من الممكن التماس العذر لكل الهاربين من الجماعة الإرهابية إلى جنة تركيا، الحشيش هناك زى الفل وعلى أبوه، لكن كيف نفهم أن الحشيش وصل إلى السجون، والمساجد المصرية، وبرضه زى الفل؟ وكيف نفهم نوع الحشيش الذى تم توزيعه فى مجمع مساجد عمرو بن العاص أواخر رمضان مثلما تم توزيعه على الريس مرسى- ربنا يفك سجنه- من أجل عودة الضحكة إلى وش المصريين وحتى نستطيع الكتابة عن إبداعاته؟!
المشهد الأول: دعاء القنوت تحول إلى حرب النفير شغال من القاهرة إلى القدس ومنها إلى الحرم الشريف.
فى القاهرة انطلق نباح محمد جبريل من مجمع مساجد عمرو بن العاص يدعو على الحاكم والإعلام والصحافة والصحفيين وعلى نفس النغمة جاءت دعوات الهلاك للرئيس السيسى فى المسجد الأقصى بالقدس ولم يتأخر الشيخ السديس فى الحرم.
مفهوم أن مليونية دعاء القنوت تم ترتيبها بمعرفة جماعة حسن الساعاتى، لكن من غير المفهوم أن تشاركهم وزارة الأوقاف المصرية- وهى التى سمحت للشيخ جبريل بالخطابة وإمامة الصلاة- ظنا منها أنها تستقطبه وفقا لهبل نظريات الأمن الوطنى.
وقتها قال وزير الأوقاف: "إننا وافقنا على إمامة الشيخ جبريل بناء على طلب الجماهير"، وخلع من التصريح بعدها.. وهو ما يجعلنا نطالب بوقف أى دعاء فى أى مسجد أو جامع أو زاوية أو كنيسة أو معبد، سواء للحاكم أو للمعارضين، بيوت الله ليست مجالا للعب فى السياسة، وعليه مطلوب وقف أى رجل دين عن مدح أو ذم فى اللعبة السياسية، وإذا أراد يخرج إلى الناس ويقول اللى عايزه بره منبر الدين ولا إيه يا زملاء؟!
المشهد الثانى: قال مخلص الخطيب مدير عام المتابعة بالأوقاف عضو مجلس إدارة جامع عمرو بن العاص، إن دعاء الشيخ محمد جبريل، لا توجد به أى إساءة للدولة ونظامها كما يروج الإخوان.
وأوضح «الخطيب» أنه تواصل مع الشيخ محمد جبريل، وأبلغه جبريل بأنه دعا على الإعلام الفاسد، وقصد بذلك الإعلام الخارجى، ومن يقف وراءه ممن يحاولون النيل من استقرار الوطن ووحدة شعبه وسلامة أراضيه.. وأشار إلى أن جبريل دعا على الفاسدين والظالمين ومن سفك الدماء وكل من طغى وتجبر وجهل الحكام والأمراء، مؤكدا أن ذلك فيه إشارة إلى الجماعات الإرهابية والإخوان وأعوانهم ومن يستهدفون مؤسسات الدولة لتدميرها وتخريبها وقتل رجال الجيش والشرطة، الله أكبر ولله الحمد.
وعلى نفس المنوال قال جِبْرِيل أثناء التحقيق معه فى وزارة الأوقاف «قصدت بالظالمين قادة الدول المعادية لمصر (إيران وقطر وتركيا) الذين تسببوا بقتل أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة ولم أقصد أى سياسى مصرى»!
المشهد الثالث: الريس مرسى العياط يقرر مخاطبة الأمة وأهله وعشيرته يوم الوقفة الساعة التاسعة وتبدأ المارشات العسكرية وآيات من الذكر الحكيم مع بعض من دخان أزرق لزوم القعدة ويطلع علينا الزعيم محمد مرسى ويقول: شعب مصر العظيم كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم ثوار، وأنتم أحرار، إن كل يوم يمر علىّ فى هذه الزنزانة يزيد إيمانى بعدالة قضية نحملها جميعا، قضية ثورة بدأت ونستكملها لمنتهاها!
