أثارت قضية عادل حبارة لغطًا كبيرًا فى الشارع المصري، واستنكر الملايين أن تعيد محكمة النقض محاكمة عادل حبارة وأعوانه من التنظيم الإرهابى، بعد أن قتلوا ٢٦ من شباب مصر الأبرياء بعد عودتهم من تسليم مهامهم بعد تأدية خدمتهم الوطنية وانتهاء فترة تجنيدهم الإلزامي فى القوات المسلحة.
فأردنا أن نلقي الضوء على حكم الإعدام لمزيد من
المعرفة، لأن الجهل بالشيء يجعلك تعاديه. فالمحاكم الجنائية تمر بمرحلتين الأولى تسمى
«محكمة الموضوع» وهى المختصة بنظر الجريمة ومدى ثبوتها على المتهم وصحة أدلة الاتهام..إلخ
حتى يأتى حكم المحكمة، ثم تمر بمرحلة ثانية من الحكم وهى (محكمة النقض) وهذه المحكمة
فى هذه المرحلة لا علاقة لها بموضوع الجريمة، فهى تنظر فى مدى صحة تطبيق القانون وصحة
الإجراءات القانونية، حتى صدور الحكم، فإذا وجدت أى خلل قانوني فإنها تعيد القضية للحكم
من جديد وتعرف بقبول النقض، وذلك لإصلاح الخلل القانوني الذى شاب إجراءات الحكم فى
محكمة الموضوع وفى حالات الإعدام يتم تحويل الحكم من محكمة الموضوع إلى محكمة النقض
سواء قام المتهم بإجراءات النقض أم لم يقم، فمحكمة الموضوع ومحكمة النقض هما جناحا العدالة
فى قضايا الجنايات وأحكام الإعدام بالأخص.
فى قضية عادل حبارة الذى تسببت إعادتها للمحكمة
فى سخط كثير من المصريين، كان هناك خطأ قانوني يتمثل فى أن أسباب الحكم فى القضية قد
وصلت على حد علمي إلى ١٨٠ صفحة لم يتم التوقيع عليها من قبل المستشارين، وهذا خطأ قانوني فتمت إعادتها لصواب هذا الخطأ ومحكمة النقض لا علاقة لها بموضوع الجريمة، هذا باختصار
سبب إعادة محكمة النقض لقضية الإرهابي عادل حبارة وزملائه من التنظيم الإرهابي الخسيس
وفق مخطط مخابرات أجنبية تنفق عليه لإنهاك الجيش المصري واستنزافه، وإرهاق الجيش المصري،
بهدف إسقاط الدولة المصرية تحت دعاوى كاذبة فاجرة منها إسقاط حكومة الانقلاب ونحن نقول
إنه انقلاب الشعب فى ٣٠ يونية على هذه الجماعات الجاهلة المأجورة التى تتستر بالدين
وهى تعمل لصالح المخابرات الصهيونية فى المنطقة، وعلى سبيل المثال ماذا يهم أمريكا
والصهيونية العالمية فى أن يكون حاكم سوريا علويًا حتى أو ملحدًا، هل هذه القضية تهم
الحركة الصهيوأمريكية، هل يعنيهم عقيدة الحاكم مسلمًا أو مسيحيًا أو علويًا أو كافرًا
أو ملحدًا، وهل يهمهم ذلك؟ كل العقلاء يجمعون على أن هذا الأمر لا يهم أمريكا فى شىء،
فلماذا تقوم هذه الجماعات التكفيرية والسلفية بخدمة الأهداف الصهيونية بإعلان الحرب
على النظام السوري العلوي، فإن عائلة الأسد تحكم سوريا منذ ١٩٦٨ حتى الآن أى قرابة
٥٠ سنة، لماذا الآن تعلن الحرب على الحكام العلويين ولماذا تخدم الجماعات التكفيرية
الأهداف الصهيونية فى المنطقة؟ وهكذا رأينا الاستقلال التام لإقليم كردستان العراق
وانقسمت العراق بفعل هذه الحركات الجاهلة والعميلة، وقبلها سعت أمريكا لفصل إقليم تيمور
الشرقية عن إندونيسيا المسلمة، وأوقفت النمو الإندونيسي وأصبحت تيمور الشرقية دولة
