في الوقت الذي ينخر فيه الإرهاب الأسود كالسوس في عظام مصر في محاولة لتركيعها، يقف رجال شجعان بشفاه ناشفة وصدور عفية في مواجهة الخطر، يقتحمونه أحيانًا، ويقتحمهم في أحايين كثيرة، فيجدهم يقظين مستعدين لدفع حياتهم فداء للوطن، وفداء للمصريين.
على الجانب الآخر لا ينقطع نعيق البوم، كل يوم، ينطلق من صحف وفضائيات أدمنت العزف على وتر بث اليأس في نفوس الناس وإشاعة روح الهزيمة بينهم، أكاذيب لا حصر لها وكأن مطلقيها من كوكب آخر، فهذا كاتب يتحدث عن «جمهورية الخوف»، وكأننا في ألمانيا النازية، تلك التي يحمل جنسيتها، يراوغ ويلعب بالألفاظ لكنه في النهاية لا يقدم معلومة تصف حقيقة جمهورية الخوف تلك التي تعشش في ذهنه، اللهم سوى أنه عندما يكتب ناقدا للنظام الحالى والدولة يجد من يرد عليه، أي خوف أو نازية في أن يتم الرد على ما تقول أم تريد أن تتحدث وحدك، أقصد تطلق الأكاذيب وحدك ولا يرد عليك أحد، ثم هل هذه هي الديمقراطية التي تتشدقون بها أن تتحدثوا وحدكم ولا يرد عليكم أحد.
وذلك سياسي قرر أن يترك أمراض النساء ويشتغل بالسياسة، لكن يبدو لى أنه لم ينس تلك المصطلحات التي يستخدمها في الغالب أطباء أمراض النساء، فراح يتحدث عن عودة الإخوان بعد عشر سنوات إلى الحكم، وكأنه يتحدث عن حمل كاذب، فهو لم يصل إليه بعد أن هذا الشعب العظيم قد لفظ تلك الجماعة، لأنها كانت حملًا سفاحًا، فأسقطته مصر قبل موعده كى لا ينال شرف بنوتها.
وذاك رجل أعمال عرف بالغباء السياسي، وتمادى في غبائه ذلك حتى وصفه أحد المفكرين المصريين الكبار بـ«الأرعن»، راح يتحدث عن قناة السويس واصفا إياها بالوهم، مشككا في إجراء أي دراسات علمية قبل الشروع فيها، متناسيًا ذلك المجهود الضخم الذي بذله رجال صدقوا ما عاهدوا الله والبلد عليه طوال شهور طويلة، في الدراسة لهذا المشروع العظيم حتى تم اعتماده من الرئيس شخصيا، وإعطاء إشارة البدء فيه في السادس من أغسطس ٢٠١٤.
أما الأضحوكة الحقيقية، فكان أحد مطاريد جماعة الإخوان الإرهابية الذي طالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أملًا في عودة التنظيم الإرهابى للحكم.
كل هؤلاء لم يتوقفوا لحظة ليسألوا أنفسهم قبل أن يطلقوا أكاذيبهم، لماذا لم تنقطع الكهرباء ساعة واحدة في هذا الصيف القائظ، ولماذا اختفت طوابير الخبز التي عجز عن إنهائها أكثر من عشرين حكومة من أول حكم مبارك وحتى الآن، ولماذا لم نعد نسمع عن أزمة في أنابيب البوتاجاز، وكيف استطاع الجندى المصرى صد جحافل التتار التي حاولت احتلال مدينة الشيخ زويد وإعلان إمارة إسلامية عليها؟.
بينما فشل في ذلك الجندى العراقى والجندى السوري. لم يقف أحد ليسأل إذا كنا في جمهورية الخوف، فلماذا لا يتم اعتقال أو تلفيق تهمة لمن يكتب وبكل وقاحة أننا نعيش في جمهورية للخوف، على الرغم من وجود عشرات الأسباب التي تدعو لمثل ذلك التصرف، ويترك للقانون عندما يحين فتح القضايا المعلقة.
إنه يا سادة نعيق البوم، الذي يريد أن يحيل حياتنا إلى سواد، لكن على الجهة الأخرى وفى زيارة خاصة لمنطقة جبل عتاقة، رأيت آلافًا من العمال والمهندسين وقد شمروا عن سواعدهم في درجة حرارة بلغت أكثر من خمس وأربعين درجة، ليحفروا طرقًا وسط الجبال وينشئوا أكبر مدينة سياحية على غرار مدينة شرم الشيخ، مدينة الجلالة السياحية، وكذلك أكبر محطة كهرباء في منطقة الشرق الأوسط، والرابعة على مستوى العالم تنتج ٢٧٠٠ كيلو وات كهرباء، كل ذلك إضافة إلى ألف وأربعمائة مشروع، تقوم بتنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بمشاركة أكثر من خمس وخمسين شركة مدنية مصرية، بعضها تم تسليمه والبعض الآخر في الطريق. ملحمة يصنعها المصريون بسواعدهم، يعرفون أنه لا طريق ثالث أمامهم للتصدى للمؤامرة، سوى يد تصد الغائل عن صدور المصريين، ويد تشق طريق الأمل لهم في غد أفضل.