تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
من زمن طويل جدًا وأنا أسمع من يقول لصاحبه «شايل طاجن ستك ليه».. وما كنتش أعرف إن هذه «الست» ممكن تتجسد فى شكل بنى آدم.. نكلمه ونشوفه كده وش.. لكن هذا ما حدث..
رأيت والعياذ بالله.. «ستات كتير» من دول والرجالة شايلينهم من أول يوم فى رمضان ولحد السابع منه.. نعم حدث هذا فعلًا.. فأهل شارعى الذى أعيش فيه منذ ١٣ سنة كاملة بحى فيصل الشهير.. بمحافظة الجيزة.. كلهم بدون استثناء «شالوا الطواجن»! لأن السيد محافظ الجيزة مهندس.. ومالوش فى الطواجن..
وعشان ما حدش يفهمنى غلط.. وبعيدًا عن الغمز واللمز وما قد يجره علينا «المثل الشعبي».. أقول لكم ما جري..
كان الجو مميتًا.. وهيئة الأرصاد تقول إننا سنعيش ثلاثة أيام متتالية فوق درجة الأربعين.. ومن الطبيعى أن يفكر الناس ساعتها فى المراوح والتكييف، ويدعو كل منهم فى الفجر والضحى إن الكهربا ما تقطعش.. لكن أن يباغتهم مسئولو شركة المياه فى الجيزة ويقطعوا عنهم المياه فهذا هو «الحول» بعينه.. وهذا ما حدث..
فى اليوم الأول - السابق لرمضان - ليلة الرؤية يعني.. قلنا ساعة وهترجع.. مارجعتش.. ساعتين ترجع.. لا حس ولا خبر.. المهم كل واحد يعرف حد فى الشركة كلمه.. والجميع يؤكد.. ربع ساعة وهتيجي.. ده فيه بس مشكلة فى إحدى المواسير..
مر اليوم الأول.. والمياه مقطوعة.. ومر الثانى والحال نفسه مستمر.. وتفنن الخلق فى تدبير أحوالهم كعادة المصريين.. وأصبح مشهد النساء الحاملات للجراكن مضحكًا لرواد المقهى قبل وبعد التراويح.. والماسورة برضه مش بتتصلح..
فى اليوم الرابع كان صبر العباد قد نفد.. وانتشرت الروائح الكريهة فى الشارع.. وزادت خناقات السكان مع البوابين.. ومع بعضهم البعض.. وشتم كل منا سرًا وعلنًا كل من جاء فى باله.. وكنت قد نفد صبرى أيضًا.. فقد امتنعت عن الذهاب للعمل يومين متتاليين.. وصارت نكتة..
اتصلت بزميلتى المسئولة عن محافظة الجيزة.. وبزميل من صحيفة أخرى منحنى رقم اللواء أسامة شمعة.. نائب المحافظ، وللأمانة كان الرجل مهذبًا للغاية.. وأخبرنى أن الأمر لا يقع فى حدود مسئولياته لكنه سيتصرف.. واعتبرت ذلك وعدًا.. لكن شيئًا لم يتغير.. وفى اليوم الخامس عثرت بصعوبة على رقم «الأسطى حنفي».. والأسطى هنا ليست للذم.. لكن وصف دقيق وتوصيف لمكانة الرجل كمسئول أول عن شركة المياه فى الجيزة.. لكن الأسطى حنفى مشغول فى اجتماع.. يليه اجتماع لبحث الأزمة.. هكذا أخبرنى مدير مكتبه الأستاذ علاء.. وأعطانى الرجل المسئول عن «القطاع» اسمه المهندس بدوي.. فأخبرنى الرجل بجدية تامة أن الأزمة سببها الحر.. وأن الناس هجمت على الميه.. فالمواسير الكبيرة سحبت الميه من المواسير الصغيرة.. فأخبرته أن شارعى به خطان.. أحدهما يعمل بكفاءة عالية.. ولا وجود لمواسير صغيرة وأخرى كبيرة وتندرت بأن معنى كلامه أن المياه ستظل مقطوعة لآخر الصيف بقي.. وأغلقت الهاتف لأطلب رقم المهندس خالد زكريا محافظ الجيزة.. لكنه لم يرد.. ثم «كنسل» عندما عاودت الاتصال.. وحينما زهقت أرسلت له رسالة بمضمون الشكوى لكنه لم يعبرني.. ولم تصل المياه أيضًا.. فشِلْت «طاجن ستى على دماغي».. أنا الآخر.. وأنا أردد.. ما فيش فايدة..
عادت المياه بعد ٧ أيام كاملة من الانقطاع.. لكن أملى فى أن ينصلح الحال لم يعد.. فمن هم من عينة المهندس بدوى والأسطى حنفى المشغولين دومًا.. والمهندس رئيس جمهورية الجيزة لن يصلح بهم حال هذا البلد.. وأتحدى هذا المحافظ ورجاله أن يكشفوا لنا أين ذهبت الأموال المخصصة للصرف والمياه فى هذه المنطقة؟.. فقد جاءت المواسير بالكامل من جيوب أصحاب العمارات.. فيما هى على الورق من «مال الدولة».. وأتحداه أن يزور شارع العشرين فى أى وقت.. قبل الإفطار أو بعده.. رغم أن المسافة بين مكتبه ومنزلى لا تزيد علي عشر دقائق.. والأحرى به أن يستقيل ويعود لجامعته التى جاء منها.. طالما هو مسئول عن مسئولين يعتقدون أن المياه بايظة والمجارى بايظة والزبالة مالية الشوارع والمرور خربان عشان الدنيا حر.