منفصلة عن إندويسيا، ثم قامت وبقوة دعم بالمال والسلاح بفصل جنوب السودان وأصبح جنوب
السودان دولة مستقلة عن الدولة السودانية وهو ما يتم تكريسه فى سوريا بانفصال الإقليم
الكردي عن الدولة السورية، وبعدها سوف ينفصل جبل الدروز عن سوريا، ليعلن نفسه دولة
مستقلة بعد مذبحة جيش النصرة والتى تمهد لذلك، ولمن لا يعرف فإن جماعة أنصار بيت المقدس
فى سيناء وجيش النصرة فى سوريا على علاقة وثيقة بالمخابرات الإسرائيلية، ويتلقون دعمًا
ماديًا وفنيًا من إسرائيل بدون أى خجل وأجهزة الأمن تعلم ذلك جيدًا، تعلم العلاقة الوثيقة
بين مخابرات إسرائيل وقطر وتركيا، وهذه الجماعات تحقق سياسة الأستاذ الصهيوني العالمي «برجنيسكى» عندما قال: لكى نحقق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لا بد من تفتيت
الدول المحيطة بإسرائيل إلى دويلات طائفية تتقاتل فيما بينها وقد كانت منظمات عديدة
مكلفة لتنفيذ هذه المهمة أشهرها حركة «اتحاد الحركات الشبابية» وتعرف باسم «N.y.m» وهى حركة تعمل تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية ويشرف عليها (كارج كوهين
وصان شارب) وتهدف لتدمير كل من السعودية ومصر وسوريا وذلك بعد تدمير ليبيا واليمن والصومال،
هذه الجماعات التكفيرية نفسها لماذا كل هذا العنف فى الدول العربية فقط والإسلامية
ألم تسأل نفسها من الذى ينفق عليها الملايين بلا حساب؟ إن الذى ينفق على حركة «بوكوحرام
فى نيجيريا» هى نفس الأجهزة المخابراتية التى تصرف على أنصار بيت المقدس وتدعم الإخوان
وأنصار الشريعة والنصرة وداعش، كلهم إخوان للصهاينة يعملون وفق نظرية الأواني المستطرقة
المتصلة بأنبوب واحد، وهى حكومة العالم الصهيونية التى تجتهد لتحقيق الحلم التوراتي على حد زعمهم «إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات» باستخدام هذه التنظيمات التكفيرية
التى تم ترشيحها ودعمها بالمال والإعلام، لأنهم وجدوها خير من يحقق لهم أهدافهم وبأقل
تكلفة، ألم يكن مثيرًا للعجب والشفقة أن تعلن أمريكا على لسان رئيسها أوباما، بأن الحملة
العالمية بقيادة أمريكا على داعش أصيبت بانتكاسات فى العراق وسوريا! صدق أو لا تصدق.
ومنها جماعات القاعدة وداعش التى تقوم بتفجير
مساجد الشيعة فى السعودية، فالهدف ليس نصرة المذهب السني، فالمذهب السني لا يحتاج لقتل
الشيعة حتى ينتشر ويقوى، ولكن الهدف هو تدمير الأمن الاجتماعى للمملكة العربية السعودية،
لأن الشيعي السعودي هو مواطن سعودي أبًا عن جد، وله كل الحقوق المواطنة، وكل مسيحي مصري هو مصري أبًا عن جد، وله كل حقوق المواطنة، هدف هذه الجماعات المأجورة العميلة
هو تدمير الأمن الاجتماعي للدول العربية، وتمزيقها على أسس عرقية وطائفية، لتنفيذ مخطط
أستاذهم ومحركهم «برجنيسكى» والعاصم بعد الله سبحانه من هذه المؤامرة التى تنفذها جماعات
التكفير المأجورة، هو إدراك العرب لحجم الأخطار المحيطة بهم والتوحد وتسخير القدرات
العربية لإفشال هذه المخططات والله الموفق.