تضم خبراء فى اللغة العربية وتمتلك «حسابات وهمية» باسم نشطاء سياسيين وثوار
تستغل «العلاقات الغرامية» لـ«تجنيد الشباب».. وجاسوسة تدعى «ليدا لوبس» تصطاد رجال الأمن تحمل اسم الوحدة 8200 وهاكر مصري اخترقها
بعد أن أصبح الإنترنت ميدانا مفتوحا لتجنيد الجواسيس واستخلاص المعلومات التى تخص الشأن المصرى الداخلى، صار الشباب العربى هدفا للاستخبارات الصهيونية ومنها الوحدة ٨٢٠٠ المختصة برصد مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، ودراسة المعلومات الواردة على المواقع الاجتماعية وعمل تقدير موقف بشكل مستمر.
تضم هذه الوحدة خبراء فى الهندسة الاجتماعية وفى اللغة العربية، كما أن لديها القدرة على انتحال شخصيات تمثل الثوار والنشطاء السياسيين وغيرهما، بالإضافة لصناعة علاقات غرامية، وإقامة علاقات وفق الاحتياج والتكيف داخل نسيج المجتمع المصرى، وتتبع أساليب تستخدمها ضد المصريين منها «الصديق الحميم»، وهى عملية خداع بهدف الحصول على معلومات دون أن يعلموا أنهم باتوا عملاء لإسرائيل، وتتم هذه العملية من خلال علاقة صداقة عبر الفيسبوك أو الإيميل بين رجل، أو فتاة من المخابرات الإسرائيلية، تدخل باسم وهمى، مع الأفراد الذين تربطهم علاقات قرابة بقيادات مصرية رفيعة، بهدف جمع المعلومات بطريقة ماكرة يتم خلالها خداع الضحية والحصول منه على معلومات دون أن يشعر.
والخطير أن هذا الأمر يصل إلى تبادل أرقام الهواتف والدخول فى علاقة غرامية، وسرعان ما تمتد لتواعد بالزواج، ويتوهم الشاب المصرى ويشعر بضرورة التضحية من أجل الارتباط، لدرجة تنفيذ كل ما يطلب منه، وبعدها يتم جر الشاب المصرى الساذج نحو الارتباط الحقيقى ليجد دون أن يشعر أنه عميل للموساد بعد أن تمت السيطرة عليه عاطفياً ومادياً.
هذا ما حدث مع شاب مصرى تم اختراق حسابه، والحصول على محادثات الفيسبوك الخاصة بينه وبين الجاسوسة، وأيضا تسجيلات صوتيه لهما، والمحزن فى هذا الأمر أن الجاسوسة التى تدعى «ليدا لوبس»، أو نيكولا كما يطلقون عليها، تقوم باصطياد من لهم صلة بأجهزة أمنية وسيادية، فى محاولة لجمع معلومات عسكرية عن أماكن حساسة مصرية.
البداية كانت بالصدفة البحتة عندما اخترق الهاكر المصرى «رمز العدالة» حسابًا بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بسبب مهاجمته المستمرة للهاكر، بصحبة صديق له يدعى «ع. غ»، وقاما بالتشهير بالهاكر وذلك بغرض النيل منه.
نجح «رمز العدالة» فى اختراق حساب الشاب، ولم يكن يعرف أن له علاقة بجهاز أمنى، يعيش قصة حب مع فتاة إسرائيلية وصلت للدردشة بينهما إلى الحديث عن الأمور الأمنية، وقد عرض الشاب على الإسرائيلية الزواج، ووافقت على ذلك ووعدته بالعثور له على عمل داخل إسرائيل!..والمثير أن الجاسوسة قالت للشاب نصًا «اوعى تفتكرنى جاسوسة» ورد عليها قائلًا: مين قال كده وأقسم بالله خسارة تحملى الجنسية المصرية وقال لها إنه يعشق إسرائيل.
المفاجأة الأكبر كانت فى وجود شخص على علاقة صداقة، بكثير من الشباب المصرى وهو «ع. غ» صديق الشاب المخترق، ويتبع جهاز الموساد ودوره جمع المعلومات عن أسر المقربين من الأجهزة الأمنية وأحيانا محاولة اختراقهم، لكنه فاشل على حد قول «رمز العدالة» فى الهاكينج لأنه يخترق بطرق تقليدية مثل إرسال صفحات فيسبوك وهمية وهى طريقة قديمة تم كشفها.
