رغم مشاركاته الكثيرة فى عدة أعمال، سواء درامية أو سينمائية على مدار سنوات طويلة، وخوضه أكثر من تجربة فى التمثيل، إلا أن الفنان خالد سليم كان مفاجأة حقيقية هذا العام من خلال تجسيده دور ضابط أمن الدولة «شكري» فى مسلسل «بعد البداية»لم يترك خالد بصمة حقيقية فى التمثيل خلال السنوات الماضية، سواء فى السينما أو الدراما، انتقده الكثير من الكتاب، وطالبه الكثير بالابتعاد عن التمثيل والعودة للغناء مرة أخرى، إلا أن هذا العام شهد مفاجأة فى نضوجه الفنى وتجسيد دور الضابط بأداء متميز، لم يسبق أن قدمه من قبل فى أى عمل شارك به.
شارك خالد سليم فى ثلاثة أفلام سينمائية، كان أولها «سنة أولى نصب»، ثم فيلم «كان يوم حبك»، وآخرها «عمليات خاصة»، إلا أن أداءه خرج باهتا ولم ينجح فى إقناع الجمهور بقدرته على التمثيل، كما شارك فى خمسة أعمال درامية، منها «آن الأوان»، و«موجة حارة»، و«حكاية حياة»، و«الحب سلطان»، وكان آخرها العام الماضى من خلال مسلسل «جبل الحلال»، وأيضا لم يترك أى بصمة حقيقية تؤكد امتلاكه موهبة التمثيل.
إلا أنه هذا العام تمكن منذ ظهوره بالحلقة الأولى بمسلسل «بعد البداية» فى إقناع الجمهور بقدرته على تجسيد دور ضابط أمن الدولة الفاسد، نجح خالد لأول مرة وظهر ممثلا بارعا فى أدائه للدور، وتجسيده للشخصية بجميع تفاصيلها، وبرغم صعوبة الدور الذى يجسده، سواء فى الشكل أو الأداء، إلا أنه تمكن من تقمص الشخصية، وبرزت ملامحها على تعبيرات وجهه وتحركاته.
من خلال هذا الدور الذى جسده ضمن أحداث مسلسل «بعد البداية»، أعاد خالد سليم اكتشاف نفسه من جديد، ليبدأ مرحلة جديدة فى التمثيل، بالطبع، أصبح القادم أصعب بكثير عليه، ولذلك عليه أن ينتقى أدواره القادمة بعناية، وأن يستغل فرصة النجاح الذى حققه فى هذا العمل، وينسى جميع أدواره السابقة، خاصة أن دور الضابط «شكري» يعتبر أول ظهور حقيقى له، وعليه أن يحافظ على نفس مستواه، ولا يعود للخلف مرة أخرى.
نجاح خالد هذا العام فى تجسيد شخصية مركبة وصعبة أثبت أنه يمتلك الموهبة، إلا أن ظهوره فى أولى مشاركاته كبطولة أضر به كثيرا، وخرج ضعيف المستوى، لأنه حينها لم يكن يمتلك الخبرة التى تؤهله لأدوار البطولة، ولم يكن اكتسب قدرا من النضوج الفني، وننتظر خلال المرحلة القادمة أدوارا على ذلك النسق، ونتابع لنعرف هل حقا سيستمر خالد سليم بنفس الأداء المتميز والنضوج الفني؟ أم يعود للخلف مرة أخرى ويقضى على ما بدأه هذا العام؟
