السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أصوات من السماء.. الشيخ مصطفى إسماعيل 5-25

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد زياد إبراهيم
إشراف سامح قاسم
الشيخ مصطفى إسماعيل من مواليد 7 يونيو1905 قرية ميت غزال، مركز السنطة، محافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتاب القرية التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة.
أتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه على يد الشيخ إدريس فاخر ثلاثين مرة، وفى إحدى ليالى شهر رمضان سنة 1917 كان الشيخ إدريس يسهر في منزل والد الشيخ مصطفى وطلب من الشيخ مصطفى إسماعيل أن يقرأ ربعًا وبعد أن فرغ من القراءة قال اقرا يا مصطفى سورة (ص) فرد عليه الشيخ دى طويلة يا سيدنا، المهم قرأ الشيخ مصطفى فشمل أهل البيت السرور وهنأ الشيخ إدريس تلميذه الموهوب، وقرر جد الشيخ مصطفى مكافأة الشيخ إدريس.
وعندما بلغ الشيخ 16 عامًا كان قد أتم تجويد القرآن وتلاواته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر، ذهب الشيخ مصطفى إسماعيل للإقامة بطنطا وبالفعل أقام بها وحدثت الانطلاقة الحقيقة لهذه الموهبة التي وهبه إليه الله، فقد استطاع استحضار حجة القرآن في صوته وبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآنى يعتبر ملك المقامات فقد قرأ القران بأكثر من 19 مقلما بفروعها.
تلاوة نادرة(صوت وصورة) للشيخ مصطفى إسماعيل من مسجد الامام الحسين
https://www.youtube.com/watch?v=q1QGKSiHz3g
الموهبة تفرض نفسها:
ويروي شيخنا الفاضل أنه كان مدعوًا إلى عزاء أحد الأشخاص في مدينة طنطا، فارتدى الجبة والقفطان والكاكوله، وذهب لحضور العزاء فوجد سرادق ضخم لاستقبال أعيان القاهرة وباقي المحافظات، وصعد أول القراء وكان الشيخ حسن صبح، ثم صعد الشيخ مصطفى إسماعيل وهو ابن السادسة عشر، فانفعل عليه الشيخ حسن صبح قائلا له "انزل يا ولد هو شغل عيال"، فاقترب منه أحد أقارب المتوفي وقال للشيخ حسن صبح إن الشيخ مصطفى إسماعيل قارئ للقرآن ومدعو مثلك تمامًا.
وقرأ الشيخ مصطفى إسماعيل، وابهر الحاضرين وخاطبه الشيخ حسن صبح وقال له "جدع يا ولا، الموهبة تفرض نفسها"، وبدأت تكوين قاعدة حقيقية للشيخ مصطفى إسماعيل من المحبين والسميعة بطنطا وما حولها من مدن الوجه البحري "الدلتا" والقاهرة، ووصل ذيعه إلى الشيخ محمد رفعت، الذي بحث عنه وسمعه بالفعل وتوقع له مستقبلًا باهرًا، ونصحه أن يتوجه إلى القاهرة.

مقام النهاوند الشيخ مصطفى إسماعيل ابداع فوق الوصف
https://www.youtube.com/watch?v=6vHMB1FvkSs

الانتقال إلى القاهرة:
وبالفعل سافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى القاهرة والتقى بأحد المشايخ الذي استمع إليه واستحسن قراءته وعذوبة صوته، ثم قدمه في اليوم التالي ليقرأ في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون.
سمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئًا للقصر الملكي رغم أنه لم يكن قد أُعتُمدَ بالإذاعة.
امتازت قراءته بالتفرد في الأسلوب وشدة التعبير وهذا الذي جلب اليه المستمعين فجعلوه أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها فالإذاعة المصرية دائمًا ما تتميز بروعة المقرئين الذين تختارهم..
تلاوة نادرة رائعة سورة الرعد 1946 الشيخ مصطفى إسماعيل
https://www.youtube.com/watch?v=_BFQCNP5TlU
ومع أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان من المعجبين والمتأثرين بصوت الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وغيرهما.. غير أنه مع ذلك أخذ يشق لنفسه طريقًا خاصًا ومميزًا، حتى أثمر ذلك مدرسة لها أداؤها الخاص، ومنهجها المميز.
امتاز الشيخ مصطفى بعذوبة صوته، وقوة أدائه، وعُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، فكان صاحب مدرسة جديدة في أسلوب التلاوة والتجويد.

تلاوة نادرة للشيخ مصطفى إسماعيل ما تيسر من سور الفرقان والطارق والتين
https://www.youtube.com/watch?v=YEfMp3uQAp4

ويعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل بحق من أهم شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي أجمع فهو صاحب أسلوب متميز وبديع وصاحب مدرسة فريدة من نوعها في التلاوة في مجال تلاوة القرآن الكريم وكان يركب النغمات والمقامات في تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير إعجابه، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، وكان يعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، ويستخدمها فی الوقت المناسب وبشكل مناسب فقد استطاع بصوته الجميل أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات مزجا لم يسبق له مثيل فكان ينتقل بسامعيه إلى عالم تسوده الروحانيات والفيوضات الإلاهية، فهو مدرسة فريدة بحق في فن التلاوة.

الشيخ مصطفى إسماعيل - سورة يوسف قراءة نادرة جدًا
https://www.youtube.com/watch?v=m6DMvUw04dM

وقد كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات من المحبين لسماع صوته بشدة، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجونًا، كما أنه اختاره ضمن الوفد الرسمي لدى زيا رته للقدس، وقرأ في العديد من الدول العربية والإسلامية وأيضا في بعض المدن الأوربية.
ويعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل من القراء الذين ذاع صيتهم، واشتهر أمرهم، والتف الناس من حولهم، لسماع آيات القرآن الكريم؛ وسجَّل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته القرآن الكريم كاملًا مرتلًا، وترك وراءه 1300 تلاوة يتجلى فيها روعة وجمال الصوت والأداء، التي لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها.
وقد تلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، فلبى تلك الدعوات، وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها.
زار الشيخ مصطفى إسماعيل خمسًا وعشرين دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
زار الشيخ مصطفى إسماعيل القدس العربية عام 1960، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، قبل أن يصطحبه الرئيس الراحل السادات معه سنة 1977، وقام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
الأوسمة والنياشين:
حصل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا.
في سنة 1398 هـ - 1978 م وأثناء سفر الشيخ إلى مدينة الإسكندرية للقراءة في بعض المناسبات، كان الشيخ على موعد آخر في غير هذه الدار، إذ وافته منيته، وغادر الدنيا الفانية إلى الدار الباقية.