الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

"المال والبنون".. زمن "الكيتش" الجميل

كل يوم مسلسل

المال والبنون
المال والبنون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تاريخ العرض: ١٩٩٣، ١٩٩٥
إنتاج: قطاع الإنتاج التليفزيون المصري
إخراج: مجدى أبو عميرة
تأليف: محمد جلال عبدالقوي
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرتين. الأولى في شكل جاد أو تراجيدي، والثانية في شكل كوميدى أو هزلي.
عندما تشاهد مسلسل «المال والبنون» الآن غالبا سوف تندهش من كم المبالغات الانفعالية التي يحتويها على مستوى الصوت والصورة.
وغالبا سوف تضحك على هذه المبالغات في جمل الحوار الإنشائية كأنها قادمة للتو من كتاب القراءة للمرحلة الابتدائية وتعبيرات الممثلين التي تتلوى وتنتفخ كأنهم يتألمون ولا يتكلمون.
ربما تندهش أيضا من هذه الموسيقى المزعجة لياسر عبد الرحمن، التي تكاد تقتصر على إيقاعات الطبول الصاخبة وأصوات الكمنجات المنتحبة.
مع ذلك فإن أكثر ما يدهش فيما يتعلق بمسلسل «المال والبنون» هو قدر النجاح الكبير الذي حققه حتى أصبح واحدا من أشهر الأعمال الدرامية وأكثرها تأثيرا...حتى أن الكثير من أسماء أبطاله وعباراته الإنشائية المنتفخة دخلت قاموس اللغة الشعبية.
هذه كانت دراما التسعينيات، التي ظلت تبالغ وتنتفخ حتى انفجرت وسقطت تحت أقدام الأعمال القادمة من سوريا وتركيا والمكسيك مع حلول الألفية الجديدة.
للوهلة الأولى يبدو «المال والبنون» وكأنه محاكاة ساخرة لأحد مسلسلات أسامة أنور عكاشة. أو بمعنى آخر يبدو أنه «كيتش» لهذه الأعمال.
ووصف «الكيتش» هو مصطلح ألمانى ظهر في منتصف القرن التاسع عشر، ليصف موجة من الأعمال الفنية تشبه «المال والبنون» وإخوته في اعتمادها على التقليد والمبالغة التي قد تحظى بإعجاب قطاعات كثيرة، خاصة الشعبية، بينما تنال سخرية المثقفين.
يدور «المال والبنون» حول صراع الأخوين، أو الجارين، الطيب والشرير، وهو التيمة المفضلة للحكايات الشعبية المصرية منذ عهد الفراعنة، وهو يشبه إلى حد ما «الشهد والدموع» والمسلسل الأمريكى «رجل غني، رجل فقير»، ولكن مع دفع الأمور إلى حافتها الميلودرامية، كما أن الصراع هنا يتخذ أبعادا ورموزا وطنية. فالشرير سلامة فراويلة، يوسف شعبان أيضا، كما في «الشهد والدموع»، يتاجر في الآثار، ويصبح مليونيرا، بينما جاره عباس الضو، عبد الله غيث، ثم حمدى غيث في الجزء الثاني، فقير وشريف.
يتبادل الأبناء والبنات الحب، وعلى رأسهم يوسف ابن عباس الضو، أحمد عبد العزيز، الذي يقع في حب فريـال فراويلة، فايزة كمال، ولكن سلامة يرفض زواجهما. نفس الأمر يتكرر مع عبد المنعم الضو، هادى الجيار، وفوزية فراويلة، فادية عبد الغني، ولكنهما يتزوجان رغما عن أنف والديهما...وهكذا يدور المسلسل بالأساس حول علاقات الحب والكراهية بين العائلتين، مع إضافة خط وطنى حيث يتعرض يوسف الضو للأسر من قبل الاسرائيليين في سيناء مع نهاية الجزء الأول.
يتسم المسلسل بالسرعة نسبيا، حتى أن مجموع حلقات جزءيه الأول والثانى لا تزيد على ٣٤ حلقة، تمتلئ بالأحداث المتلاحقة على مدى عشرات السنين...ويبدو أن الجزء الثانى الذي صنع بعد أكثر من عامين على ظهور الجزء الأول قد تعرض للكثير من المتاعب الفنية التي أثرت على مستواه وشعبيته نسبيا.
كعادة الدراما المصرية أيضا تحولت أغنيتا المقدمة والنهاية لمسلسل «المال والبنون» اللتان ألفهما سيد حجاب ولحنهما ياسر عبد الرحمن وغناهما على الحجار إلى علامة مميزة للمسلسل وحقبة النصف الأول من التسعينيات.
بعدها بسنوات سوف تنفجر فوضى الفضائيات العربية والمسلسلات الرمضانية، ولن يستطيع أي مسلسل، مهما كان، أن يستولى على الساحة وعيون وقلوب المشاهدين بمفرده.