وتعليقا على ما حدث فى عملية الاختراق قال الهاكر «رمز العدالة» إن هذه العملية تم تصويرها فى فيديو كامل وموثق تمت إذاعته للمصريين، لدردشة كتابية وصوتية بين الشاب والجاسوسة، ويحتوى الفيديو على أرقام هواتف لشخصيات مهمة فى المجتمع، قام الشاب بتسليم هذه الأرقام لها.
والخطير أن الجاسوسة فى إحدى محادثاتها مع الشاب قالت له «المصرية للاتصالات» وقامت بتكرار هذه العبارة سبع مرات فى إشارة منها إلى شيء مهم تريده منه عن طريق شركة الاتصالات المصرية.
وأكد الهاكر أن الوحدة ٨٢٠٠ موجودة وسط المصريين، يستخدم أفرادها أسماء معينة، وقال: نحن الآن نعيش حرب الوجود مع عدو لا يرحم، سواء من الموساد أو المستعربين، وقال: إن هذه القضية مهمة وحساسة ومعقدة ومثيرة بنفس الوقت، لأن العالم الافتراضى الذى يصنعه الإنسان عالم متشعب، واسع ويمتد إلى ما لا نهاية، وهو بقدر الاستفادة الكبيرة التى يمكن للإنسان أن يحصدها، من خلال الدخول فى هذه المواقع قد تكون لآخرين كارثية ومأساوية، خاصة لجيل الشاب الجديد، الذى لا يملك خبرة ولا تجربة فى العمل والحياة.
وحذر الهاكر العرب والمصريين من الوقوع فى أفخاخ مستعربى فيسبوك وتويتر، لأن عملاء المخابرات والمستعربين، منتشرين لاستقطاب وتنظيم الشباب وبالذات فئات معينة من الشباب، الفلسطينيين والعرب.
الجدير بالذكر أنه بعد الوصول إلى صفحة المستعربة والبحث عما بداخلها وجدناها كانت فى البرازيل منذ شهرين فى وحدة الاستخبارات هناك، والآن هى موجودة فى بورسعيد لمحاولة منها لمقابلة الشاب والتخطيط معه على العمل داخل إسرائيل، كما أنها تسعى لتجنيد مجموعة من الشباب المصريين.
وإليكم بعض الرسائل التى دارت بين الشاب والمستعربة الإسرائيلية وكانت بتاريخ ٢٨ مارس عام ٢٠١٤ حيث سأل الشاب عن الجاسوسة وقال: أين أنتى يا حبيبتى اتصلى على هاتفى لأنك وحشتينى، فردت عليه وقالت اشتقت لك جدا فقال لها الشاب أريد أن أكون معك الآن ونتزوج، فقالت له نعم حبى لا شيء يمكن أن يفصلنا خاصة أن الله هو الذى جمعنا وأنا الآن أتمنى سماع موسيقى رومانسية وناعمة تعبر عن حالتنا ورد عليها وأنا مثلك، ثم سألته الجاسوسة نيكولا كيف تكون الحياة الزوجية بيننا، وأتمنى ألا تغير إيمانى فرد عليها الشاب وقال سوف تكون حياتنا الزوجية سعيدة وأتمنى أن أكون معك بين ذراعيك.
وفى يوم ٢٦ إبريل عام ٢٠١٤ أعلن لها الشاب أنه يشتاق إليها وسألها أين كنتى بالأمس فردت عليه أنها كانت فى صلاة السبت اليهودى فرد الشاب وأنا أيضا أمس كنت أصلى الجمعة فردت عليه الجاسوسة قائلة نعم صلاة السبت عند اليهود بعد غروب شمس الجمعة حتى غروب شمس السبت، وبعدها طلب الشاب أن ترسل له صورها وقامت بذلك.