من هبل القول أن نعلق على ما جاء بخطاب العرش للإمام محمد مرسى لكن من المهم أن نتوقف أمام المشهد الرابع الممزوج بالحشيش التركى.
قال الإخوانى المفصول من القضاء المصرى وليد شرابى، فى تركيا، إنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام، مضيفاً أنه رآه حزيناً على حال السجناء من المنتمين لجماعة الإخوان- على حد قوله، وقال شرابى فى بيان عبر صفحته على «فيس بوك»: «أول مرة أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤية، وفى اليوم قبل الأخير من رمضان بالأمس رأيت فيما يرى النائم أنى أدخل إلى مبنى تابع لوزارة الداخلية ومحتجز بداخله عدد كبير من أنصار محمد مرسى، حتى وصلت أمام باب مقر الحجز الخاص بأنصار مرسى وكان بابا أسود ومغلقاً والناس محبوسة خلف هذا الباب.. فإذا بى أجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على الأرض أمام هذا الباب من الخارج وقد أسند كتفه الشريفة اليسرى (صلى الله عليه وسلم) على هذا الباب من الخارج وقد ظهرت عليه علامات الحزن الشديد لحال المحتجزين، وقد رفع كفيه إلى السماء وبدأ يدعو الله بالخير لهؤلاء المعتقلين».
ولا أجد خيرا من تفسير لهذا الهطل إلا ما قاله أستاذنا الدكتور يحيى نور الدين طراف تحت عنوان «متلازمة الإخوان» إنه داء نفسى عضال ظهر أول ما ظهر فى نهاية العقد الثالث من القرن المنصرم، ينتشر بين أفراد ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، لكن يصيب أيضاً أشخاصاً من خارج الإخوان، ممن يحبونهم أو يتعاطفون معهم، أو ما شابه ذلك. والمرض تتوارثه الجماعة جيلاً من بعد جيل بسبب تزاوجهم من بعضهم البعض.
وأعراض هذه المتلازمة لا تخطئها عين؛ أولها «خسة النفس ولؤم الأخلاق والهوان»، وليس يخفى على أحد منظر إمامهم وقد أحنى هامته تحت ركبتى الملك عبد العزيز آل سعود ليقبل يده، فعزة النفس وعلو الهمة صفات غير إخوانية، والمصاب بمتلازمة الإخوان هو بواس أيدى مساح جزم؛ هكذا يتربى فى حظائرهم، وعلى ذلك يشب ويدرج وينمو. وكبارهم لما أحيط بهم تصرفوا بمنتهى الانحطاط، فرأيناهم مختبئين فى الجحور والشقق المهجورة، ومنهم من تنكر فى زى النساء، أو حلق لحيته، أو صبغ شعره.
ومن أعراض المتلازمة «الكذب» وهو فى عرفهم اسمه التقية أو التعريض، والتدليس والغدر والتجارة بالدين وغنى عن الذكر أنهم دمويون يقتلون العزل.
كذلك من أعراضها «الطاعة العمياء» والامتثال التام لإرادة المرشد، وهو ما تصفه عبارة أحد مرضاهم أن «الإخوانى بين يدى مرشده كالميت بين يدى مُغَسِّله»، وأن «خطأ رأى المرشد هو أنفع له من صواب رأيه»، ولقد عصا مهدى عاكف أباه فسحب أوراقه من كلية الهندسة، ليلتحق بمعهد التربية الرياضية، لا لشىء إلا نزولاً على أمر مرشده حسن الساعاتى.
ومن الأعراض المعروفة لمتلازمة الإخوان «الخيانة والتآمر على الوطن» فالإخوانى شعاره «طز فى مصر واللى فى مصر»، وهو يكره جيش بلاده ذا الأيد وشرطته والشعب كله، ويتحالف مع الحمساوى والتركى والقطرى والأمريكى والتكفيرى على بلاده.
وأشد أعراض المتلازمة فتكاً بصاحبها هو «إنكار الأمر الواقع» وعدم التصديق به، والعيش فى الخيال والأوهام والسراب كما رأينا بعد الثلاثين من يونيو.