السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مواسير المياه المصنعة من "الإسبستوس" بالقرى فيها سم قاتل.. أبوحليمة: تصيب بالسرطان.. عبدالعظيم: خطر على الجهاز التنفسي وتسبب التليف الرئوي.. رمزي: تفتك بالصحة العامة

مواسير المياه المصنعة
مواسير المياه المصنعة من "الاسبستوس" بالقري فيها سم قاتل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مادة " الاسبستوس " من أخطر المواد على صحة الإنسان والمحرمة دوليا، حيث توقفت كل دول العالم عن إنتاجها، إلا أنها مازالت مستخدمة في مواسير مياه الشرب بالريف والصعيد وتهدد الشعب المصري بالإصابة بمرض السرطان الناجم عنها. كما أنها موجودة في البورسلين والسيراميك، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، فضلًا عن استخدامها في قوابض السيارات وبطانات مكابح السيارات، والكارثة الكبرى أنها أيضا موجودة في مواسير مياه الشرب والصرف الصحي التي تنتجها شركة " سيجوار " الكائنة في حدائق حلوان والمعصرة حاليا التي توقفت عن الإنتاج منذ سنوات بالرغم من إنشائها منذ عام 1927، إلا إن الكارثة الكبرى تتمثل في الغبار الذي لازال يملأ الهواء المحيط بمنطقة وجود المصنع نفسه من ناحية، إضافة إلى كارثة وجود مواسير مياه قديمة لم يتم تجديدها من قبل شركة مياه الشرب والصرف الصحي لازالت مدفونة في الارض تمد القرى الريفية والصعيد بالمياه رغم أن الشركة تعهدت خلال السنوات الماضية بإحلال وتجديد الشبكة القديمة المصنعة من الاسبستوس بمواسير بلاستيكية. إلا إن الشركة قد قامت بإحلال وتجديد بعض المدن والقرى ولازالت مواسير الاسبستوس موجودة بالقرى المتبقية كما هي منذ عشرات السنين وهى تمثل كارثة على الأهالي أبرزها إصابتهم بمرض السرطان والالتهاب الرئوي وسرطان الحنجرة والغشاء البلوري وغيرها من الأمراض الفتاكة التي تعصف بالبشرية.
" البوابة نيوز" تكشف أضرار هذه المادة الكارثية..



في البداية قال الدكتور أحمد سمير أبوحليمة، استشاري الباطنة والكبد والجهاز الهضمي والمناظير بكلية الطب جامعة عين شمس، إن مادة الاسبستوس هي من المواد المسرطنة والمحرمة دوليا وللاسف فإن كثير من شبكات مواسير المياه القديمة خصوصا في القري تم تصنيعها من هذه المادة وأيضا هناك بعض المصانع المصرية التي مازالت تستخدم هذه المادة كمواد عزل وفي مكونات البناء، مضيفا أن الخطورة تكمن في تطاير غبار هذه المادة ما يسبب على المدي الطويل الإصابة بالتليف الرئوي وسرطان الحنجرة والرئة والغشاء البلوري للرئة وسرطان الغدد الليمفاوية، مطالبا بإحلال وتجديد كل هذه الشبكات ومنع استخدام هذه المادة في المصانع وذلك لضررها أيضا على المناطق المحيطة بهذه المصانع.



فيما رأى الدكتور رامى أحمد رمزى، استشارى التغذية العلاجية، أن الإسبستوس خطر جدا على الصحة العامة خاصة عند التعرض له واستنشاقه لذلك تم منع العمل به منذ فترة طويلة، لكن إذا جرى إصلاح أو ترميم مبنى يحتوي على مادة الأسبستوس أو تعرضت ألياف الأسبستوس المصنوع منها المواسير للاضطراب من خلال ثقبها أو قطعها مثلًا، عندئذٍ يجري استنشاق الأسبستوس بسهولة من قبل المواطنين كأنه غبار قاتل.
وأضاف رمزى أن الاسبستوس يسبب سرطان الرئة عند التعرض له ونظرا لخطورتة سمي مرض على اسمه "داء الإسبست " ولذلك العلماء قاموا بإطلاق مصطلح الأسبست على "مادة البناء التي تهدم الإنسان".