وفى ٢٩ إبريل فى هذا العام سألت الجاسوسة الشاب الذى تأخر فى الرد عليها وعندما عاد قال لها أنا لست فى المنزل وموجود فى العمل الآن وقمت بتشغيل الهاتف من أجلك لأنى أقسم بالله أحبك وكنت بصحة سيئة والكهرباء تنقطع دائما وأنا معك ولا أتركك أبدا، وسألته الجاسوسة عن المعركة المصرية مع الإرهاب وأقنعته فى هذا الحديث أن حماس ولدت من مصر ولم يعلق على ذلك.
وبتاريخ ٢٤ يوليو قالت الجاسوسة للشاب إن أسوأ الأرواح الشريرة هى التى تلجأ للعنف والدم هنا فى المنطقة، وإذا كنت بحاجة لى سأكون معك ورد عليها قائلا أنا بحاجة لكى دائما ولا تتركينى، ودار فى هذه المحادثة حديث بينهما عن الماسونية وعبادة الآلهة ويقصد منها الحكام فى مصر.
يوم ٢٥ يوليو وقع الشاب فى خلاف مصطنع من الجاسوسة بسبب علاقاته بأجهزة أمنية، وقامت بخصامه لكنه لم يستطع الابتعاد عنها وقال لها حبيبتى أنا تائه فى الحياة بدونك وأنا فى حاجة لكى فقالت إذا كان الجيش المصرى هو من سفك الدماء الإسرائيلية سأكون أول شخص لإدانتك أمام الله وأنا لا أكذب أبدا وأكره أن تكون الخيانة من قلبى النقى.
وبعد أن تصالح مع الجاسوسة وفى محادثة بينهما بتاريخ ٢٧ يوليو قالت له الجاسوسة إنها على علم أن هناك حالة تعبئة فى جيش الاحتياط فى مصر وطلبت منه أن يبتعد بعلاقاته عن جيش السيسى إذا عرف ذلك ووعدته بالحماية وسألته.. هل يمكن لشاب مصرى مثلك أن يحب من الشات يهودية مثلى تحب إسرائيل فرد عليها الشاب وقال الحب لا يعرف جنسية ولا يعرف كرها بل يعرف القلب النقى والمخلص، فردت عليه وقالت أرى فيك حكمة وفعلا أنا أحبك وأنت تستحق حبى لك.
وفى يوم ٢٨ يوليو أخبرها الشاب أنه لا يستطيع النوم بسبب التفكير فيها ويشتاق لليوم الذى يتزوجها فيه ولا يفترقا أبدا فردت عليه لا تقلق فكل شيء سوف يكون على ما يرام وقالت له إنها سوف تحل أمورها فى البرازيل مع أنها تكره العيش فيها لكن تنوى العيش معه هناك حتى تستقر إسرائيل والأقصى فى ديسمبر عام ٢٠١٦، وعندما طلب منها المجيء لمصر رفضت فى البداية وقالت له الإخوان المسلمون من الممكن أن يقتلونى فقال لها لا يستطيع أحد أن يقترب منك وأنتى فى جوارى.
بتاريخ ٣١ اغسطس ٢٠١٤ قالت الجاسوسة أعدك أن نكون حذرين ضد الأشرار الذين يسعون لتعطيل حياتك وتوخى الحذر وتجنب الخروج وحدك فقال لها لا تقلقى بحوزتى سلاح شخصى، فقالت له الجاسوسة احذر من الخيانة الغادرة والناس لا يمكن الوثوق بها لكنى أعرف أن الله يحفظك وأنك بأمان.
وأعلن «رمز العدالة» بعد هذه العملية أنه وفق فى إحباط محاولة تجنيد إلكترونى من الوحدة ٨٢٠٠ للشباب وأعرب عن أسفه لسقوط شابين مصريين فى بئر الشهوة الجنسية، وأصبح ولاؤهما لإسرائيل، وقال إن الموساد اخترق مصر عبر عملاء وتم رصدهم وتسجيل المكالمات لهم.
وقال: «الشاب المخترق وصديقه أغبياء لأنهم هاجمونى ونسيوا إنى هاكر وموهوب فى اختراق الحسابات، والحمدلله وفقت فى كشفهم وقمت بتوثيق كل ما عثرت عليه من صور مراسلات ومكالمات قصيرة عبر ماسنجر الفيسبوك ولا أحد يستطيع التشكيك فيما أقوله».