ونواصل ولم نزل مع كتاب «تطبيق مفاهيم الجودة الشاملة على منظومة الدعوة الإسلامية» ونحاول مع المؤلف التوصل إلى تعريف لتجديد الدعوة فيقول «إن مجمل مشروع دعوة الداعية هو تجديد للدين وبعثه فى نفوس الفرد والمجتمع، ويقتطع المؤلف من معاجم اللغة «تجدد الشيء يعنى صار جديدا، ويقال ثوب جديد أى كأن ناسجه قطعه الآن.
ويقال جدد الوضوء أو جدد العهد بمعنى إعادة الوضوء وتكرار العهد وتجديده (ص١٧). ثم يعود بنا المؤلف ليقول «الدعوة مصطلح عام: أى يعنى تبليغ دعوة التوحيد وأصل الدين الذى هو مسمى الإسلام وإيصاله لمن لم يبلغه أصلا، ثم استخدم فى الدلالة على التجديد الدينى لما انحرف من مفاهيم عن الدين.
وبذلك تكون الدعوة فى حق غير المسلمين بلاغ الإسلام على النحو الذى يفهمونه، أما الدعوة الموجهة للمسلمين فهى عمل تجديدى إحيائي» (ص١٩).
لكننا نستأذن القارئ والمؤلف معا لننحنى نحو موضوع مهم، وهو الخلط الإخوانى المتعمد فى مفهوم كلمة «الدعوة» فهم لا يهتمون لا بالمعنى اللغوى، ولا بالمعنى الشرعى ولا بالهدف التجديدى، لكنهم يخلطون عن عمد بين «الدعوة» للإسلام الحق وبين «الدعوة» باعتبارها معنى حركيا يمثل جماعة الإخوان. تماما كما يخلطون فى استخدام كلمة «الجماعة» بين جماعة المسلمين أى كل الأمة الإسلامية وبين كلمة «الجماعة» كتنظيم إخواني. وبهذه المفاهيم الإخوانية الملتبسة تتحول «الدعوة» فى يد الجماعة إلى أسلوب عمل ونشر أفكار «الجماعة» التى هى تنظيم الإخوان.. وبعد هذه المداخلة نعود إلى المؤلف الذى يؤكد «أن الدعوة الموجهة للمسلمين تمثل منظومة منهجية متكاملة، ينتج عنها سلوك إنسانى لداعية يحمل مشروعا تجديديا، أو منظومة نهضوية من أجل إحياء معانى الإسلام التى رقت فى نفوسهم فخلت منها حياتهم. وهو مسار أقرب إلى المسار الاجتهادى فى دقته لدى الفقهاء يستخدم فيه الداعية تراكماته العلمية والشرعية ليتم إنزالها على واقع ما، بعد تحقيق مناط أحكامه المناسبة لمتغيرات الواقع» (ص٢١) ثم يصيح فينا المؤلف قائلا «إن التأريخ الحقيقى لدعوة المسلمين يجب أن يبدأ فى الحقيقة من مسيرة التجديد لأمتنا، وليس بأول ما كتب من كتب المواعظ، وذلك حتى نعيد للدعوة جلالها وقدرها» ثم يقول وبوضوح تام «إن الدعوة المأمولة اليوم من الدعاة يجب أن تكون دعوة تجديدية فى المساجد والزوايا يصوغها علماء ربانيون تدرس الواقع بعناية لتقدم خطابا حضاريا للناس يتناول شئون حياتهم بدقة، وليس خطابا باليا لا يخرج عن كونه مجموعة من المواعظ التى تقال خلف الصلوات» (ص٢٢).. ونتأمل النص «خطاب حضارى للناس» وهنا نمايز بين ما أوصانا به الأستاذ الإمام محمد عبده إذ حذرنا من أن هناك إسلامين، إسلاما صحيحا وإسلاما زائفا. فنختار «الخطاب الحضاري» ونرفض الخطاب الزائف الذى تزعم فيه جماعة الإخوان الإرهابية أنها هى ذاتها، وحركيتها وأساليبها «الدعوة» الإسلامية أو تزعم داعش والقاعدة وغيرهما من المتأسلمين أن ما تدعو إليه من إرهاب وقطع رقاب لمسلمين لمجرد أنهم يرفضون بيعة الظواهرى أو البغدادى كخليفة للمسلمين.
