الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

مستشار بـ"الكونجرس" في حواره لـ"البوابة": آن باترسون حولت السفارة الأمريكية إلى "وكر" لـ"CIA"

منير داود قال إن السفيرة السابقة أسهمت فى وصول «الإخوان» للسلطة

الجراح المصرى البروفيسور
الجراح المصرى البروفيسور منير داود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واشنطن كانت تفضل تولى «البرادعى» السلطة لأن لديه «ليونة» و«هوى أمريكيًا».. و«البوب» سلم العراق لـ«بوش»
«الإخوان» قدمت «تنازلات سخية» فوقع عليها الاختيار.. و«السيسي» أخرج مصر من «النفق المظلم»
لا تعليق على أحكام إعدام «قيادات الإخوان»

أمضى الجراح المصرى البروفيسور منير داود، 44 عاما متصلة فى الولايات المتحدة الأمريكية، عمل خلالها فى مهنة الطب، لكنه اندمج فى العمل السياسى فى أحد قطبى الحياة السياسية والحزبية الأمريكية وهو الحزب الجمهورى.
هو المصرى الوحيد الذى شغل منصب عضوية لجنة المائة فى الحزب الجمهورى فى الكونجرس الأمريكى منذ عام 2004، وكان قريبًا من دوائر صناعة واتخاذ القرار. يتحدث منير داود لـ«البوابة» عن رأيه فى أحداث الربيع العربى و التحولات والأحداث السريعة على الساحة المصرية منذ قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وتأثيرات السياسة الأمريكية على مجريات الأحداث فى مصر والشرق الأوسط.
■ بداية.. كيف ترى مصر خلال حكم الرئيس السيسي؟
- دعنى أولا أبارك للشعب المصرى على هذا الرجل، فهذا الرجل بمثابة هدية السماء لأرض مصر، لكى يخرجها من النفق المظلم، ولعلها كانت المرة الأولى التى تجد فيها إجماعا مصريا تاما على شخصية قادرة على قيادة السفينة، ويحظى بدعم مختلف الأوساط والطبقات المصرية بين مثقفين وعلماء وطبقات متوسطة وفقيرة ومسيحيين ومسلمين على حد سواء، فلولا السيسى لكانت مصر تعانى كثيرا جدا، أما استقبال السيسى وزيارته للمرة الأولى فى الأمم المتحدة، فقد سبق الإعداد لها قبل زيارة السيسى بثمانية أشهر كاملة، وشكل المصريون بالتعاون مع السفارة المصرية، خلية عمل قوية وجلسات استماع فى الكونجرس الأمريكى لشرح ما اسماه الأمريكان الانقلاب، والحقيقة أن المصريين المقيمين فى الولايات المتحدة والمقربين من أعضاء الكونجرس الأمريكي، بذلوا جهدا كبيرا لشرح ثورة ٣٠ يونيو ورغبة المصريين التى أزاحت مرسى والجماعة الدينية عن حكم مصر، وأثناء التحضير لكلمة الرئيس السيسى، علمنا أن بعض المنتمين للجماعة ينوون إحداث فوضى، فتعاونا مع السفارة المصرية والإدارة الأمريكية وعدلنا موعد الكلمة ليوم سابق على الميعاد المحدد، ولعلى لا أخفيك سرا، أن أحداث كلمة السيسى، كسرت بروتوكول الأمم المتحدة، فوضعت شاشات عرض عملاقة خارج المبني، لإتاحة الفرصة لأبناء الجالية المصرية لمشاهدة السيسى أثناء كلمته.
■ الموقف الأمريكى الداعم للإخوان يثير علامات استفهام حول أهداف الحكومة الأمريكية.. ما رأيك؟
- منذ الأسبوع الأول بعد تنحى مبارك، تلقيت العديد من الاتصالات وأجريت معى العديد من المقابلات مع كثير من صناع القرار فى الإدارة الأمريكية، وكان سؤالهم الأول عن البرادعى ومدى الاستفادة من وجوده على رأس القيادة السياسية بعد خروج مبارك، واستشعرت بالفعل أن الإدارة الديمقراطية بقيادة أوباما، لديها ميل لتبنى البرادعى ودعمه، خاصة لما يبديه من هوى وولاء أمريكى وحقوقى وليونة، لأن مبارك كان قد استهلك من قبل الأمريكان، ويمكن القول إنه فى آخر عشر سنوات لم يكن موجودا فى الحكم بالفعل، ولكنه كان عنيدا ولم يوافق على تسليم سيناء لحماس وقد حان وقت التغيير، لكن الإدارة الأمريكية تخلت عن البرادعى، لأن الإخوان كانوا أكثر سخاء وخضوعا فى مسألة سيناء والعديد من المواقف الأخرى التى تقال فى حينها، بالإضافة إلى أن هناك بالفعل اختلافا داخل الإدارة الأمريكية على أسلوب إدارة ملف الشرق الأوسط وأزمات الربيع العربى الذى تبنته كونداليزا رايس ببراعة فى الشرق الأوسط منذ أزمة العراق، ونحن كحزب الجمهوريين كان لنا معارضتنا التى أعلناها.
■ هناك تخوفات عربية ومصرية من وصول الحزب الجمهورى للحكم فى أمريكا استنادا لفترات حكمهم التى شهدت غزو العراق.. ما خطط الحزب للوصول للحكم؟
