صحيفة (المصرى اليوم) بدأت منذ فترة قريبة عمل سلسلة أحاديث تحت عنوان (أنا ندمان) مع بعض الشخصيات المعروفة من النخبة أو التي تعمل بالسياسة وتكتب مقالات عن أحوال الوطن لترشدنا إلى المواقف التي يجب أن نتخذها وترشدنا إلى مع من نقف ومع من نبتعد عنه ولا نعطيه أصواتنا أو نقف بجواره.
وبالطبع كل شخص حر في المواقف التي يأخذها ويدعو لها.
والصحيفة تبدأ كل حديث مع هذا الشخص أو ذاك بعنوان (ندمت على كذا أو كيت) من الأمور بتأييد مواقف فلان أو علان. والآن يرجع عن هذا الموقف ويعترف أنه أخطأ وتبين له عكس ذلك. فهناك من ندم لأنه وثق في الإخوان، وهذا لأنه وثق في السلفيين ظنًا أنهم غير الإخوان. وهذه كانت تؤمن بدور البرادعى كزعيم مخلص، وأعطت صوتها للمناضل حمدين صباحى في الانتخابات الرئاسية، وهكذا باستثناء وكيل الأزهر الذي لم يرجع في تأييده لمرسي العياط ضد المصريين حتى هذه اللحظة ليقول إنه أخطأ وندم. فربما مازال ينتظر أن يصل لرئاسة مشيخة الأزهر.
المفترض الآن أن كل من ندم على رأى قاله أن يسكت. بل وعليه أن يعتذر للقراء لما بدر منه، والأفضل أن يسكت في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد. ولا يمثل علينا أنه من النخبة التي ينتظر الناس آراءها. بل يجب عليه هو وغيره من أمثاله أن يراجع تاريخ كل ما حدث لنا في العقود السابقة حتى وصلنا إلى هذه الحالة.
ويندم على كل ما اعتنقه وصدع به رءوسنا. فتاريخنا لم يكتب بعد على نحو صحيح والتبرؤ منه لن يفيدهم. فأمثال هؤلاء ستلاحقهم اللعنة. وعليهم الآن أن يتقاعدوا كما يتقاعد الجنرالات المهزومون سواء كانوا ناصريين ويساريين وقوميين وصدامين وقذافين وعلى رأسهم محمد حسنين هيكل كبير النخبة الزائفة والمصنوعة. وهذه النخبة بعضها إما تعرف أين مصالحها ومن أين تؤكل الكتف. وإما تتمتع بالجهل والسطحية والادعاء مع قدر كبير من الشعور بالعظمة.
أحدهم جاهر للصحيفة بأنه ندم على اختيار البرادعى منسقًا لجبهة الإنقاذ لكنه قال بعضمة لسانه أيضا ( لم أندم على انتخاب أبو الفتوح.) وقال أيضًا (واخترت صباحى للرئاسة في ٢٠١٤). تعظيم سلام. هذا هو تفكير بعض النخبة عندنا، أما الشعب بمن فيهم الأميون فقد انتخب السيسى ونال صباحى المركز الثالث لأن الأصوات الثانية كانت للذين أبطلوا أصواتهم.
وقال آخر (إنه ليس متأكدًا هل استمراره بالعمل في السياسة بعد الثورة صواب أم لا ) ولم يرد أو يجيب عن سؤاله وحتى الآن.
ومادمنا نتحدث عن النخبة فيجب أن نذكر كاتبًا روائيًا وطبيبًا في نفس الوقت صرح لمحرر الصحيفة بأنه ضاع منه كتاب ألفه فحزن عليه وبعدها لجأ إلى أحد الشيوخ لقراءة الطالع له وبالطبع لم يعثر له على الكتاب. فهل كان يتوقع غير ذلك؟ وهل كان شيخه يحمل ماجستير أو دكتوراه في هذا الفرع ؟!. فرع الكشف عن المستور والمستخبي؟
وكاتب مخضرم أعرفه كان يدافع عن حقوق الإخوان فقط. وفى لقاء معه منذ سنوات سألته لماذا لا تدافع عن حقوق بقية السياسيين ؟ وفجأة راح يصرخ لأول مرة ولم يبرر موقفه بشيء. واكتفيت أنا بالابتسام لأنه فضح نفسه. وبعد زوال حكمهم تحول الآن إلى الهجوم عليهم مكتفيًا بتعاطف أصحابه الأمريكان بالدفاع عن الإخوان بدلًا منه حتى لا يفتضح أمره.
حسنًا فعلت ( المصرى اليوم ) التي نبهت الأذهان إلى كل هذا.
ولكن إذا كانت الأغنية الشهيرة لأم كلثوم تقول لنا ( تفيد بإيه يا ندم...يا ندم وتعمل إيه يا عذاب). فهم لا يبدو عليهم أي عذاب. فقد حققوا شهرة ومراكز وصورًا في الصحف وأطلوا علينا من شاشات التليفزيون صباحًا ومساءً على كل القنوات بهذا الهراء ثم إنهم قبضوا المعلوم مقابل ذلك.. أما شخصى الضعيف فلم أصرح لأحد بأنى نادم على أي شيء لأنى قاطعت التليفزيون منذ سبع سنوات.