السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مرسي: أنا مش قصير قزعة.. أنا رئيس وأهبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لن يكون من العقل التعامل مع ما أطلقوا عليه رسالة من محمد مرسى إلى الشعب المصرى فى العيد، لن يكون من الطبيعى التعاطى معها سياسيا، نضعها للتحليل السياسى، نقرأ ما بين سطورها ونبحث عن دلالاتها، لن يكون من المجدى تضييع أوقاتنا فى هذيان منسوب إلى رجل فَقَد نصف عقله عندما دخل قصر الرئاسة، وفقد النصف الباقى عندما أخرجه الشعب منه غير مأسوف لا عليه ولا على أيامه.
لكن ليس من مصلحتنا أن نتجاهل الأمر كله، لأن تبعاته كانت خطيرة، ويكفى تأمل ما حدث صباح يوم العيد، إخوان مسلحون، معارك مع الأهالى، تحرش بقوات الأمن، والنتيجة مزيد من الضحايا.
أستطيع تأكيد أن محمد مرسى لم يكتب حرفا واحدا فى الرسالة المنسوبة إليه، ويمكن أن أؤكد أيضًا أنه لا يعرف شيئا عنها، لقد قضى عاما فى قصر الرئاسة يتلقى التعليمات والأوامر من مكتب الإرشاد، لم تكن إرادته حرة فى أى وقت، كتب من يديرون الحرب على الدولة المصرية رسالة مرسى، ليقولوا لمن يخدعونهم باسم الدين إنه صامد ويقاوم، وهمته لم تضعف، وعزمه لم يلن، وثقته فى النصر غير محدودة بحدود.
تلقف الإخوان الرسالة المنسوبة إلى مرسى، بعثت فيهم الروح، فها هو رئيسهم بطل يقاوم، وليس عليهم إلا أن يكملوا مسيرتهم وثورتهم المزعومة، نزل بعضهم بعد صلاة العشاء فى تظاهرات تافهة، وبعد صلاة العيد أرادوا أن يردوا تحية مرسى بأحسن منها، فتحول عدد منهم إلى قتلى.
كان هذا هو هدف من كتب الرسالة ونسبها إلى مرسى، أن يسقط قتلى جدد، تستطيع الجماعة أن تتاجر بهم فى حربها على الوطن، لا يهتم مرسى ولا الذين يقفون وراءه داخل مصر وخارجها حتى بأرواح أتباعهم، الناس عندهم بلا ثمن، مجرد وقودهم فى حربهم المقدسة من أجل السلطة.
إننا أمام قطيع من الإخوان لا يستخدم عقله، لا يتوقف ولو قليلا أمام ما يراد منه أو يراد له، ينساق إلى مقتله معتقدا أنه يفعل ذلك فى سبيل الله، والله برىء منهم، فلن يبسط الله الرحيم يديه لمن يريدون هلاك الناس من أجل مصالحهم الضيقة.
يمكنك أن تتأكد من غفلة المنتمين إلى جماعة الإخوان وهزالهم وتهافتهم، عندما تتابعهم وهم يشيعون قتلاهم، إنهم يهتفون نفس الهتافات الجوفاء، فبعد كل ما يفعلونه يقولون: «فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء، فليعد للدين مجده أو تراق منا الدماء»، وساعتها ستسأل نفسك: لأى دين يعمل هؤلاء؟ وأى إله هذا الذى يبتغون وجهه، وهم يسفكون الدماء التى حرمها الله؟
لقد بذل الإخوان الغالى والرخيص من أجل الوصول إلى السلطة، هددوا بحرق مصر إن لم يفز مرشحهم بالانتخابات الرئاسية، وعندما ضاق به وبهم الشعب وأخرجوهم من السلطة، يواصلون الإرهاب والقتل والتخريب، لا لشىء إلا من أجل السلطة.
لكل ذلك لا يصلح التحليل السياسى مع ما يفعله الإخوان، التحليل النفسى هو الأولى بهم، فهم يعيشون فى غيبوبة كاملة، معزولين ومنعزلين، لا يدركون شيئا من الواقع الذى يحيط بهم.
من يتحدث عن مصالحة مع الإخوان لا يعرف حقيقة الوضع المزرى الذى وصلت إليه الجماعة، إنها تحتاج إلى علاج نفسى أولا، علاج يجعلهم يدركون ما جرى لهم وعليهم، فأى مصالحة مع مرضى يخططون لهدم العالم.
وما يسير على الإخوان يسير على رئيسهم البائس الذى يعتقد أنه لا يزال رئيسًا، إنه مثل المريض النفسى الشهير الذى ضاق بقصر قامته، فنصحه طبيبه أن يردد طوال الوقت، أنا مش قصير قزعة أنا طويل وأهبل، مرسى يردد الآن فى سجنه: أنا مش قصير قزعة أنا رئيس وأهبل، وهو صادق فى ذلك، فهو أهبل فعلا، لأنه لا يزال يتحدث باسم الثورة، ولا يزال يعتقد أن الجماهير ستزحف لتحريره من سجنه، مرسى فعلا أهبل، لأنه لا يزال يعتقد أن هناك من ينتظره، فاللهم عافنا من الهبل وقلة العقل.