- أقولها لك بمنتهى الصراحة والوضوح، أوباما وهيلارى كلينتون أجهزا على فرصة الديمقراطيين فى انتخابات الرئاسة القادمة، الجمهوريون قادمون بقوة، فنحن نعرف جيدا كيف وصل أوباما إلى الحكم وكيف استمر ولقد تعلمنا من أخطائنا جيدا، وما تلمح إليه من أزمة العراق والرئيس بوش الجمهوري، أقول إن تقارير الـ CIA غير الدقيقة عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، والتقرير السرى الذى قدمته وكالة الطاقة الذرية برئاسة البرادعي، عن منع السلطات العراقية للجان التفتيش التابعة لوكالة الطاقة من زيارة وعرقلة تفتيش بعض الأماكن فى العراق، كان بمثابة المسمار الأخير فى نعش حكم صدام فى العراق، وأعطى تأكيدا غير مباشر عن وجود أسلحة دمار شامل وحدث ما حدث، والسنوات القليلة الماضية أوضحت لنا فى إدارة الحزب الجمهورى الكثير من الأشياء وأوضحت أهمية مصر فى اتزان الشرق الأوسط، فمصر هى مفتاح الشرق بلا مبالغة، وأوباما اقترف الكثير من الخطايا، أشبه بما فعله المعزول مرسي، فقام بإخراج إرهابيي «جوانتانامو»، وصدرهم لأوروبا وعادوا لأمريكا نفسها مستغلين قوانين حقوق الإنسان الأمريكية لمصلحتهم وجعلهم يتغلغلون حتي داخل إدارته.
■ وماذا عن جون ماكين الجمهورى فى إدارة أوباما الديمقراطى وموقفه المتشدد جدا تجاه مصر وثورة ٣٠ يونيو؟
- جون ماكين محسوب بالفعل على الجمهوريين، لكنه غير جلده كما يفعل الكثيرون، أو بمعنى أدق هو معنا ومعهم، معنا بالاسم ويخدم مصالح الديمقراطيين كما يفعل الخونة.
■ ترددت شائعات عن تحقيقات تجرى مع «أوباما» بخصوص أموال دفعت لقيادات إخوانية (٨ مليارات دولار) مقابل التنازل عن أراضٍ فى سيناء كحل للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، ما صحة هذه الشائعات؟
- لا يمكننا الحديث عن قضايا أو تحقيقات فى مسار التحقيق حاليا، لكن هناك بالفعل تحقيقا موسعا يجرى وسوف يعلن على الرأى العام بعد الانتهاء منه، وإن كانت الظنون تشير إلى هذا إلا أنه ليس مؤكدا وننتظر نتيجة التحقيقات.
■ ما موقف الحزب الجمهورى من أحكام الإعدام الصادرة بحق جماعة الإخوان والقيادات الإخوانية فى السجون؟
- هذا شأن وقانون مصر، نعم فى أمريكا لا توجد قوانين للإعدام لكن هناك إعدامات تصدر بحق من قتل، وهذا أمر طبيعى، أن من قتل يقتل، ولكن هذا شأن مصرى وقوانين مصرية يحكمها قضاء مصرى راسخ، لابد من تنفيذ القانون إذا ثبت تورطهم بالفعل، وأن يأخذ القانون مجراه.
■ هناك غضب فى الشارع المصرى من دور السفارة الأمريكية فى أحداث تصعيد الإخوان إلى الحكم ورعاية بعض الشخصيات غير المرغوبة فى الأوساط المصرية، كيف ترى دور السفارة الأمريكية فى مصر، خاصة فى فترة السيدة آن باترسون؟
- للأسف، باترسون حولت السفارة الأمريكية فى مصر إلى وكر لاجتماعات الـ CIA وقيادات الإخوان المسلمين، لتمكين ودعم حكم الإخوان، وأعرف أن المصريين غاضبون بشدة من السيدة باترسون وطريقة إدارتها لأعمال السفارة.
■ بصفتك رئيس الهيئة القبطية الأمريكية والتى دائما ما كانت تنتقد الإدارة المصرية فى تعاملها مع الأقباط، الأمر الذى تغير حاليا مع تأييد للرئيس السيسى رغم وجود مصادمات مع الأقباط.. فما تفسيرك؟
- نحن مصريون فى الأول والآخر، وقد سألنى أحد أصدقائى فى مجلس الشيوخ عن هذا الانتماء رغم قسم الولاء الأمريكى، فقلت له إن من ليس له خير فى وطنه الأم، لن يكون له خير فى وطنه الجديد، لن تتغير هويتى فنحن مصريون أقباط مهما ابتعدنا عن أوطاننا ونخدم أوطاننا كلما استطعنا، بالفعل لقد قدت خلال ٤٣ عاما هى فترة حكم السادات ومبارك، قدت ٥٢ مسيرة ضد الإدارة المصرية، لكن الحقيقة لا أخفى إعجابنا الشديد والتقدير للرئيس السيسى منقذ الوطن من قبضة الإخوان، فهو شخصية وطنية لا شك فيها ويحتاج للدعم، ووطننا يحتاج إلى الاصطفاف خلف رئيسنا، ودعنى أقول إن من يخرج عن الصف هو خائن بمعنى الكلمة، وبالفعل هناك تجاوزات حدثت فى عهد السيسي، لكن الأقباط جميعا يعرفون المخطط لإحداث وقيعة بين الأقباط والرئيس، ولعل مشهد السيسى فى الكاتدرائية كان أبلغ رد على تفهم الأقباط والرئيس لتلك المحاولات.