ونمضى مع فاروق القاضى المتمرد فى كتابه «آفاق التمرد» فيحكى لنا كيف كان عناء التمرد الأبدى هو مفتاح التقدم الأبدي، كانا وسيظلان متلازمان أبدا، فسيزيف كره الموت حسب رواية هوميروس وسرق «الموت» نفسه وكبله بالأغلال تعبيرا عن كراهيته للموت وحبه للحياة، فغضب بلوتو إله الموت والجحيم وكلف إله الحرب بتحرير الموت من يدى سيزيف وتحالف عدد من الآلهة ضد سيزيف وألقوه عنوة فى العالم السفلى وكانت صخرة فى انتظاره ليصعد بها إن أراد الحياة، كان على سيزيف أن يدفع الصخرة الضخمة ليصعد بها إلى أعلى جبل إن أراد الحياة، وفى ذروة الجهد المضنى وإذ يبلغ بالصخرة قمة الجبل إذا بالصخرة تنحدر بسرعة البرق إلى العالم السفلى ليسارع بالهبوط ليدفعها من جديد، وهكذا يفعل إلى الأبد» (ص١٣) اختار فاروق القاضى هذه الأسطورة لترمز إلى الصراع للتجديد من أجل حياة تتحقق بشكل أفضل وأرقي. ثم ينقل ما قاله البير كامى تعليقا على الأسطورة الخرافية «سيزيف رمز للعذاب الأبدى والإصرار الأبدى لعدم الاستسلام للمصير الظالم والمظلم، وهو رمز للتمرد، فسيزيف هو بروليتارى الآلهة، مهيض الجناح والتمرد إنه يعرف عذابه وهو يهبط ثم يصعد، إن وضوح عذابه هو ما يتوج انتصاره فليس هناك مصير لا يمكن التغلب عليه، فلا شيء عبث ولا مجال للاستسلام» (ص١٣) ثم يلقننا أن الأسطورة القديمة تؤكد لنا ضرورة التمرد المعاصر. (ص١٤)، ثم يطوف بنا فاروق القاضى إلى التمرد عبر العصور وعبر المكان، وكيف أن التمرد الأول أتى فى مصر، حيث نبت التمرد على اللا مقبول فكان التمرد على الموت فلسفيا بعقيدة الخلود وكانت هذه العقيدة المتمردة أداة لنهوض نوعى فى المجتمع الفرعونى فتأتى أسطورة فى وصية مرى كارع «البشر رعايا الإله، هم أشباه له وهو يتجلى فى السماء ليلبى ما يرغبون فيه، لا تفرق بين ابن نبيل وابن فقير».
ثم ينتقل إلى تمرد سبارتاكوس، ويلقننا فاروق القاضى درسا قد لا يلتفت له الكثيرون فالحضارة الإغريقية تميزت بالتمرد الفكرى الفلسفي، والحضارة الفرعونية بالتمرد الاجتماعى الفكرى الفلسفى والمعمارى والتشكيلي، والحضارة الرومانية بالتمرد السياسى وباختفاء الآلهة وأبطال الأساطير ليخلو المسرح للبشر وحدهم، حيث هناك تمرد العامة على امتيازات الأشراف، وهى دوما تمردات تستهدف المساواة فى الحقوق والواجبات، ويلقننا فاروق درسا آخر ليست السياسة وحدها ولا المجتمع وحده هما ميادين التمرد الوحيدة، فالواقع المادى يحرك الفكر والفكر يحرك الإرادة ويدفع إلى العمل (ص١٨).. ثم هو يأتى بنا إلى الرسالات السماوية الذى يرى أنها التجسيد الأعظم لضرورة التمرد ولزومه للحياة الإنسانية، فقد كان من الضرورى أن تستجيب السماء بعد طول تضرع فترسل رسولا يقود التمرد ويحقق الناموس (ص٢٩) ثم نقفز عبر فصول عديدة كل سطر فيها بالغ الأهمية لنصل إلى التمرد العربى الإسلامي.. فإلى لقاء.
ثم ينتقل إلى تمرد سبارتاكوس، ويلقننا فاروق القاضى درسا قد لا يلتفت له الكثيرون فالحضارة الإغريقية تميزت بالتمرد الفكرى الفلسفي، والحضارة الفرعونية بالتمرد الاجتماعى الفكرى الفلسفى والمعمارى والتشكيلي، والحضارة الرومانية بالتمرد السياسى وباختفاء الآلهة وأبطال الأساطير ليخلو المسرح للبشر وحدهم، حيث هناك تمرد العامة على امتيازات الأشراف، وهى دوما تمردات تستهدف المساواة فى الحقوق والواجبات، ويلقننا فاروق درسا آخر ليست السياسة وحدها ولا المجتمع وحده هما ميادين التمرد الوحيدة، فالواقع المادى يحرك الفكر والفكر يحرك الإرادة ويدفع إلى العمل (ص١٨).. ثم هو يأتى بنا إلى الرسالات السماوية الذى يرى أنها التجسيد الأعظم لضرورة التمرد ولزومه للحياة الإنسانية، فقد كان من الضرورى أن تستجيب السماء بعد طول تضرع فترسل رسولا يقود التمرد ويحقق الناموس (ص٢٩) ثم نقفز عبر فصول عديدة كل سطر فيها بالغ الأهمية لنصل إلى التمرد العربى الإسلامي.. فإلى لقاء.