الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

ضحية جديدة للإهمال.. والدة الطفل "زياد": وجدته مُلقى في أرضية "المصعد" ووجهه مُتفحم.. وكل ما أريده هو حق ابنى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حادث غريب ما زال قيد البحث لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء مقتل الطفل «زياد»، الذي لم يتعد عمره الـ ٥ سنوات، في عمارات وسط البلد وتحديدًا منطقة الموسكى، قد تكون قديمة إلى حد ما، ولكنها تضم بداخلها عدة أسر، وكل شقة وراءها حكاية لا يعرفها سوى أصحابها، فمنطقة وسط القاهرة ساكنوها لا يهتمون بشئون الآخرين، ومن داخل تلك العمارة كانت جريدة «البوابة» موجودة لمعرفة تفاصيل ما حدث.
وفى عمارة الموت التي يكسوها الحزن والأسى، وأثناء صعودنا متوجهين إلى شقة الطفل مستقلين المصعد، انتابنا شعور غريب بداخله، ولم ندرك في تلك اللحظة أنه منذ ٤٨ ساعة فقط سقط «زياد» شهيد الإهمال في هذا «المصعد» المتهالك القابض للأرواح.
طرقنا الباب وفتحت لنا فتاة لا يتجاوز عمرها ١٧ عاما، سألناها هل هذه شقة «زياد»، وبكل حزن قالت: «نعم تفضلوا»، وجاءت الأم «ولاء فاروق» ورحبت بنا وهى ترتدى ملابس الحداد، ودموع محبوسة في عينيها، حيث قالت «لم يمت ابنى.. ما زال صوته ينادى عليّ.. ماما أنا مبسوط هنا متزعليش ولكن أنا زعلانة على فراقك يا حبيبي.. أقول إيه لوالده فقد كان يعمل محاميًا ويدعى حسين إبراهيم وتركهم أمانة معى ومات زوجى بسبب جلطة بالقلب وترك أولادى، وقررت أن أكرس كل حياتى لهم.. زياد جالك يا حسين.. أنا آسفة مقدرتش أحافظ على الأمانة».
وروت لنا الأم تفاصيل مصرع طفلها قائلة: «منذ أيام كان «زياد» وأخوه «باسم» يلعبان أمام مدخل الشقة، ومعهما ابن حفيد البواب، وكل فترة شويه يأتى «زياد» ويطلب منى طلب، ماما عايز أشرب فقلت له «ادخل بقى يا زياد»، فيرد قائلا «سيبينى يا ماما ألعب شوية طيب متنزلش تحت يا حبيبى»، وكان أمام عينى، فكان باب الشقة مفتوحا وهو يلهو أمامى، فهو متعود كل يوم يلعب هو وأبناء الجيران، وآخر مرة جاء وطلب منى الكرة، فقامت «يارا» شقيقته بالنداء على أخيها باسم، لكى تأخذ منه طلبا وبمجرد لحظة رجع «باسم» ليكمل اللعب ولن يجد أخاه، وجاء البواب يقول لى انزلى خدى «زياد» من تحت، فجن جنونى فالمعروف أن «الأسانسير» عندما يحتاجه أحد ينزل تحت لكى يصعد به فوق، والأزرار التي في الأدوار العليا مُعطلة فلم نتمكن من سحبه فكيف حدث ذلك، فنزلت بسرعة وأخذت السلالم متزحلقة عليها بجسمى حتى أصبت بنزيف حاد من أثر الواقعة، وسمعت أصوات بكاء ونواح وناس تقول «زياد» مات، ولم أشعر بالنزيف الذي أصابنى عندما وقعت ورأيت ابنى في الأسانسير معلقا بين الدور الأول والأرضى، وحاول السكان تنزيل الأسانسير ووجدت ابنى ملقى في أرضية الأسانسير ووجهه متفحم وأسود ولسانه خارج من فمه، وكأنه صعق بالكهرباء، منظر بشع يظل في ذاكرتى لن أنساه طوال عمرى، والسؤال الذي ظل يراودنى أين ذهب «محمود» حفيد البواب الذي كان يلهو معه؟ لقد اختفى، وجاءت مباحث قسم الموسكى».
وأضافت الأم: «بعد ذلك تم تحويل جثة ابنى على مشرحة زينهم التي قالت إنه مات نتيجة إسفكسيا الخنق، وبعض الكدمات والسحجات المُتفرقة في الجسم، مما أدى إلى نزيف بالمخ وتجمد الدم برأسه، وبعد يومين من دفن «زياد» خرج البواب من قسم الشرطة، حيث استمر هناك يومين للتحقيق معه، وأرسلت لمحمود حفيده أطلب منه كرة «زياد» لكى أحتفظ بها، فرد قائلا: ليست معى هي موجودة تحت الأسانسير، فكيف عرف أنها موجودة أسفل الأسانسير، وأحسست أن الولد أراد أن يقول لى شيئا، ونهره جده وطلب منه أن يدخل، فانتابنى الشك وما زلت أشك في موت ابنى، فمعظم السكان تكلموا مع صاحب العقار الحاج «فوزى» عن صيانة الأسانسير، ولكن كأننا ننفخ في الهواء، وحررنا محضر بقسم الموسكى وما زالت المباحث تتحرى عن الواقعة، وكل ما أريده هو حق ابني.. نفسى أرتاح وأعرف كيف مات ابنى في لحظة.. حسبى الله ونعم الوكيل».