ولكن من يقوم بالدعوة؟ يقول المؤلف «كل مسلم ومسلمة بالغ وعاقل من الأمة الإسلامية مكلف بهذا الواجب» ثم يعود ليضيف «هو الشخص الذى يخضع لتكوين فكرى وشرعى ومهارى محدد داخل مؤسسات التكوين الدعوى والفكرى بشكل أساسى ودوري». ثم يقول «والإطار العام لموضوع الدعوة هو مشروع إحياء وتجديد وتطوير وتنمية الإنسان المسلم من خلال علاقة إنسانية» وباختصار «فإن موضوع الدعوة هو الإنسان من حيث هو كائن عاقل متحرك بالإرادة، وهدفها هو تطويره وتنمية ذاته طبقا للمعايير الشرعية» (ص٥٨).. ومرة أخرى نتوقف لنتلمس ما هو صحيح وما هو زائف «فالمدعو يخاطب بالدعوة بصفته كائنا عاقلا أى يستخدم عقله فى القبول أو الرفض ومتحرك بالإرادة أى له حرية القبول أو الرفض».
ومن هنا فإن الدعوة الإسلامية بعيدة كل البعد عما تقوم به داعش والقاعدة وبوكوحرام وشباب الصومال، حيث لا سماح باستخدم العقل ولا قبول بحرية الإرادة فإما قبول بكل ما يقولون وأما «قطع الرقبة بالسيف» كذلك فإن هذه الدعوة الإسلامية بعيدة كل البعد عن التدليس الإخوانى الذى يسمى فعلهم الحركى الذى رأيناه منذ نشأة المنظمة فى ١٩٢٨ وعلى امتداد تاريخها ونراه منها الآن من أعمال إرهابية وقتل وتفجير وتدمير بأنه «الدعوة».. بل هو دعوة لإسلام فاسد مرفوض من الإسلام الصحيح ومرفوض من المسلمين.
ويقال جدد الوضوء أو جدد العهد بمعنى إعادة الوضوء وتكرار العهد وتجديده (ص١٧). ثم يعود بنا المؤلف ليقول «الدعوة مصطلح عام: أى يعنى تبليغ دعوة التوحيد وأصل الدين الذى هو مسمى الإسلام وإيصاله لمن لم يبلغه أصلا، ثم استخدم فى الدلالة على التجديد الدينى لما انحرف من مفاهيم عن الدين.
وبذلك تكون الدعوة فى حق غير المسلمين بلاغ الإسلام على النحو الذى يفهمونه، أما الدعوة الموجهة للمسلمين فهى عمل تجديدى إحيائي» (ص١٩).
