الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

ليالي الحلمية.. ملحمة شعبية تليفزيونية

مسلسل «ليالى الحلمية»
مسلسل «ليالى الحلمية»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تاريخ العرض: ١٩٨٧- ١٩٩٥
إخراج: إسماعيل عبد الحافظ
تأليف: أسامة أنور عكاشة
تمثيل: يحيى الفخرانى، صفية العمرى، صلاح السعدنى، آثار الحكيم، ممدوح عبد العليم، هشام سليم، فردوس عبد الحميد، محسنة توفيق، عبلة كامل، شوقى شامخ، لوسي، سيد عزمي، محمد متولي، ممدوح عبد العليم، إلهام شاهين، دلال عبد العزيز.. وآخرون.


مثل ثلاثية نجيب محفوظ في الأدب، يبقى مسلسل «ليالى الحلمية» بأجزائه الخمسة، أكبر نموذج ناجح للملحمة العائلية متعددة الأجيال، وبالرغم من عشرات الروايات والمسلسلات التي اتبعت طريقة «ثلاثية» محفوظ و«ليالى» أسامة أنور عكاشة، إلا أن أيا منها لم يصل إلى مستواهما الفنى وشهرتهما وتأثيرهما في المجتمع.
ومثل السيد أحمد عبد الجواد وكمال عبد الجواد وأمينة وسائر شخصيات ثلاثية محفوظ التي حفرت أسماءها في الثقافة الشعبية، كما لو كانت شخصيات من لحم ودم، دخلت شخصيات سليم باشا البدرى والعمدة سليمان غانم، ونازك هانم السلحدار وزينهم السماحي، وحتى بهروز والمليجى وعشرات غيرهم، إلى قاموس المصريين اليومي، وتحولت إلى نماذج لأنماط من الشخصيات والسلوكيات.
يتتبع أسامة أنور عكاشة في «ليالى الحلمية» المصائر المتشابكة لعائلتى البدرى وغانم ومن بينهما، عبر مسيرة تمتد من خمسينيات القرن الماضى وحتى الثمانينيات، والصراع الذي يدب بين رأسى العائلتين ويمتد عبر الأجيال التالية.
من الصعب تلخيص أحداث المسلسل أو الصراع الدرامى فيه، ولكن في الوقت نفسه، ووفقًا لطريقة البناء الدرامى التقليدية يحافظ المسلسل على الخط الرئيسى فيه، وتتطور الشخصيات وحياتها وفقا لهذه الخطوط، وهو شيء تفتقد إليه الكثير من مسلسلات الأجزاء التي تبدو أحيانا كقصص متناثرة تم تجميعها وسردها وراء بعضها.
هناك لغز ما في «ليالى الحلمية» يجعله متميزا عن أي مسلسل تليفزيونى آخر في الشرق والغرب، ربما يكون هذه القدرة على السرد المتشعب والمتعدد للقصص، دون فقدان الإحساس بأنه عمل واحد متماسك..وربما تكون هذه القدرة على ربط الخاص بالعام، أي القصص العائلية الشخصية وخلفياتها السياسية والاجتماعية، والكيفية التي تساهم بها السياسة والأحداث العامة في مصائر الشخصيات...بداية من سياسات الإصلاح الزراعى والتأميم وصعود العمال والفلاحين، وحتى فساد التسعينيات ممثلا في ابن الرجل الكبير الذي يصبح «سمسار» الاقتصاد الأول في مصر. الكيفية التي يتم بها التداخل بين الخاص والعام تتميز بالسلاسة والواقعية بدون إقحام أو رمز، وبدون أن تطغى الأحداث العامة على الدراما الرئيسية، وبدون أن تتحول الشخصيات إلى أبواق لأفكار سياسية مؤيدة أو معارضة.
اللغز في «ليالى الحلمية»، يكمن في واقعيتها الشديدة، والواقعية هنا بمعنى المصداقية ومدى تشابهها مع الحياة...وطبعا الفضل الأول في ذلك للسيناريو والحوار، ولكن لا يمكن إغفال دور المخرج إسماعيل عبد الحافظ، الذي يتمتع بقدرة هائلة على توجيه الممثلين وخلق الإيقاع، بالرغم من أسلوبه النمطى في التصوير.
لا يمكن أيضا إغفال أدوار نجوم العمل، بداية من عملاق التمثيل التليفزيونى يحيي الفخراني، وحضور صلاح السعدنى الطاغي، وأنوثة صفية العمرى الاستثنائية، وملامح سيد عبد الكريم الشعبية، إلى آخر القائمة الممتدة التي تصل إلى أكثر من ٣٠٠ شخصية وممثل، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الدراما.
«ليالى الحلمية» أيضا ساهم في تأسيس فكرة أغنية المقدمة والنهاية التي تعبر عن روح وفلسفة المسلسل، من خلال الأغنية الرائعة التي يشدو بها محمد الحلو، التي كتبها سيد حجاب ولحنها ميشيل المصري.
«ليالى الحلمية» ليس مجرد مسلسل، ولكنه ملحمة نسجها صناعها من حياة المصريين، وأعادوها إليهم في خلق جديد تحول بدوره إلى جزء من حياة المصريين، وقد تحول اسم المسلسل إلى علامة مسجلة تتسمى بها عشرات المقاهى الشعبية وكافيتريات الخمس نجوم.