تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لا أدرى كيف يذهب فهمى هويدى إلى فراشه كل مساء لينام؟ هل يستلقى على فراشه وهو مرتاح الضمير؟ أم أن شيئا من القلق يسيطر عليه- ولو لدقائق قليلة- بسبب حالة التدليس المطلقة التى يمارسها فى كتاباته، وإصراره على دس السم بين سطوره التى تشم منها رائحة عفنة؟ فهو يلعب دور النائحة الثكلى، التى لا تصرخ على شىء إلا بعد أن تكون قد حصلت على الثمن مقدما، وأعتقد أن الثمن الذى حصل عليه هويدي- ولا يزال- كبير جدا، للدرجة التى تجعلنا نسأله عن مصادر ثروته، وأعتقد أنه لن يكون شجاعا بالقدر الكافى ليفعل ذلك، ولذلك نترك هذه المهمة لجهات وأجهزة أخرى.
ستقول لى: ومن قال لك إن هويدى يمتلك ضميرا من الأساس حتى يؤنبه؟ سأتفق معك تماما، والدليل على ذلك ما كتبه فى مقاله بالجريدة الغامضة الشروق تحت عنوان «حروب أبوظبي» فى (١٩ / ٧)، فيه لام "هويدى" على إمارة أبوظبى ما تبذله من جهد، وما تدفعه من مال فى مواجهة واضحة مع الإرهاب داخل العالم العربى وخارجه.
ولو تأملت منطق هويدى فى مقاله، ستجد نفسك أمام وجهة نظر سفيهة تماما، لا تخرج إلا من كاتب بلا وعي، وحتى لا نظلمه سنقول إنه يمتلك الوعى الكامل، لكنه يؤجر قلمه ومقاله لمن لا يعجبهم ما تفعله دولة الإمارات فى حربها ضد الإرهاب.
فهذه أول مرة، فيما أعتقد، يكتب أحدهم يلوم على من يحارب الإرهاب، يطعن فى أهداف من يقفون ضد الأفكار التى تشوه الإسلام، وكأنه كان على قادة وحكماء الأمراء أن يقفوا مكتوفى الأيدى وهم يرون خطر الإرهاب يبتلع فى طريقه الأخضر واليابس، وكأنه كان عليهم أن يصموا آذانهم وهم يرون فرقا ضالة وجماعات منحرفة تسىء للإسلام أقوالا وأفعالا، وتصدره للعالم على أنه دين القتل والخراب وقطع الرؤوس واغتصاب النساء، وكأنهم من المفروض ألا يهتموا وهم الذين يعرفون جيدا أن الإرهاب لن يتوقف فى محطة بعينها، بل سيصل حتما إليهم، فهل يلوم هويدى أبو ظبى لأنها تعمل من أجل حماية أمنها القومى؟.
لماذا لا نكون صرحاء ونحن نتحدث عن هدف هويدى مما كتبه، إننا أمام حالة من الخيانة الكاملة، فالسيد هويدى لا يعجبه أن هناك جهات تبذل جهدا ومالا لمواجهة الإرهاب الذى يريد أن يفترس مصر ويحولها إلى خرابة، لم ينزعج من مئات الشهداء الذين تساقطوا من رجال الجيش والشرطة، وينتحب إذا ما سقط أحد الإرهابيين الذين لا يرى فيهم إرهابا ولا تطرفا، وعليه فمن الطبيعى أن يقف فى خندق واحد مع من ينزعجون ممن يساعدون مصر سياسيا وإعلاميا وماليا فى حربها ضد الإرهاب.
اصطاد هويدى تقريرا كانت جريدة الحياة اللندنية قد نشرته فى (٩/٧) يتحدث عن اتفاق تم توقيعه فى أبوظبى مع الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق مركز يتولى مواجهة الفكر الداعشي، وبمقتضاه تم الاتفاق على إقامة مركز «صواب» للتراسل الإلكترونى، هدفه دعم جهود التحالف الدولى فى حربه ضد تنظيم داعش، متطلعا إلى إيصال أصوات المسلمين وغير المسلمين فى جميع أنحاء العالم ممن يرفضون الممارسات والأفكار المضللة التى يروجها أفراد التنظيم، مسخرا فى ذلك وسائل الاتصال والإعلام لتصويب الأفكار الخاطئة، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة.