لكننا نستأذن القارئ والمؤلف معا لننحنى نحو موضوع مهم، وهو الخلط الإخوانى المتعمد فى مفهوم كلمة «الدعوة» فهم لا يهتمون لا بالمعنى اللغوى، ولا بالمعنى الشرعى ولا بالهدف التجديدى، لكنهم يخلطون عن عمد بين «الدعوة» للإسلام الحق وبين «الدعوة» باعتبارها معنى حركيا يمثل جماعة الإخوان. تماما كما يخلطون فى استخدام كلمة «الجماعة» بين جماعة المسلمين أى كل الأمة الإسلامية وبين كلمة «الجماعة» كتنظيم إخواني. وبهذه المفاهيم الإخوانية الملتبسة تتحول «الدعوة» فى يد الجماعة إلى أسلوب عمل ونشر أفكار «الجماعة» التى هى تنظيم الإخوان.. وبعد هذه المداخلة نعود إلى المؤلف الذى يؤكد «أن الدعوة الموجهة للمسلمين تمثل منظومة منهجية متكاملة، ينتج عنها سلوك إنسانى لداعية يحمل مشروعا تجديديا، أو منظومة نهضوية من أجل إحياء معانى الإسلام التى رقت فى نفوسهم فخلت منها حياتهم. وهو مسار أقرب إلى المسار الاجتهادى فى دقته لدى الفقهاء يستخدم فيه الداعية تراكماته العلمية والشرعية ليتم إنزالها على واقع ما، بعد تحقيق مناط أحكامه المناسبة لمتغيرات الواقع» (ص٢١) ثم يصيح فينا المؤلف قائلا «إن التأريخ الحقيقى لدعوة المسلمين يجب أن يبدأ فى الحقيقة من مسيرة التجديد لأمتنا، وليس بأول ما كتب من كتب المواعظ، وذلك حتى نعيد للدعوة جلالها وقدرها» ثم يقول وبوضوح تام «إن الدعوة المأمولة اليوم من الدعاة يجب أن تكون دعوة تجديدية فى المساجد والزوايا يصوغها علماء ربانيون تدرس الواقع بعناية لتقدم خطابا حضاريا للناس يتناول شئون حياتهم بدقة، وليس خطابا باليا لا يخرج عن كونه مجموعة من المواعظ التى تقال خلف الصلوات» (ص٢٢).. ونتأمل النص «خطاب حضارى للناس» وهنا نمايز بين ما أوصانا به الأستاذ الإمام محمد عبده إذ حذرنا من أن هناك إسلامين، إسلاما صحيحا وإسلاما زائفا. فنختار «الخطاب الحضاري» ونرفض الخطاب الزائف الذى تزعم فيه جماعة الإخوان الإرهابية أنها هى ذاتها، وحركيتها وأساليبها «الدعوة» الإسلامية أو تزعم داعش والقاعدة وغيرهما من المتأسلمين أن ما تدعو إليه من إرهاب وقطع رقاب لمسلمين لمجرد أنهم يرفضون بيعة الظواهرى أو البغدادى كخليفة للمسلمين.
ولكن من يقوم بالدعوة؟ يقول المؤلف «كل مسلم ومسلمة بالغ وعاقل من الأمة الإسلامية مكلف بهذا الواجب» ثم يعود ليضيف «هو الشخص الذى يخضع لتكوين فكرى وشرعى ومهارى محدد داخل مؤسسات التكوين الدعوى والفكرى بشكل أساسى ودوري». ثم يقول «والإطار العام لموضوع الدعوة هو مشروع إحياء وتجديد وتطوير وتنمية الإنسان المسلم من خلال علاقة إنسانية» وباختصار «فإن موضوع الدعوة هو الإنسان من حيث هو كائن عاقل متحرك بالإرادة، وهدفها هو تطويره وتنمية ذاته طبقا للمعايير الشرعية» (ص٥٨).. ومرة أخرى نتوقف لنتلمس ما هو صحيح وما هو زائف «فالمدعو يخاطب بالدعوة بصفته كائنا عاقلا أى يستخدم عقله فى القبول أو الرفض ومتحرك بالإرادة أى له حرية القبول أو الرفض».
ومن هنا فإن الدعوة الإسلامية بعيدة كل البعد عما تقوم به داعش والقاعدة وبوكوحرام وشباب الصومال، حيث لا سماح باستخدم العقل ولا قبول بحرية الإرادة فإما قبول بكل ما يقولون وأما «قطع الرقبة بالسيف» كذلك فإن هذه الدعوة الإسلامية بعيدة كل البعد عن التدليس الإخوانى الذى يسمى فعلهم الحركى الذى رأيناه منذ نشأة المنظمة فى ١٩٢٨ وعلى امتداد تاريخها ونراه منها الآن من أعمال إرهابية وقتل وتفجير وتدمير بأنه «الدعوة».. بل هو دعوة لإسلام فاسد مرفوض من الإسلام الصحيح ومرفوض من المسلمين.