لا أزال ألقى معارضة من قراء يرفضون إصرارى على أن تمتلك الدول العربية سلاحًا نوويًا. رأيهم حق لهم، ولكن أصر على أن دولًا مثل مصر والمملكة العربية السعودية لا يجوز لهما، بل لا يحق لهما، أن تترك شعوبهما من دون حماية، وإسرائيل تملك ترسانة نووية، وإيران تسعى لامتلاك ترسانة مماثلة. الاتفاق مع إيران أعلن الآن وهو على حسابنا ومن دون الدخول في التفاصيل. إنه يحتم بدء هذا البرنامج النووى العربي.
لا أستطيع أن أكون أكثر وضوحًا من هذا في عرض أسباب موقفى «النووي». طبعًا، الوضع الأمثل في الشرق الأوسط أن تكون منطقتنا كلها من دون سلاح نووي، غير أن الولايات المتحدة ستحمى ترسانة إسرائيل، وعلينا أن نحمى أنفسنا في المقابل. أحيل القراء المعترضون على ما قالت دولورويس إيبارورى (لا باسيونارا) خلال الحرب الأهلية الإسبانية: أفضل أن يموت الإنسان واقفًا على قدميه، من أن يعيش راكعًا على ركبتيه.
لا أصر على أن رأيى صحيح، إنما أصر على حقى في إبدائه.
وموضوع آخر. يا إخوان، طوال عملى في الصحافة لم أكتب شيئًا من دون توقيع أو موقعًا باسم فنى أو حركي، وإنما حمل كل ما أكتب اسمي، والمعلومات دائمًا صحيحة وموثقة، والرأى الشخصى يستطيع القارئ أن يقبله أو يرفضه أو يأتى بما يناقضه.
لذلك، أحتج كثيرًا على قول «صاحب القلم النظيف» عني: تقول إن إيران تدعم الإرهاب. أين الدليل على أن إيران تدعم الإرهاب؟ أنا لم أقل هذا وإنما نقلت عن التقرير السنوى لوزارة الخارجية الأمريكية، واعترضت على التقرير كله لأنه يهمل إسرائيل.
أسوأ مما سبق رسالة بالإنجليزية نشرها بريد «الحياة» وحملت الاسم «جنرال»، فصاحبها يتهمنى بالدفاع عن إيران ورأيه أن «التصرفات الشيطانية» لإيران في منطقتنا تجعلها «حليف إسرائيل». هذا الكلام يهبط إلى درك الخيانة الوطنية ولا أقبله إطلاقًا. قلت في مقالى إن لإيران أطماعًا فارسية في المنطقة، ولم أنسَ جزر الإمارات المحتلة يومًا، إلا أننى أيضًا أيدت برنامجًا نوويًا عسكريًا إيرانيًا وطالبت الدول العربية القادرة بمثله للوقوف في وجه إيران وإسرائيل.
في قاموسى الشخصي، العدو هو إسرائيل حتى تقوم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. ثم أسأل كيف يمكن في مقال واحد أن أهــاجم إيران وأن أدافع عنها كما قال القارئان؟
أريد أن أختتم زاوية اليوم بشيء أجده غريبًا، فقد أيدت المحكمة العليا الأمريكية بغالبية خمسة أعضاء ضد أربعة زواج مثليى الجنس (الشاذين) مع أن الأديان السماوية الثلاثة تعارض ذلك، وإلى درجة أن ثلاثة موظفين في إحدى بلديات ولاية تنيسى استقالوا حتى لا يضطروا إلى تسجيل زواج مثليى الجنس. وهناك حملات في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة، وهى محافِظة، تعارض زواج مثليى الجنس لأنه يخالف التعاليم السماوية.
باراك أوباما رأى أن القرار «نصر أمريكي» وأراه مثل «انتصاراته» السياسية والعسكرية والاجتماعية منذ مطلع ٢٠٠٩. ورأيت صورًا لرجال يقبّل بعضهم بعضًا، ومثلها لنساء، وقد رفعت شعارات تقول «انتصر الحب».
مرة أخرى، لا أدين، وحتمًا لا أوافق، ولكن أقول إن مثل هذه الأمور يجب أن يكون وراء أبواب مغلقة، وألا ترافقه دعاية وتحريض على الفاحشة، ولا أفهم أن يرفع مثليّ الجنس «بنديرة» فوق رأسه.
نقلا عن الحياة اللندنية