ما الذى يزعج السيد هويدى من اتفاق مثل هذا، ومن تأسيس مركز مثل صواب؟، ولماذا لا يكون شجاعا بما يكفى ويعلن موافقته على ما يقوله ويفعله أفراد تنظيم داعش الإرهابى، فيكفينا عناء مواجهته؟ ولماذا يحشد نفسه وقلمه، الذى من المفروض أن يكون فى صف واحد ضد الإرهاب، ليغمز ويلمز على طريقة حريم النواصى، فيمن يعملون من أجل تصحيح صورة الاسلام؟
عاب هويدى على أبو ظبى اتفاقها مع الولايات المتحدة، التى لا يعرف لها جهودا فى تصحيح صورة الإسلام، وهو نفسه الذى لم نسمع له صوتا معارضا لإيران فى تقاربها مع الولايات المتحدة، ولم نعرف له موقفا فى استعانة قطر بأمريكا وتقديم أرضها ساحة مستباحة لجيشها، ولم نقرأ له اعتراضا يوما على استقواء الإخوان بالشيطان الأمريكى.
يكتب فهمى هويدى وفى قلبه وعقله مرض إذن، لا يمكن أن نتعامل مع ما كتبه على أنه برىء أبدا، فهو يخالف المنطق، عندما يهاجم من يحاربون الإرهاب، ويتحول إلى حمل وديع وهو يتحدث عمن يمولون الإرهاب ويقفون وراءه بكل قوتهم، وهو يعرفهم جيدا، لسبب بسيط أنه يعيش على دعمهم ومساندتهم له.
لقد مارس فهمى هويدى فى مقاله أقصى درجات الفجور السياسي، من خلال الدس المفضوح، فهو لا يكتفى باعتراضه على جهود أبوظبى فى حربها على الإرهاب، لكنه يغمز ويلمز بأن الإمارات الأخرى لا توافق على ما يحدث، ولا تستطيع أن تتحمل تكلفته، فى إشارة إلى أن ما تنفقه الإمارة المحاربة أولى به أن يتوجه إلى داخل الدولة لا إلى خارجها.
فعل هويدى ذلك قاصدا إلى تأليب مواطنى الإمارات على ما تفعله حكومة أبوظبي، فهو لا يساند الإرهاب فقط، ولكن يبث فتنة، وقد تسأل: أى نفس خبيثة يحملها هذا الرجل؟
والإجابة ببساطة أنه لا يعمل إلا من أجل من يرعاه ويكفله.. ولو كان موضوعيا أو مخلصا لكتب عن حروب قطر وحروب إيران وحروب تركيا، على الأقل هذه الحروب الأخيرة يمول أصحابها الإرهاب والإرهابيين، والشواهد كثيرة والحق قائم، لكن هويدى معه شيطان أخرس.
يقولون لا يوجد كاتب سابق، وهذا صحيح، لكنى أعتقد أنه يوجد كاتب منتهى الصلاحية، قراءة ما يكتبه ضارة جدا بالصحة النفسية والعقلية، هويدى من هذا الصنف، انتهت صلاحيته فلا تقربوه.
هامش:
بعد يومين فقط من نشر مقال هويدى- الذى هو فضيحة من كل الزوايا- نشر مقالا آخر يؤكد ما ذهبت إليه، من أنه لا يصلح للاستخدام الإنسانى، فقد تحول إلى ندابة وهو يكتب عن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، لم يزر موقع العمل، ولم يسمع ممن عملوا فيه، ولم يحاول أن يبحث عن معلومات عن حقيقة ما يجرى على الأرض، واكتفى بدور الندابة التى تهيل التراب على أى وكل شىء.
وصف هويدى المشروع بأنه تفريعة لقناة السويس، وأنه لا داعى لاحتفال أسطورى يبهر العالم، لأن هذا لا يصنع هيبة للدولة.
وللمرة الثانية تسأل: من أىّ بئر عفن يشرب فهمى هويدى، إنه ليس معارضا يمكن أن تستمع إليه، لأن فيما يقوله ما يصب فى مصلحة البلد، أو لتقويم أداء من يحكمون، إنه قلم سام لا يسعى إلا للهدم.
ومثل البومة التى تنعق بالخراب يستحضر هويدى ما جرى فى عصر إسماعيل، الذى استدان من أجل تنظيم حفل افتتاح أسطورى للقناة، ويمسك بأن عدد ضيوف حفل إسماعيل كان ٦ آلاف، وهو نفس الرقم الذى يتردد أنه سيكون فى احتفال القناة الجديدة.. وكأنه يشير إلى أن مصير إسماعيل والسيسى سيكون واحدا، ولن أتردد فى القول بأن أمثال هويدى يتمنون ذلك بالفعل.
كالعادة يطوّع هويدى قلمه لمن يدفعون له، دول تريد لمشروع القناة ألا ينجح، فتطلقه ليكتب هذا الهذيان، وجماعات ترغب فى إفشال المشروع، فتكثف عملياتها الإرهابية لتفسد الافتتاح.. لا فرق بين من يحارب مصر بالقلم ومن يحاربها بالرصاص.. كلهم إرهابيون.