الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة"4".. في قوله تعالي"غُلِبَتِ الرُّوم فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون" الدكتور محمد محمود: الآية تعكس إعجازًا تاريخيًا وجغرافيًا وجيولوجيًا

الدكتور محمد محمود
الدكتور محمد محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل "البوابة نيوز" عرض سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وما وراء الآيات القرآنية التي شرعها الله عز وجل على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام لتكون عبرة للعاقلين وهداية ورحمة للعالمين ممن يتأملون في كتاب الله الذي أمرنا عز وجل بتدبره وتعلم ما فيه من علوم حيث قال الله تعالي "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا".

وفي هذه الحلقة نعرض تفسيرا للآيات الأولى من سورة الروم حيث قال الله تعالي: "الم، غُلِبَتِ الرُّوم، فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم، وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون".
(الروم 1:6)
وحول الآيات القرآنية يؤكد الدكتور محمد محمود، الحاصل على دكتوراه في تاريخ الأديان بجامعة الأزهر، على أن في هذه الآيات البينات وجهان من وجوه الإعجاز القرآني بحيث يكون من جملة الدلائل على صدق هذا الكتاب الكريم وصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يوجد إعجاز تاريخي وإعجاز جغرافي وجيولوجي للآيات الكريمات لافتا إلى أنه بالنسبة للإعجاز التاريخي أخبرت الآيات بانتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم النكراء سنة 619م في ظرف زماني لا يتجاوز بضع سنوات، مشيرا إلى أن "البضع" يكون بين الثلاثة إلى التسعة حسب المستعمل الغالب عند أهل اللغة وهذا ما تحقق في أرض الواقع حيث وقعت معركة أخرى بعد بضع سنوات من معركة الهزيمة وانتصرت الروم في عام 627م، وتزامن ذلك مع انتصار المسلمين على كفار مكة في غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة، وهذا النصر كان أشبه بالمستحيل في عيون العرب حتى أنهم راهنوا بعض المسلمين عليه، ولكن الله خيب ظنهم ونصر الروم وفرح المؤمنون فهذا من دلائل النبوة وصدق الوحي الإلهي لأنه إخبار بالغيب.

وأضاف محمود أنه فيما يتعلق بالإعجاز الجغرافي فمن المعلوم من التاريخ القديم أن المعركة بين الروم والفرس وقعت في المنطقة المحيطة بالبحر الميت "أغوار البحر الميت" والقرآن الكريم وصفها بأدنى الأرض، وكلمة "أدنى" هنا تأتى بمعنى أقرب وأخفض، متابعا أن تلك المنطقة التي دارت بها المعركة أقرب الأماكن لبلاد العرب وفى الوقت نفسه أخفض المناطق على سطح الأرض إذ تنخفض عن مستوى سطح البحر ب 1312 قدما (نحو 400 متر ) وهى أخفض نقطة سجلتها الأقمار الصناعية على اليابسة، كما ذكرت ذلك الموسوعة البريطانية.
واستطرد أنه فيما يتعلق بالإعجاز الجيولوجي، فالعلم التجريبي أكد أن "أغوار البحر الميت" التي دارت فيها المعركة أخفض مناطق اليابسة وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والتي لم تكن لتقاس في غياب تقنيات القياس الحديثة، حيث كان من المستحيل معرفة هذه المعلومة في وقت نزول القرآن الكريم والقرون التي تلت النزول إلى ما قبل اختراع أجهزة القياس الدقيق في أواخر القرن التاسع العشر الميلادى، قائلا ألا يدل ذلك على أن القرآن الكريم منزل من رب العالمين؟