وأشار الدكتور حمدي عبدالعظيم استشاري الأورام بطب قصر العيني، إلى إن أغلب الدول قد أعدت قوانين منذ ثمانينيات القرن الماضى للتخلص من هذه المادة، ومصر بها تعرض للاسبستوس بشكل كبير مثل الموجود في مواسير المياه، مضيفا أنه من المفترض أن تتدخل وزارت الصحة والبيئة والصناعة للتخلص من هذه المواد الضارة والخطرة على الصحة.
وأضاف عبدالعظيم أن هذه المادة تسبب مرض السرطان إلا أن خطرها أسرع على الجهاز التنفسى، وقد تسبب تليف رئوى، موضحا أن الاسبتوس خطورته الأكبر والأسرع في استنشاقه وبصفة خاصة في مصانع الأسمنت والبورسلين.


وقد قال الدكتور أحمد عبد الغنى الأستاذ بمعهد السموم بقصر العينى، إن الاسبتوس يؤثر على الرئتين لو تعرض له الإنسان لفترة طويلة فقد تسبب له سرطان الرئة،مضيفا أن أكثر الناس المعرضين للإصابة بها هم العمال، موضحا أنه بالنسبة لمواسير مياه الشرب لابد من تحليل المياه التي تمر بها في معامل وزارة الصحة حتى يمكن التعرف على مدى وجود نسبة الاسبستوس فيها، موضحا أن هذه المادة شحيحة الذوبان في الماء إلا أنها لو وصلت مع المياه غير ذائبة قد تؤثر أيضا على من يشربون المياه بالتأكيد.
فيما رأى الدكتور محمد سعد استشارى التغذية وأستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة، أن الاسبستوس يدخل مع الاسمنت في صناعات كثيرة منها المواسير، وهى مادة غير قابلة للذوبان في الماء وهى موجودة في السيراميك ولاصقات ورق الحائط وجميع العوازل التي تستخدم في المنازل لعزل الارض والحائط عن المياه، مضيفا أن منطقة المعصرة ووادى حوف وحدائق حلوان به أكبر نسبة إصابة بمرض السرطان بسبب وجود مصنع سيجوار والمغلق حاليا منذ عشر سنوات تقريبا والذي يصنع المنتجات التي بها مادة الاسبستوس ومنها المظلات وأحواض الزرع والمواسير وهى مادة مسرطنة إذا ذابت في الماء أو تم ضخها في الماء ووصولها إلى المواطنين عن طريق ماء الصنبور.
وأضاف سعد أن الاخطر في مصر في صناعة الاسبستوس انها موجودة في السيراميك والعوازل التي تستخدم في المنازل، مؤكدا أن الأورام المسجلة في معهد الأورام من منطقة طرة الأسمنت وحتى حلوان بسبب مصنع سيجوار، كما أنه حاليا عليه هالة من الغبار فوقه، وهى تسبب أمراضا سرطانية للصدر وفى أغلب الأوقات تسبب السرطان عن طريق الاستنشاق.
ونظرا لخطورته الشديدة قد قام مركز حابي للحقوق البيئية بإرسال استغاثات إلى الجهات المختصة يطالب فيه بوقف تداول مادة الأسبستوس ومنتجاتها وكذلك قامت لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب بعقد جلسة خاصة بهذا الموضوع وأصدرت توصياتها بمنع تداول هذة المادة وإغلاق المصنع المخالف، وقد نتج عن ذلك أن قام مجلس الوزراء بإصدار توجيه بمنع تداول الأسبستوس ومنتجاته " إستيرادًا وتصديرًا " في الجلسة رقم 8 بتاريخ 9 / 11 / 2004، وبناءً على هذا التوجيه قامت وزارة التجارة الخارجية والصناعة بإصدار القرار رقم لسنة 1994 والذي يقضي بحظر إستيراد مادة الأسبستوس وحظر تصنيع منتجات هذه المادة ولكن تغافل القرار عن حظر استيراد منتجات تدخل فيها مادة الأسبستوس مما يجعل القرار معيبًا حيث يعطي الفرصة لدخول هذه المادة الخطرة عن طريق منتجات أخرى مستوردة.

فهل ياترى ستتدخل الشركة القبضة لمياه الشرب والصرف الصحى وتسرع في احلال وتجديد بقية شبكات المياه الموجودة في القرى الريفية والصعيد والمصنعة من الاسبستوس تغييرها إلى المواسير البلاستيكية الأمنة، أم أنها تنتظر مزيد من الإصابات بمرض السرطان.