات عديدة مثل ثنائية الحزب الوطنى والإخوان، وهو الصراع الثنائى الذى ظل مستمرًا بينهما حتى قيام أحداث ٢٥يناير ٢٠١١ والإطاحة بالحزب الوطنى، وصدور حكم قضائى بحله وانفردت جماعة الإخوان بالساحة السياسية.
وعقب ٢٥ يناير وظهور العديد من الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية مثل النور والبناء والتنمية والأصالة والحرية والعدالة وغيرها من الأحزاب ظهرت ثنائية وصراع الإسلاميين والليبراليين بين الأحزاب السياسية المدنية والأحزاب الإسلامية وطفت على السطح لأول مرة تعبيرات الدولة المدنية والدولة الإسلامية والحكم المدنى والحكم الإسلامى.
واستمرت حالة الصراع الثنائى لنحو ٣ سنوات حتى نجحت ثورة ٣٠ يونيو فى الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية وإسقاط حكم المرشد للأبد إلا أنها لم تسقط ثنائية الإسلاميين والليبراليين والدولة المدنية والدولة الإسلامية لأن حزب النور السلفى وغيره من الأحزاب ذات المرجعية الدينية مازالت باقية فى المشهد السياسى وتسعى لإقامة الحكم الإسلامى أيا كان نوعه أو شكله.
أما الثنائية التى أفرزتها حالتا الصراع الدموى والإرهابى اللتان اختارته جماعة الإخوان الإرهابية فهى ثنائية جديدة لم تشهدها الحالة المصرية من قبل وهى ثنائية «إخوان وأهالى» وهى ثنائية تعبر عن حقيقة الصراع بين جماعة الإخوان الإرهابية كجماعة شاردة ليست مصرية على الإطلاق وليست جماعة وطنية، ولكنها جماعة خائنة للوطن ومتحالفة مع أعدائه من أجل السعى لإسقاطه وانهياره وتدميره.
فتعبير ومصطلح «إخوان وأهالى» الذى تطلقة كل أجهزة الإعلام المصرية على ما تشهده أحيانًا بعض شوارع وميادين وحوارى مصر فى الريف والحضر وفى الدلتا والصعيد، هو تعبير حقيقى عن حالة الصراع على أرض مصر حاليًا بين الإخوان من ناحية والأهالى من ناحية أخرى لأن الأهالى هم أهل البلد المنتمين إلى ترابها والمدافعين عن هويتها بعكس الإخوان فهم ليسوا من الأهالى.
فثنائية «إخوان وأهالى» تكشف عن صراع مجتمعى وصراع هوية وتاريخ وليس صراعًا سياسيًا أو صراعًا دينيًا أو مذهبيًا أو طائفيًا بل إن الإخوان أصبحوا الآن فى خانة أعداء الوطن ولايمكن اعتبارهم من الأهالى حتى لو كانوا يحملون بطاقات هوية وجنسية مصرية وتجريدهم من وصف «الأهالى» هو أقل عتاب شعبى ومصرى لهم على إرهابهم وجرائمهم.
فثنائية «إخوان وأهالى» التى نسمع عنها عند تصدى أهالى الطالبية بالهرم للإخوان، وتصدى أهالى عين شمس لهم، وأهالى أطفيح وأهالى العدوة وأهالى إطسا وحلوان وغيرها من المناطق المصرية المتعددة تؤكد أن أهالى تلك المناطق كلها أصبحوا يرفضون التعايش مع عناصر الإخوان، وأن أرض الوطن المصرى أصبحت لاتحتمل وجود الإخوان مع الأهالى.
وإذا كانت أرض الوطن ملكًا لأهله وشعبه فإن الأهالى لايمكن أن يطلب منهم مغادرة أرض الوطن أو الهجرة منه بل على الطرف الآخر المرفوض شعبيًا أن يغادر أرض الوطن وهم «الإخوان» لأن الصراع بينهم وبين الأهالى سوف يستمر والأهالى هم الأغلبية والأكثرية والإخوان هم الأقلية، وكما قيل للمحتل الإنجليزى أن يحمل عصاه ويرحل، على الإخوان أن يرحلوا أيضا.
فثنائية «إخوان وأهالى» التى أصبحت علامة مسجلة فى جميع التظاهرات الإخوانية التى تخرج من بعض شوارع مصر هى أيضا دعوة صريحة لعناصر الإخوان، أما للتوقف والكف عن تلك المظاهرات الارهابية أو الرحيل عن أرض الوطن وترك الأهالى يعيشون فى أمن وسلام بلا إخوان لأن الأرض تنحاز هى الأخرى إلى الأهالى فى ذلك الصراع.
فالبقاء على أرض سيكون للأوفى لمصر والمحب والعاشق لأرضها ونيلها والمدافع عن هويتها المصرية والعربية والإسلامية، فالأهالى هم أصحاب الحق والإخوان أصحاب الباطل، والأهالى هم أهل الخير والإخوان هم أهل العدوان والشر والأهالى هم أصحاب القيم المصرية والإخوان هم دعاة الرذيلة والفتن وأرض مصر هى أرض الأهالى الطيبين وليست أرض الإخوان الشياطين.